الفصل الحادي عشر 🌷

803 25 6
                                    

رواية أوجيني.
الكاتبه ماهيتاب سالم

"وتظن أنك خسرت، والحقيقه أن ما خسرته تمهيدًا لمكسب عظيم سيكافئ الله به قلبك" 🖤

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في المستشفي،وبالتحديد في غرفة العناية المركزة ترقد هي فوق هذا السرير الوثير،قد أستقرت حالتها بالفعل وذلك بعد مجهود كبير بذله الأطباء في عمليتها الأخيره،وقبل هذا دعوات المسكينه التي تجلس بجانب سريرها تمسك بيديها تتمتم لها بالدعاء في كل لحظه .
كانت وفاء مخلصة لها للغاية.فقد عاملتها السيده "ماريا" كإبنتها التي لم تلدها،و ربتها وعلمتها كيف تصبح فتاة راقيه وحسنة الخلق.لم تجد أحن عليها من ماريا في حياتها،ولكن كان الشئ الخطير الذي عرفته منذ ثلاث سنوات وقع عليها كالصاعقه وجعلها تفقد عافيتها وتدخل بعدها بوقت كبير إلي المشفي، ولكن وفاء لم تتركها وبقيت بجوارها ترعاها .كانت تريد أن ترد لها جزءا من الجميل الذي قدمته لها طوال هذه السنين.
أفاقت وفاء من شرودها علي صوت طرقات الباب التي كانت كالطبول حرب بدأت للتو. تركت يد ماريا التي قطبت جبينها أثر هذا الصوت المزعج، واتجها لتفتح الباب للطارق لتفاجأ بوالد سيدتها يقف أمام الباب كالصقر بشموخه ونظراته الحزينه تتجه نحوها، فبالرغم من سنه الكبير إلا أن هيبته وجبروته كان يلاحقه مع إحتفاظه بملامحه الجميله التي ورثتها منه أبنته "ماريا".دلف السيد "عزيز"إلي الداخل ليري إبنته الجميله ترقد علي السرير كالأموات، نظر إليها بلهفه وحنان أبوي،ليجلس بجانبها علي السرير، ثم أمسك بيديها وأتجه نحو رأسها ليقبلها بحنو شديد، وهو يتمتم لها ببعض الكلمات التي تعبر عن ندمه الشديد لأنه كان السبب فيما هي فيه الآن،التفت لينظر إلي وفاء الواقفه امامه قائلا بنبره حزينه:

_ماذا أخبركم الطبيب عن حالتها اليوم؟.. متي سوف تفيق؟...

=لا تقلق سيدي.. لقد طمأنني الطبيب، أخبرني بأنها ستفيق قريبا..

نظر لإبنته بيأس هامسا:

_متي سوف يأتي هذا اليوم القريب... اريد أن اسمع صوت إبنتي... أريد أن أري ضحكاتها، إنها إبنتي الوحيده..

تجمعت الدموع بعينيه وهو يري ما آلت إليه أحوال إبنته بعدما كانت تملأ البيت بالبهجه والفرح، ولكن كبرت فتاته الصغيره وقد أصاب سهم العشق قلبها، ويا له من سهم! بسببه لم تعد كالسابق بل شقلب حياتها رأسا علي عقب ليجعلها تندفع وراء قرارات يتخذها قلبها وينفيها عقلها تماما، لتتدمر حياتها بعد أحداث كثيره طوتها صفحات الأيام لكي لا ينفتح الجرح مرة أخري .وكان هذا الحب الذي جعلها تطير عاليا في سماء عشقها لتنال منه بعض اللحظات السعيده ثم هوي بها إلي سابع أرض مخلفا ورائه شتات قلب محطم!

 رواية أوجيني. (قسوة العشق)🖤Where stories live. Discover now