الفصل الرابع والعشرون 🍁

693 26 4
                                    


رواية أوجيني..

بقلمي ماهيتاب سالم..

"سألف العالم بحثا عنكِ يا من خطفتي الروح وسلبتِ الفؤاد..يامن انرتي شمعة ايامي وسقيتي نبتة أحزاني..يا من بحبكِ احييتيني بعد مماتي!..سوداء هي الحياة بدون لمعة عيناكِ!...انطفئ قلبي بعد غيابك فلا تهجريني..تعالي لتطفئي نار قلبي ولا تتركيني!

___________________________

مضي ظلام الليل طويلا ليحل محله نور الصباح، لتعم أشعة الشمس الدافئه أرجاء مدينة روما....

في قصر الشامي بالعاصمه الإيطاليه روما..وتحديدا في غرفته شخصيا...بات ليلته مستيقظا ينظر إلي صورتها المرسومه في خياله،لم يغفي ولم يرف له جفن ولم يهدء له بال منذ ان أخذوها منه...يريدها..يريدها وبشده أكثر من اي مره مضت..اقسم انه سوف يحبسها مدي الحياة ولن يترك أي شخص سواه يراها..شعور ساحق بالإشتياق مازال يلاحقه كالموت الذي لايستطيع الهرب منه...كل شيء يخصها كان يلاحقه ! رائحتها التي تخدره وتشعره انه في عالم آخر مازال يتذكرها جيدا وكانها بجواره الآن..لمعة عيناها لاتغادر عيناه حتي انطفء كل شيء بعد غيابها..اشتاق لكل شيء فيها..لمست يدها الدافئه وارتجافتها الخائفة وعنادها وغضبها وبكائها وحتي ابتسامتها الهادئة..!

قام من كرسيه الكبير متجها للخارج بوجه متهجم جاد وعينان مظلمة مشيرا بيده إلي الحراس الواقفين بانتظاره مستعدين لأوامره وكأنهم علي وشك دخول حرب للتو!..التفت إلي صديقه علي الذي كان يمسك بكوب من القهوه يترشفه بنعاس فقد ايقظه من النوم باكرا حتي يتحركوا...نظر له بغضب ليردف في تهكم:

_إذا انتهيت من قهوتك فهيا بنا ، لا اريد تضييع المزيد من الوقت..

اوما له بتأفف ليعطي الكوب إلي الخادمه،ثم سار خلفه بهدوء يبتسم في سخريه بداخله من صديقه الذي كان يدعي بأنه لا يبالي بأمرها لكن من يراه ويري لهفته وخوفه عليها لايقول بأنه تعرف عليها منذ مدة بسيطة وأنه لايهتم لأمرها وأنه فقط يريدها من أجل التسليه والتلذذ بإهانتها كما يدعي ، أو كما يُقنعه عقله الذي يفعل دوما عكس ما يريده قلبه ..رأي شخصا آخر غير صديقه الذي يعرفه ذو القلب المتحجر القاسي، الذي يتلذذ بتعذيب من حوله..رأي شخصا يتعذب بدون من يحب..كالطفل الذي ذهبت امه وتركته تائها في كل مكان بحثا عنها..!

جلس مُختار في المقعد الخلفي للسياره الفاخره وبجانبه صديقه علي..وخلفهم سيارات دفع سوداء كثيره بها الحراس الخاصه بمُختار مع الحراسة التي أحضرها من إيطاليا...شقت السيارات غبار الطريق والجميع في الشوارع ينظرون إلى اسطول السيارات بدهشه كبيره...

بينما مُختار كان يجلس بثقه يعبث بهاتفه مدعيا القوة والصلابة عكس مابداخله من نيران تكاد تخرج وتأكل كل ماحولها والقلق ينهش قلبه بشده..يخشي ان يكون الأوان قد فات ..يخشي ان يعاقبه الله علي كل مافعله في حياته السوداء ويسلبها منه...عقله يرسم له خيالات سيئه يخشاها و بشده...أغمض عينيه بقوه مزيلا تلك التراهات من عقله ويطمئن نفسه بداخله ان كل شئ سوف يكون على مايرام وأنها بخير وسوف ينقذها في الوقت المناسب.

 رواية أوجيني. (قسوة العشق)🖤Where stories live. Discover now