الفصل التاسع والعشرون 🍁

571 22 2
                                    


رواية أوجيني..

بقلمي ماهيتاب سالم..

____________________________

أختفي ظلام الليل الذي يخفي ورائه كل الأحزان والمئاسي؛ليحل محله زرقة السماء الرائعه وأشعة الشمس المبهجه التي يمكنها أن تريح النفس وتهدئ الروح..وفوق أمواج البحر المتراقصه في السفينه المتجهه من إيطاليا إلي مصر...تقف هي علي حافة السفينه تنظر إلي البحر ودموعها تسقط من عيناها مختلطه بمياهه الصافيه..عقلها لا يتوقف عن التفكير بكل ما مرت به..تعيد ذكرياتها منذ الصغر..معاناتها وأحزانها التي دفنتها داخل أعماق قلبها الذي يضج بالكثير والكثير...انتفض قلبها المتألم عندما تذكرت كلمات منصور الرجل الذي رباها عندما أتاها في منامها "هو الداء وهو الدواء"!
تنهدت بألم تضرب قلبها بقبضتها علها توقف هذا الألم القابع به هامسه بصوت يحمل كل معاني العذاب والقهر :

_حقا يا أبي..هو الداء وهو الدواء...كسرني وأذلني وعاملني كالعبيد..لكنه ضحي بحياته من أجلي وأنقذني من الموت وتغير للأفضل من أجلي أيضا...هو ليس سئ كما يقولون..لا أحد يولد قاسيا..لكن  أشياء كثيره مر بها وجعلته يبدو هكذا..لقد ضحية الحياة التي جعلته بهذه القسوة..!

تنهدت بحزن من حالها الذي لم تتوقع أن يصل إلي هذا الحد من العذاب في غيابه..توقعت أنها سوف تكون سعيده بدونه كما كانت تتمني..لكن حدث ماهو عكس ذلك وزاد الألم وانفتح الجرح الذي لم يندمل..كان قربه نار وبعده جحيم...رفعت كف يدها تمسح دموعها المنسابه علي وجنتها الرقيقه..اجفلت علي صوت عمر وهو يقف بجانبها مسلطا عيناه على البحر امامه قائلا بغموض:

=لماذا لا تجاوبيني علي سؤالي المتكرر...!؟

نظرت له بأعين محتقنه من البكاء لتقول بتوتر:

_آآ..ماذا تقصد!؟..اي سؤال..!؟

أبتسم ساخرا ليقول والحسره تملأ عيناه:

_انكِ تحبينه..!

أخفضت رأسها بتوتر مانعه عيناها من الإلتقاء في عيناه حتي لايري مابهما من حزن ويكشف أمرها لتقول بهدوء مزيف :

=آآ..بالطبع لا..لطالما اردت وحاولت الهروب منه..!

نظر لها يحثها علي الكلام قائلا بجديه:

_أنظري إليَّ و قولي الحقيقه..اخبريني أنكِ تحبيه..!

رفعت رأسها تنظر له بأسي لتردف حائره:

=أنا حقا لا أعلم..أحيانا أجده كالوحش يقسو بلا رحمة ويعذب بلا شفقة..واحيانا أجده  برئ وطيب يحاول ان يفعل كل شيء لينال رضاي ويكسب مودتي..لا أنكر ان قلبي أصبح يميل إليه وعيناي تشتاق لرؤيته..أسعد بقربه حتي لو كان غاضبا..وأتعذب بفراقه حتي لو كان هينا..لكن ما أعرفه هو أنني لست متأكده بعد من مشاعري نحوه..يمكنك انت أن تخبرني بحقيقة ما أشعر به لأنني مشتته وضائعة...!

 رواية أوجيني. (قسوة العشق)🖤Where stories live. Discover now