الفصل الثامن والعشرون 🍁

638 27 4
                                    

رواية أوجيني ..

بقلمي ماهيتاب سالم..

كالورود نحن..نزهر إن سُقِينا بماء الحب والمودة..ونذبل إن أُهْمِلنَا وتُرِكْنَا تحت شمس الجفاء والقسوة...نميل لمن يسعي لرسم ضحكة علي وجوهنا..لمن يضيئ لمعة اعيننا بنور السعاده..وننفر مِن مَن يطفئ شمعة شغفنا يوما بعد يوم حتي يستحال الضياء عتمه..والنور ظلام..والحب كره!
_____________________________

جاء موعد الطائره المتجهه من العاصمة الإيطالية روما إلي مصر الحبيبه...كان عمر يودع عمه جاسم وزوجته ماريا التي كان قلبها منقسم لشقين..شق يأبي أن يذهب ويترك ابنتها هنا..وشق يريد الذهاب وبشده من أجل أن تطمئن علي أبيها وتقف بجواره..لاحظ عمر تشتتها وحزنها لينظر إليها بإبتسام هادئه قائلا موجها حديثه لها:

_لا أريدكِ ان تقلقي ابدا..سوف أحضرها في أقرب وقت إليكما..فقط كوني مطمئنه وثقي بي..

أومأت له بإبتسامه خافته لتجد جاسم يقول بتحذير:

=عمر..كن حذرا فهذا الرجل ليس بالسهل أبدا..

نظر له عمر بثقه ليردف بغموض:

_أخبرتك ألا تقلق..اترك هذا الأمر لي..

اومأ له بفخر وثقه وبداخله مطمئن علي ابنته لوجود عمر بجانبها لينقذها..اتجها الي الطائره تاركين عمر الذي اتجه سريعا إلي سيارته ينطلق بها إلي منزله...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
غابت شمس النهار وحل ظلام الليل الحالك علي مدينة روما .

وقفت أمام المرآة تطالع الفستان الرائع بلون زرقة السماء الذي ترتدين وفوقه حجابها باللون نفسه .أخذت نفسا طويلا تمنع نفسها عن البكاء بسبب حيرتها وتشتتها التي تشعر بها، وألف شعور وشعور يمزقوها من الداخل .تلك الحرب التي اختارت خوضها ، والمعركة التي دخلت بها غير متسلحة .والرهان الذي دخلته وهي تعرف جيدا بأنها ستخرج منه خاسره..حربها مع قلبها وعقلها، ومعركتها مع الجانب المظلم لشخص مثل مُختار ،ورهانها مع نفسها علي جعله شخصا صالحا ..منذ أن رأته وهو يعاني نوباته أثناء نومه ، ومنذ أن أخبرها خالد العز بما حلَّ به منذ صغره ، وتوسله لها بالغفران وتبريره بأنه نوبات غضبه العنيفة تأتيه رغما عنه..كل هذا جعلها تشفق عليه وتؤكد مبدأها بأن الإنسان لايولد وبداخله كل هذا الشر والطلاح ..ورغم معرفتها بأن الشر ينتصر في الواقع تماما كما ينتصر ظلام الليل علي نور النهار في نهاية اليوم ،وأن الحياة ليست كما تسمعها في الحكايات وليست عادلة في نهاية الروايات ،فكانت توقن بأن مُحاولاتها مع مُختار في نجاته من نفسه و عالمه لن تكون نتائجها كما تتمني ..ورغم ذلك قررت المجازفة والإبحار في المحيط بزورق صغير !

أفاقت من شرودها علي صوت طرقات علمت أنها له ..استدارت لتجده يفتح الباب مبتسما بهدوء مطالعا إياها قائلا :

 رواية أوجيني. (قسوة العشق)🖤Where stories live. Discover now