-13-

4.3K 160 88
                                    

- آيار !!.. صرخت بدهشة بعدما رأيتها جالسة على المقعد الأمامي المقابل للمقود، إحساس تلك الفرحة التي تملكت حواسي أنذاك تعجز حروف اللغة صاحبة المرتبة الأولى عالميا من حيث عدد الكلمات على وصفها..

وقفت كثمثال أصم أمام باب السيارة اناظرها بدهشة، تحجرت أعضائي عن إصدار ردة فعل إزاء ذلك !!..

- فوتي !!.. قالت مستغربة من وقوفي ذلك..

جلست بجانبها ثم أغلقت الباب وأنا لا أزال أناظرها بدهشة، ابتسمت لي ثم قهقهت ضاحكة وقالت.. - ليش مستغربة هيك !..

- آ.. آيار.. مش ع أساس رايحة ؟.. قلت بتلعثم من شدة فرحتي..

- مم.. تسكر المعبر.. ومدري أمت رح يفتح.. الأوضاع شوي مش منيحة بغزة.. أجابت وهي تطفئ السيارة، ثم حولت نظرها إلي وقالت.. - انتي منيحة ؟..

ابتسمت بعدما شعرت بنفسي أكاد أطير فرحة وأجبتها.. - كثير منيحة..

- اووه.. قالت وهي تهز رأسها متعجبة لتضيف.. - مش هلا بس اتصلتي بأثير عشان تجي تاخدك عشان حاسة حالك تعبانة ودايخة ومدري ايش ؟..

احمر وجهي خجلا فور سماعي كلماتها، لاجيب بتلعثم.. - ااه.. شوي.. بس يعني..

- بدك نروح ع الدكتور ؟..

- لا مافي داعي لهالشي.. اجبتها لأراها تضع المفتاح في السيارة مجددا بصمت ثم تسألني.. - طلال أمت بيخلص دوامو ؟..

- المسا.. ليش ؟..

- بطمن أنو رح يحل عننا كم ساعة.. شو رأيك نروح ع المينا ؟.. قالت وغمزت لي لأبتسم لها بمعنى نعم..

رأيتها توصل كابل السيارة بهاتفها لتقول.. - شو رأيك بشوية أغاني ؟..

- مم.. ما رح قول لا.. أجبتها بابتسامة لتشغله على اغنية "بتعرف شعور - أدهم النابلسي" وتنطلق..

راحت تقود السيارة نحو ميناء خانيونس في جو هادئ تحت أنغام تلك الأغنية، في حين وضعت أنا رأسي على النافذة أترقب زخات المطر وهي تجتاز زجاجها وأردد معه كلمات الأغنية بهدوء، إلى أن وصل إلى أحد المقاطع لأجدها هي الأخرى تردد وراءه بصوتها العذب..

- حالة ضياع
احساسي بدو يرحلا
مافيني قلو رجاع..
لأني بحبا.. قالت آخر جملة وهي تناظرني ببريق غريب واضح من عيناها..
رفعت رأسي من النافذة واقتربت منها لتمسك بيدي.. احتضنت اصابعي أصابعها الدافئة، ثم قربتها من شفتيها وقبلتها بحب..
أكملت سيرها في صمت.. فقط صوت تلك الاغاني الهادئة التي قطعها فجأة رنين هاتفها، لتجيب..

سجن في الهواء الطلقWhere stories live. Discover now