-21-

3.3K 133 112
                                    

لا أدري كم كانت الساعة حين سيطر النعاس على عيناي لأنام في تلك الليلة، لكنني لم أنم باكرا.. وإثر هذا فقد استيقظت في حدود الظهيرة على صوت هاتفي الذي ضل يرن مرارا وتكرارا..
تأفأفت وأخذته لأسحب الأيقونة الحمراء وأقفل الخط دون أن أرى من المتصل، ثم أعدته على الطاولة لأحاول إكمال نومي..
لحظات ليعاود رنينه المزعج من جديد..

- الله يلعن ك* أمك.. قلت وأعدت أخذه لأنظر لإسم المتصل بعيناي الشبه مغلقتان.. لقد كان مصطفى.. - يي.. الله يلعني أنا.. قلت وضربت بخفة على رأسي لأعدل جلستي وأجيب على المكالمة.. - صباح الخير مصطفى.. كيفك؟..

- كيفني!.. لك ايش مالك يا بنتي.. عارفة كم مرة اتصلت فيكي؟.. قال بنوع من الغضب لأضحك..

- آسفة.. كنت نايمة.. قلت وأنا أرجع خصلات شعري للوراء..

- اي بعرف.. وقت قفلتي الخط بوجي عرفتا.. قال لأنفجر ضاحكة.. - خلص ما تعصب.. ما رح عيدا..

- بعمل حالي صدقت.. قال ضاحكا هو الآخر ثم استأنف.. - المهم يومين ويفتحو المعبر.. وليكني جبتلك التصريح.. بس يفتحوه روحي..

- ماشي.. شكرا الك كثير مصطفى.. أجبته بعدما شعرت براحة غريبة دبت في جسدي، لم أعد أطيق وجودي هنا أكثر..

- جيبلك ياه ولا اتركوا عندي هلقيت؟..

- فينا نلتقي واخذو.. مليت هان.. سألته ليجيب.. - يلا ماشي.. اليوم أصلا فاضي وماعندي شغل..

- حلو.. بنلتقي زي العادة.. بلبس وبنزلك.. قلت وأغلقت الهاتف لأنهض من سريري..

~رغد~
دخلت غرفتي بعد أن أخذت حماما دافئا في ذلك الصباح، لأجد طلال لا يزال يغط في نوم عميق..
جلست بهدوء على كرسي التسريحة ورحت أجفف شعري بالمنشفة شاردة، لا زلت أفكر بها..
لحظات ليقطع تفكيري طلال الذي احتضنني من الوراء وقبل خدي قائلا.. - صباح الخير حبيبتي..

لم أعد أطيق رؤيته، فلطالما كان ولايزال السبب الأكبر لخرابي النفسي!..
تنهدت بعمق لأجيب.. - صباح الخير..

- ايش هالجمال الي الله خلقلي ياه تأتصبح فيه كل يوم.. ااه جد اني محظوظ.. قال وهو يضع رأسه على عنقي فتلفحه انفاسه التي أصبحت أقرفها كلما التقت بي..

أبعدته قليلا لأقول محاولة تغيير الموضوع.. - الفطور جاهز.. اا عندك اشي اليوم؟..

- لا.. بس.. صمت قليلا بعدما لاحظت علامات التوتر تعلو وجهه..

- ايش مالك؟.. صاير اشي؟.. سألته بقلق..

- لا.. بس بدي أطلب منك اشي.. ومش عارف كيف.. أجاب بتلعثم..

- أطلب.. وين المشكلة.. قلت قاطبة حاجباي ليحول نظره لي بعدما كانت عيناه مبعثرتان في الهواء.. - هو في واحد رفيقي كان مدينلي بألف شيكل، وهلقيت قربو يوصلو شهرين وأنا لسا مارجعتش منهن غير خمسمية وضايلي خمسمية ثانية والرواتب لسا شوي لينزلو.. صمت قليلا ثم أكمل.. - ف.. إذا بينفع طبعا تسلفيني بعدين بس ينزل الراتب الجاي برجعلك ياهن..

سجن في الهواء الطلقWhere stories live. Discover now