-8-

5.2K 174 257
                                    

أخذت أرتب فناجين القهوة شاردة..
يراودني إحساس بأن شيء ما سيء سيحدث، النساء هنا همهن الوحيد هو إيجاد موضوع يتحدثن فيه في مثل هاته التجمعات.. وهي لا تسيطر على لسانها ودائما ما تخلق المشاكل..
قاطع شرودي صوت نادين محادثة إياي.. - رغد.. إيش مالك.. مانك على بعضك اليوم ؟.. صمتت قليلا ثم أضافت بابتسامة ماكرة.. - مم.. ولا شكلو رجعت شتتتك ثاني..

- مش وقت غلاظتك نادين.. أجبتها بامتعاض ثم استأنفت.. - ما بظن أنو كان لازم تاخديا لهنيك..

نظرت إلي بنفس الابتسامة الخبيثة رافعة أحد حاجبيها لتجيب.. - ممم.. شكلك غرتي عليها من النسوان يلي هنيك.. قهقهت قليلا ثم أضافت.. - معك حق تغاري.. ع فكرة صارت بتجنن بستايلا هاد..

- اخخ منك.. أجبتها وأنا أهز برأسي لأتجه إلى المغسل..
وماهي إلا ثوان لأنتفض بهلع من صوت طلال وهو يصرخ بأعلى أصواته.. - آيااار !!..

تركت كل ما بيدي واتجهت كصاروخ بأقصى ما لدي لأرى ما يحدث، في حين تبعنني البنات من الخلف..
رأيته يدخل غرفة المعيشة بخطوات سريعة، وجهه المحمر يكاد ينفجر كبركان ثائر..
لحقته بسرعة لأجده يسحبها من قميصها خارجا، تحاول هي مجابهته لكنها غير قادرة بسبب رجلها، بينما كانت الخالة فاطمة تلحقه محاولة إيقافه..
أصبحت غرفة المعيشة خالية بعدما كانت قبل بضعة دقائق تعج بالنساء الثرثرات.. لا أدري إلى أين ذهبن !..

- طلال إيش بتساوي !!.. صرخت بهلع وأسرعت نحوه لأوقفه لكنني لم أشعر سوى بضهري وهو يرتطم بالجدار، وكأن عظامي انهارت لحظتها !!..
تأوهت بألم من شدة الضربة، ولم أعد أعي شيء سوى صوتها الذي تخلل قنواتي السمعية أنذاك وهي تصرخ باسمي.. - رغد !!.. لك الله يلعنك كيف بتجرأ تمد إيدك عليها !..
يتبعها مباشرة صوت كف قوي يصفع وجهها لتقع أرضا ويبدأ أنفها بالنزيف..

- آياار !.. اقتربت منها ليدفعني بقوة مجددا ويبعدني عنها..
أمسكها من قميصها مجددا ودفعها على الجدار ليصرخ في وجهها.. - لك وحيااة ربنا لخلي نهايتك تكون ع ايديي اليوم..

ابتسمت بسخرية، ثم ضحكت بأعلى أصواتها.. صمتت قليلا، ثم أجابته.. - والله ؟؟.. مفكر الموضوع سهل ما ؟..

أمسكها من وجهها بقوة ليقول بعصبية وهو يضغط على أسنانه.. - لك حرام علي أتركك عايشة.. الي زيك المفروض ينرجمو لحد ما يموتو.. انتي عار هالعيلة.. انتي الي شوهتي اسم العيلة بعمايلك الشاذة هي.. فوق ما الله ساخطك لسا الك عين تحكي.. المفروض تستحي من حالك.. لك..

لم يكمل كلامه، حتى رأيتها تلفه بطريقة ما لتضغط على عنقه بذراعه فيصمت وكأنه اختنق من شدة قبضتها لنقترب كلنا منها محاولين ابعادها عنه..

- بعدو.. ما تخلوني اقتلو ها !.. تقول بابتسامة استهزاء..

- آيار !!.. صرخت أثير فيها..

سجن في الهواء الطلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن