-9-

4.9K 180 137
                                    

عدت إلى المنزل بعدما بدأت الشمس بالغروب، دخلت لأجد أثير في الحديقة مع أطفالها، هي تسقي الزرع وأطفالها يلعبن..
حييتها من بعيد لتلوح لي بيدها مبتسمة ثم تقول بقهقهة - نورتي.. فكرتك رجعتي ع أمريكا..

ضحكت أنا الأخرى وأجبتها.. - كنت بالمينا..

- أهلين خالتو آيار.. قال يوسف وهو يمسك ببنطالي بابتسامة لأمسح ع رأسه.. - أهلين يا حبيب خالتو.. كيفك ؟..

هز برأسه وأجاب.. - منيح.. صمت قليلا ثم ابتسم ابتسامة واسعة ماكرة وقال.. - ما جبتيلي شي معك من برا ؟..

انفجرت ضاحكة ثم أجبته.. - مبلا جبتلك يا حلو.. حولت نظري إلى سلمى وناديتها لتأتي مسرعة.. - يلا خدو.. مددت لهما ببعض الحلويات، ليقبلانني ويكملا لعبهما..

أكملت سيري إلى داخل المنزل، صعدت الدرج وفتحت الباب لأسمع صوت رغد وهي تتحدث بصوت خافت.. - طلال تركني.. وجعتني..

ابتلعت ريقي وأسرعت إلى مصدر الصوت أو بالأحرى نحو غرفتهما، وقفت أمام الباب لألمحه يضغط على ذراعيها بكلتا يديه ثم يصرخ فيها.. - جاوبيني رغد لساتك بتحبيا ؟..

أسرعت بالدخول لأمسك بيده وأسحبه بقوة فأبعده عنها، نظرت إلى ذراعيها لأجد آثار يديه معلمة عليها، رمقته بنظرة حادة وقلت.. - شبك جنيت شي أنت ؟..

أبعد يداي عنه وأجاب.. - بتعملي منيح إذا ما حشرتي حالك بكلشي..

- مش بحشر حالي.. بس ما الك أي حق ترفع ايدك عليها..

- بظن أنها مرتي !.. قال بصوت عال

- هاد ما بيعني أبدا أنو تمد إيدك عليها !.. أجبته بنفس النبرة.. - وأنا الي رح جاوبك ع سؤالك هيداك.. إذا أنت واحد حقير، مو شرط الناس كلا تكون مثلك..

- لك كيف بتجرئي.. قال ورفع يده كي يضربني لأوقفه.. - رووق.. روق يا سيد طلال أدرتها ليتأوه متألما.. - ااه.. آيار.. إيدي..

- آيار اتركيه.. قالت رغد واقتربت..

- ايدك ما ؟.. قلت بقهقهة ثم أضفت.. - تعلم لكان ما تعملي فيها دور جاكي شان هان عشان وحياة الله بخليك تشوف نجوم الصبح.. قلت ودفعته على السرير.. - باقيلي كم يوم هان والأسبوع الجاي راجعة ع أمريكا.. ماني سمعانة لا فيك ولا بمرتك.. لهيك خلي هالأيام الي ضلت تمر بسلام.. قلت آخر كلماتي وخرجت لأتجه إلى غرفتي..

~ رغد ~

فتحت شرفة المطبخ لتتخلل ذرات الرياح الباردة خلايا جسدي، أغمضت عيناي بهدوء لأستشعرها.. فقد كنت بأمس الحاجة إليها، لا تزال كلماتها تحرقني بداخلي..
تنهدت ساحبة هوائي بعمق، ثم لففت وشاحي حول جسدي ورحت أقطع الخضار أفكر بتلك الجملة التي ألقتها علي كصخرة ثقيلة لا وسع لي في حملها فوق قلبي الذي أنهشه الوجع منذ فراقنا، ثم قولها بأنها ستغادر الأسبوع القادم.. غصة قاتلة كانت تقف وسط حلقي فتخنقني.. فأنا لم أشبع غليل شوقي حتى !..

سجن في الهواء الطلقWhere stories live. Discover now