-18-

4K 135 177
                                    

استدرت لأجد طلال يقف عند باب المطبخ بجانب رغد التي كانت ملامح الحزن واضحة على وجهها..
استغربت كيف أنه يطلب مني الذهاب معهم وهو يعلم بكل شيء حدث بيني وبين رغد ليلة البارحة، لكن ما إن رأيت باسل يقف وراءه حتى فهمت كل شيء..
هو فقط لا يريد لفت انتباهه لما يحدث بيننا..

- ماشي.. هيني جاية.. بس ثانية جيب شنطتي.. قلت بابتسامة ليجيب.. - ماشي.. رح نستناكي تحت.. قال ليخرج وبرفقته رغد..

اخذت حقيبتي ولحقت بهما بعدما ودعت أثير وباسل واطفالهما، ثم ركبت السيارة في المقعد الخلفي، في حين كان طلال يجلس في المقعد الأمامي يقود السيارة ورغد بجانبه..
كان الصمت يسود المكان..
الغريب في ذلك أن طلال لم يتحدث معي قط بل اكمل سيره بصمت إلى أن وصلنا إلى المنزل..
نزلنا سويا ودخلنا ليوقفني عند الدرج بعدما صعدت رغد..
أمسكني من ذراعي بقوة ليقول بحدة.. - اوعك تفكري اني مابعرف شو صار بينكن.. أو أنو أنا رح سامحك بشي يوم ع عمايلك الوقحة هي.. وبدي ياكي تحطي كثير منيح براسك أنو لولا وصية بابا عليكي لكنت قتلتك بلا شفقة..

نظرت إليه بسخرية، ليضيف.. - فيكي تاخدي شقة بابا.. وممنوع عليكي تطلعي لعندنا.. دبري حالك لبين ما ترجعي ع كالفورنيا.. قال آخر كلماته ليصعد ويغلق الباب من ورائه..
عدت أدراجي ونزلت لأدخل إلى البيت، وضعت حقيبتي امام الباب ثم صعدت الى الطابق العلوي أين يسكن طلال ورغد، طرقت الباب بضعة طرقات ليفتحه هو لي ويصرخ في وجهي.. - شو بدك!!..

رفعت أحد حجباي ونظرت له باستغراب لأقول.. - ليه بتصرخ طيب؟.. انلبست؟..

- مش قلتلك ما تجي لهان؟.. قال بحدة..

- ليه بتحكي كأني ميتة لشوفك.. بدي مفاتيح غرفتي الي هنيك والمطبخ والحمام وبدي أخذ كمان كم غرض بحاجتو من هان.. صمتت قليلا ثم أضفت.. - واذا ما بيزعجك اكيد يا أخي العزيز.. بدي اخد كم غرض من عندك لنظف البيت..

- فوتي.. قال وهو يبتعد قليلا عن الباب ليسمح لي بالمرور..
دخلت إلى المنزل ليتبعني هو من الوراء قائلا.. - كل غراض التنظيف بالحمام وانا رح جيبلك المفاتيح..

اتجهت إلى الحمام واخذت بعض أدوات التنظيف لتصادفني رغد عند الباب وأنا أهم بالخروج..
نظرت إلي ثم للأدوات التي كنت حاملة إياها داخل الدلو ثم أعادت النظر لي باستغراب وسألتني.. - شو.. شكلك صرتي ست بيت شاطرة.. شو بدك تساوي فين؟؟..

- بلا من*كتك هلقيت.. بدي مسح الشقة الي تحت.. قلت بانزعاج واضح من نبرتي وأنا أقف مقابلة إياها لتجيب قاطبة حاجبيها.. - لشو؟..

- رح ضل هنيك.. الشر*وط تبع زوجك قلعني..

- بفف.. لحظة رح احكي معو.. قالت وهي تهم بالذهاب إليه للحديث معه بهذا الشأن، لكنني سرعان ما أمسكت بها وأوقفتها.. - رغد.. لا.. وبعدين هنيك أحسن.. ما بدي ضل هان وانتي بتعرفي أصلا اني كنت رايحة..

سجن في الهواء الطلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن