-11-

5.7K 210 166
                                    

استيقظت صباحا على صوت ذلك العصفور اللئيم الذي ضل يزقزق عند شرفتي، فركت عيناي بكسل ومددت أطرافي.. أبعدت الغطاء عني وأخذت هاتفي لأرى كم الساعة، كانت الثامنة صباحا..
وجدت عدة اتصالات من ياسمين عبر الواتساب، فأعدت الاتصال بها لكنها لم تجب لأترك لها رسالة..

"صباح الخير ايتها العاهرة"
"لا مراعاة لفارق الوقت بيننا :).. من حسن حظك أنني أضع هاتفي على الوضع الصامت قبل النوم"..

أعدت وضعه فوق الطاولة وحاولت النهوض من سريري، لاحظت أنذاك أن رجلي قد تماثلت لشفاء، وضعت يدي على ركبتي وبدأت بتحريكها تارة نحو الأمام وتارة للخلف.. استندت على سريري وحاولت الوقوف دون ذلك العكاز اللعين الذي أرهقني طيلة تلك الفترة، وكانت المحاولة جيدة حتى أنني استطعت السير بدونه من جديد.. كنت أعرج قليلا لكن لابأس، شعور أن تسير حرا طليقا لا شيء لتتقيد به أجمل ما قد يحس به الشخص وإن تخللته بعض المعاناة..

فتحت خزانتي واخذت بعض الملابس ثم اتجهت الى الحمام، ملئت المغطس ببعض الماء الدافئ لأسترخي بداخله وكأنني أحاول تفريغ كل تلك الشحن السلبية التي تسكن روحي داخل تلك المياة لتأخذها بعيدا عني..
أسندت راسي للخلف وأغمضت عيناي لأبدأ بتذكر ليلة البارحة، جسدها الدافئ، التحام شفتينا ذاك.. رفعت يدي لألمس شفتاي بسبابتي وابهامي فوجدت نفسي ابتسم تلقائيا.. لا شك أن هاته الفتاة هي المصدر الوحيد الذي يتحكم بالأدرينالين خاصتي..

خرجت بعد بضعة دقائق، جففت جسدي وشعري ثم ارتديت ملابسي، كان الصمت يعم في البيت حتى كدت أشك أنني لوحدي.. اتجهت نحو المطبخ، فتحت الباب مباشرة ليقابلني طلال ورغد..
ابتلعت ريقي بصدمة بعد ما رأيته، شعرت وكأن دمائي تغلي داخل شراييني من شدة الغضب، ضغطت على قبضتي بقوة حتى شعرت بنفسي أكاد أحطم أصابعي..
كانت يدا طلال تحاوطان خصرها، يقبلان بعضهما البعض بكل شغف !..
وما إن سمعوا صوت الباب حتى توقفا وابتعدت رغد عنه بسرعة ليحولا نظرهما لي..

ابتسمت لهما محاولة تدارك الموضوع لأقول.. - بعتذر منكن..

- ما بتعرفي تدقي الباب قبل ما تفوتي ولا مافي عندك باب ببيتك ؟؟.. أجابني طلال بكل وقاحة..

رفعت أحد حاجباي ورمقته بنظرة تعجب على كلامه الغبي ثم دخلت المطبخ، سحبت الكرسي وجلست مقابلة البار واضعة رجلاي عليه، أخرجت سجارتي وضعتها بين شفتاي ثم اشعلتها.. نظرت إليه بابتسامة ممسكة بها بين أصبعاي أنفث الدخان ببرود في الهواء.. - حاطة ستاير.. أجبته بقهقهة ثم أضفت.. - يعني بربك ايش بدو يدريني انا انو انتو هان.. وبعدين هو في انسان عاقل بيترك غرفة نومو وبيجي الساعة تسعة صبح يمارس الفاحشة بنص المطبخ.. قلت وأعدت النظر اليه لأجده يكاد ينفجر غضبا..

ضغطت على شفتاي محاولة كتم ضحكتي ثم أنزلت رجلاي ونهضت لأحضر القهوة.. رأيته يخرج ويضرب الباب بقوة، بينما بقيت رغد في المطبخ تناظرني بغضب..

سجن في الهواء الطلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن