30

1.6K 51 3
                                    

تعبر الحديقه وهي تتامل ذاك القصر الذي لم يتغير مع مرور الزمن او حتي مع تغير ملكيته...بل كل شئ في مكانة حتي تلك اللوحه التي وضعتها قبل سنوات مجانب الارجوحة الصغيرة التي صنعها لها والدها ..تحركت لتلك الارجوحه وخلفها ادهم ..لتنفرج شفتيها بابستامة شاردة رغم الدموع التي تلسع عيناها وهي تلتمس تلك الحروف المتعثرة والتي خطتها قبل سنوات عديدة مكونه جمله طفوليه حانقه "هذه لاسيا فقط"

شعرت بيد ادهم ترتب علي كتفها بحنو ..ليسمعا صوت يناديهما بهمس خائف ..لتلتفت هي وادهم ناحية الصوت والذي لم يكن الا لمليكة الواقفه في احدي الزوايا المظلمة

تحركت اليها اسيا بسرعه وهي تقول بهمس"انتي ازاي تخرجي دلوقتي"

تكلمت مليكة بسعادة تهطل من عينيها بوضوح"مش مصدقه يا اسيا ..انتي متخيه ان صقر يوافق يكلم ادهم في نفس اليوم ..دا دي لوحدها معجزة"

قهقهت اسيا بفرح قبل ان تضع يدها علي فمها هامسه"طب ندخل بقي قبل ما يرفضنا كنس مش مسؤله عن مواعيدها"

لتوما مليكه بسعادة قبل ان تنتطلق الي القصر وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه رجحت اسيا انها تنم عن سعادتها ليتحركا خلفها مباشرتا

دخلت هي وادهم الي البهو بهدوء واناقة ..لتقف مسمرة امام تللك الصورة التي تعشقها او كانت تعشقها في الماضي ..فتلك الصورة صورها لها صقر في احد رحلاتهم المميزة علي الشاطئ ..وقد رسمها لها والده بشكل متقن وحي

اخذت نفسا عميقا وهي تتبع اشارة الخادمة الي حيث تجلس عائله الراوي في انتظارهم

تابطت ذراع اخيها بثقه قبل ان ترفع ذقنها بشموخ وهي تدخل تحت انظارهم المتعجبه

سمعت صوت انس المرح يقول"نورتوا والله..ازيك يا ادهم "

غمغم ادهم بتحية قبل ان يجلس بجانبها وعيناه لم تهبطا من علي مليكته كما يحب تسميتها

تنحنت قائله بثقه وهي تنظر لصقر "طبعا انت عارف احنا جايين ليه"

ابتسم صقر بخفه قبل ان يقول"يشرفني انك تعرفيني يا اسيا هانم"

ابتسمت اسيا ببرود قبل ان تقول"احنا النهاردة جايين نطلب ايد مليكة لادهم اخويا"

نظر صقر لادهم بنفس الابتسامة وهو يلاظ عينيه اللتان تنظران لمليكة بهيام ..ثم عاد بنظراته لاسيا قائلا"اظن ان من حقي اني اسال ادهم عايز يتجوز حفيدتي ليه"

ابتسم ادهم بهدوء قبل ان يتكلم بلباقة قائلا"من غير لف ولا دوران انا بحبهاا...وحبيت ادخل البيت من بابة احتراما ليها ولاهلها"

التمعت عينا صقر بفخر وهو يناظر حفيدته الخجوله ذات العيون العسليه ..وكاد يتكلم لولا ذاك الصوت الحاد الذي انبعث من احدي زوايا الغرفه

قلب من جليدOù les histoires vivent. Découvrez maintenant