الفصل السابع عشر

1.6K 46 0
                                    

ياخذ نفس عميق وهو يبتسم قائلا " واروح ليه وخطيبتي قدامي يا اسيا"

لتنظر له بترقب ..ليكمل قائلا " انا طلبتك من ادهم ووافق علي فكره "

لتغزو الحمره وحنتيها رغم راسها التي رفعتها بكبرياء قائله " بس انا مش موافقه "

لم يغضب ولم يثر كما توقعت ..لطنه ابتسم بخفه وهو يداعب خصلات شعرها " اسياا متبقيش طفله....انا اكدتلك ان موضوع منه ده ...كلام انا مش مقتنع ولا هقتنع بيه "

لتتكلم بهدوء محاوله السيطره علي ارتجافه شفتيها " عمر الموضوع مش منه بس ..انا وانت ماننفعش لبعض "

ليعقد حاحبيه قائلا " قصدك ايه ؟! ..عشان المستوي الاجتماعي ..انا ميفرقش الموضوع ده معايا خالص يا اسياا ...انا كل اللي هاممني انتي "

رفعت نظراتها اليه قائله بثبات " وجدك؟!"

تكلم بهدوء يتناقض مع ذاك الاضطراب الذي علا وجهه " انا معرفش بيكرهك ليه ...بس لازم يتعود وحوك في حياتي ...انتي امر واقع بالنسبالي "

انفرجت شفتيهاا في ابتسامه سرعان ما انمحت وهي تستعيظ حاضرها مع كلماته الهادئه " ها قولتي ايه يا اسياا؟!"

لتتكلم بتلعثم قائله " عمر الموضوع مش كل دا ..في حاجات اكبر من كده "

ليعقد يديه امام صدره قائلا" احب اعرفهاا "

لتبدا بالبكاء وهي تهز راسها نفيا قائله " مقدرش "

لينظر الي وجهها بتمعن ..ثم يقترب بوجهه وانفاسه تلفح وجهها بقوه قائلا " يبقي انا كمان مقدرش يا اسيا...مقدرش اسيبك غير بعذر منطقي ...دا اذا كنت هسيبك اصلا "

ثم عدل من وضعيته وخرج صافقا الباب خلفه بقوه ..لتقع هي علي الارض ..تبكي بانهيار

ليدخل ادهم الذي ما ان راها هكذا حتي جلس جوارها وضمهاا الي صدره قائلا " ولما انتي بتحبيه كدا مقولتيلوش ليه "

لتجيب من بين شهقاتها " خايفه يا ادهم"

* * * * **

ينظر اليه وهو يجوب الغرفه ذهابا وايابا ..تاره يشغل التكييف وتاره يفصله ...تاره يفك ازار قميصه العلويه والاخري يخلعه عنه نهائيا ...

ابتسم وهو يراه يحسب كل الاحتمالات الممكنه والغير ممكنه ..ليشعر ببعض الشفقه نحوه فيتكلم قائلا " عمر "

ليلتفت البه عمر بانزعاج قائلا " عايز ايه يا انس "

ليجيب انس بهدوء " انا عارف اسيا موافقتش ليه "

ليقفز اليه عمر ويجلس بجانبه قائلا بلهفه " عارف ..طب ازاي ..طب هو ايه "

ليمط انس شفتيه بعجز قائلا "للاسف مقدرش اقولك "

ليلكمه عمر في فكه بقوه اطاحت به الي الطرف الاخر من السرير ..ثم التفت له وهو يمطره بوابل من الشتائم البذيئه

ليقهقه انس عاليا وهو يقول " ايه كل ده ياعمر ..امال عايش برا وخواجه بقا ازاي "

ليمسكه عمر من تلابيب قميصه قائلا " انطق يا انس ...فيه ايه اسيا مخبياه "

ليجيب انس باختناق " صدقني مقدرش اقولك دا سر ..بس كل اللي اقدر اقولهولك ..انك لازم تفضل وراها "

ليتركه عمر بقوه ثم يتمدد علي السرير ويتكلم بشرود تام وهو يمسد راسه بتعب قائلا " مقدرش اعمل حاجه غير اني ابقي وراها يا انس ..انا حبيت بجد ...عمري ما اقتنعت من الحب من اول نظره ...بس فعلا هي شدتني ..من اول نظره حسيت ان مكانها جنبي ..حسيت اني عايز استفزها..وكله كووم وعنيهاا كوم تاني يانس ... عنيها موال لوحده ..كل نظره منها نغمه ..بتتعزف علي دقات قلبي انا ...لفيت بلاد كتيير وشفت وعرفت بنات بعدد شعر راسي ..السنرا والشقرا ..بس عمري ما سفت بجمالها ولا جمال عنيها"
اخذ نفس عميق وهو يكمل بابتسامه عذبه " ساعتها مفتكرتش جدك ..ولا منه ..ولا حتي ابني ...كل اللي فكرت فيه ..اني بحب اسياا وبس ...حتي لما طلبت اتجوزها ..ما افتكرتش ان لازم اقول لماما او جدو ..او افاتح سيق ..او حتي ارتب نفسي ...كل اللي فكرت فيه ..اني عايز اتجوزها انهارده قبل بكره .."

ثم يلتفت لانس قائلا " اتصرف يا انس ...انا عارف انها بتعزك هي وادهم ..حاول تعمل اي حاجه ..انا مش مستحمل اني اقعد وانا حاسس اني في حاجه ممكن تعد اللي بيني وبين اسيا "

ليطرق انس راسه بتفكير ..ثم يتكلم بتساؤل قائلا " طب فين مليكه"

ليجيب عمر " اعتقد لسه عند اسياا ."

ليتكلم انس بحزم " تمام ..انا رايحلهم..وافتح تليفونك "

ليمسك عمر يده قائلا بتشوش "هتعمل ايه "

نظر له ولضعفه ..كيف لعمر الراوي ..ان يقف ضعيف هكذا امام حب امراه ..لكنه ابتسم وهو يتذكر المثل الشعبي ((لا تعايرني ولا اعايرك الهم طايلني وطايلك ))

كتم ضحكته بصعوبه ..وهو يبت علي كتف عمر قائلا " مش هتعظي الليله دي الا وانتو قاعدين ومتكلمين في كل حاجه "

* * * * *
كانت تعدل خصلات شعرها بارتجاف ..ها هي ذاهبه اليه ..ستخبره بكل شئ وله القرار ...
لكن رغما عنها..يدق قلبهاا بسرعه شديده ..حتي انها لا تستطيع التنفس ...رتبت سترتهاا جيدا وهي تستغرب نفسها ..لما ارتدت الاصفر وهي تكرهه ..لتبتسم بارتجاف ..فيدخل ادهم قائلا " يلا يا اسياا ..الميعاد لسه عليه عشر دقايق ..يدوب المشوار "

لتلتفت اليه قائله " انا خلصت يا ادهم "

ليقترب ادهم منها بقلق " مالك يا اسيا..وشك شاحب ومش عجباني "

لتجيب بخفوت " خايفه اوي يا ادهم "

لحتضنها بقوه قائلا " يا حبيبتي لو خايفه ناجل المشوار ده "

لتجيب بحزم " لا ..انا مصدقت خدت الخطوه دي ولازم اكمل بكل قوتي "

ليبتسم وهو ياخذها معه للخارج ..وهو يمسك يدها بقوه محاولا ان يبث بها الطمانينه ..لكن فاقد الشئ لا يعطيه ..فهو خائف ..خائف وبشده ..خائف ان يجرحها عمر ..وان تنتكس اسيا ..خائف علي امه وهي تري ابنتها تذبل يوما بعد يوم ...لكنه يحاول ان يتفائل ..فربما يتقبل عمر الامر وحينها لن يحدث الا كل خير

قلب من جليدWhere stories live. Discover now