تكلم عمر بنبره غاضبه تخللتها القسوه قائلا " اولا ماسمهاش دي ...ثانيا انا اتكلم بالطريقه اللي اعوزها ...ومتنسيش نفسك يا هندسه ..انتي هنا مش في شركه بابي ..انتي هنا موظفه زيك زي اقل عامل هناا "
نظرت له للحظات دون ان يظهر اي تعبير علي وجهها ..ما عدا عيناها الزائغتين وهي تفف امامه متردده من تصديق كلماته ام من تصديق عينااه ..لكن بسرعه اتمت امرها وهي ترفع راسها بكبرياء قائل بنبره عاليه بعض الشئ "تمام يا عمر بيه ..مش هنسي نفسي ..بس ياريت انت متنساش ان الشركه دي قايمه بيا انا"
ثم ابتسمت بسخريه وهي تكمل بعد سماعها شهقات الموظفين تصاحبها شهقات مليكه وادهم الذي وقفوا بجانب الموظفين علي باب الغرفه " مش غرور ..بس اعتبره ثقه ..انت الشركه دي قابمه بيا انا واسال ابن عمك "
ثم لملمت حاجيتها وكادت ترحل ..لكنها التفتت مره اخري وهي تتكلم بهدوء شديد اثارت به غيظه " وعلي فكره انا في شركات كتيير اوي تتمني مني كولكشن واحد ..وباسعار تضرب خياليه ..يعني انا مش قاعده عشان مرتب ولا احتياج"
لياتيها صوت منه بتهكم قائله " ومادام انتي اوووه كل الشركات عايزاكي وان انوي Famous اوي كده ممشتيش ليه "
لتقترب منها اسياا وتقف امامها مباشرتا ..لتفزع منه من تلك الشعيرات الكهربيه بعيناها ..فتسبتسم اسيا بسخريه وهي تجيب " يعني ..عيله الراوي عِشره سنين بردوا والواحد بيرضلهاش اسمها يتمرمغ في التراب ...يعني اعتبريها شفقه "
ثم تبتسم بعد ان رات احتقان وجهها غضبا لترفع راسها بشموخ وهي تاخذ حقيبتها وتنطلق للخارج بخطوات متزنه وابتسامه منتصره
يلحقها ادهم ونهال وانس ومليكه ..والجميع متعحب من تلك القوه الهائله التي تتحكم بهاا ذات القلب الجليدي
* * * * * *
اما في غرفه الاجتماعات ..كان يقف كما هو مذهولا لايعلم كيف لها ان تكون هكذا ..كيف لها ان تكون بتلك القوه والبرود رغم ارتعاش عيناها حزنا قبل قليل ...كيف تقف امامه تتحداه ببريق عيناها ..عيناها ؟! .عيناها واه من عيناها ووميضها ..كيف لعيناها ان تكونا هكذا ..كيف بعد ان تغرقا في الحزن ..يضيئان بماسهما الكهربائي الغريب بكل عنف وجبروت
اخذه من افكاره صوت الموظفين ليصرخ بهم قائلا " كل واحد علي مكتبه اتفضلوا "
ليفر المظفين من امامه هربا من بطشه ..وفي لحظات كانت الغرفه خاليه عليهم..لينظر لها بغضب وهو ينتزعها من حضنه قائلا " مستنيه ايه يا منه "
لتبستم منه بدلال قائله " وهو مينفعش اجي لخطيبي "
ليزجرها بغضب قائلا " انتي عارفه ومتاكده انه مش هيحصل ..يبقي متتكلميش كتير بقي ..واتفضلي من هنا بقي مش خدتي التقرير اللي انتي عايزاه ..اتفضلي وصليهولو "
لتبتلع منه ريقها بصعوبه ..ثم اخذت حقيبتها وقالت وهي ترحل " انا كده كده كنت ماشيه .بس ياريت متقعدش مع البت دي كتير ..عشان دي ساحره ومشعوزه كمان "
YOU ARE READING
قلب من جليد
Romanceيظنوت ان تلك الحادثة قد أصابتها جسديا فقط... لكن مالا يعلموه انها كسرت داخلها شئ لن يعود كسابق عهده مهما حاولوا.. فمن بين الماضي والحاضر.. تقف هي متجمده القلب والمشاعر قررت المضي بحياتها ودهس كل من يقف في طريقها.. واول من دهست كانت نفسها.. للكاتبه...
