قلب من جليد

25

حني عمر راسه قليلا وهو يتكلم بخفوت شرس "تؤتؤتؤ...قصدك بعد انتحار اختك"

شحوب كسا وجه منه وهي تتكلم بتلعثم مرتبك"عمر!!..دعا"

تكلم عمر بشراسه قائلا"اياكِ تجيبي سيرتها قدامي..وابني ..انا بس اللي اختار مين يربيه"

التفت ليصعد لغرفته ..لكنه عاد اليها مره اخري قائلا"اه حسابك لسه مخلصش..دا اذا كان بدأ..فا استعدي عشان انا ناوي استمتع وانا بسحب روحك بهدوء"

وبهدوء تركها وصعد..ليزداد شحوبها اكثر..والرعب يدب في قلبها..فهي من بدأت بمشاكسه الوحش..فعليها ان تتحمل نتائجه..وخاصتاً لو كان الوحش...عمر الراوي

* * * * *
ينفس دخان سيجارته بهدوء..بينما نظراته المبهمه تتجه نحو انس الذي ظل يضحك بقوه حتي..فاض الكيل

فانتفض واقفا وهو يواجه انس بنظراته الغاضبه قائلا"ممكن اعرف بتضحك علي ايه؟؟"

ليتوقف انس عن الضحك وهو ينظر لعمر بجديه"علي غباءك..تصدق ياخي طلعوا عندهم حق وهم بيقولوا الحب بيعمي"

لم يبالي بنظرات عمر التي تنبض بغضب صاعق وهو يكمل"بجد مش فاهم عقل عمر الراوي اللي يلاعب بلد كامله من غير متتهزلوا شعره ..يصدق حكايه تافهه متدخلش علي عيل "

لينظر له عمر بقوه"قصدك ان جدك كدب عليا"

لينظر له انس مباشرتاً"عايز تفهمني انك مش شاكك؟؟..ولا انك عارف ان جدك بيكدب..بس بتسكت ضميرك ناحيه الراجل اللي رباك بعد موت ابوك "

اخذ عمر نفس عميق ورد بهدوء"وانت بقي شاكك هو عمل كده ليه؟؟"

مط انس شفتيه قبل ان يقول ببرود"مش محتاجه خبير عشان يقولك ان جدك كان بيكره عم فؤاد..وخصوصا انه كان بيمنع دخوله هنا...وفضل فتره علي ما رضي علي عمتي بعد ما اتجوزت عم فؤاد غصب عنه..دا غير انه كذا مره ينده لاسيا قدامنا ببنت فؤاد كانها شتيمه ..وانت كنت بتشوف اسلوبه كويس"

اغمض عمر عينيه وهو يسحب نفسا اخر من سيجارته ..هو كان يعلم جيدا ان صقر قد زيف الحقيقه..وقد تكون غير كامله اصلا ..لكنه يريد ان يصدقه كي لا تهتز صورته بداخله اكثر من ذلك!!

وقف علي قدميه وسيجارته مازالت بين شفتيه يتجرع سمومها ببطئ وهو يتحرك للباب ..لكن قبل خروجه...اتاه صوت انس قائلا"عمر!!..انت رايح فين"

وقف عمر لكنه لم يلتفت ليتكلم بهدوء مغيظ"رايح ل..اسيا"
اخذ انس نفسا عميق قبل ان يقول بصبر "سيبها تهدي يا عمر "

التفت عمر تلك المره وهو يتكلم بهدوء مشددا علي حروفه "تهدي وانا جنبها يا انس..دايما بتفرق مين اهملك لحد ما تهدي نفسك ..واللي اكيد مش بتهديها انت اقرب انك بتقتلها..ومين فضل جنبك وساعدك عشان تهدي "

تجمد انس في مكانه وكلمات عمر تضرب قلبه بقسوه..بينما التفت عمر ليكمل طريقه بهدوء..يتناقض تماما مع افكاره التي تتضارب في عقله ..بقوه