الفصل التاسع

2K 52 0
                                    

تتكلم بانفعال وعينيها تبرقان بغضب " بقولك ايه ..مش عشان ساعدتني وانا قبلت مساعدتك انك هلاص ..تاخد علي كده ..فوق لو سمحت "

ظل ينظر لها بهدوء ..فقط ابتسامه استفزازيه تعلو وجهه وهو يقول " خلصتي ؟!! "

ارتبكت قليلا من هدوءه لكنعا امايكت وام ترد بشئ ..ليكمل هو دون ان ينتظر منها كلمه " لو خلصتي ياريت نرجع للشغل "

ثم نقل نظره للاوراق امامه دون ان يلقي لها نظره حتي ..

ابتلعت ريقها بصعوبه ..لتسمعه يتكلم بهدوءه " دلوقتي ال Collection بتاعت يوسف ..احنا رسمناها ..وهو عليه ينفذ "

جاءه صوتها بنبرات متوتره " ليه...هو مش المفروض نعملها مع بعض "

القي عليها نظره غاضبه ثم التفتت لاوراقه مره اخري قائلا ببرود " هو ده العقد والاتفاق اللي ما بينا "

لتهتف معترضه " بس هو.."

قاطعها صوته الصارم قائلا " انا مليش دعوه ب "هو" انا ماشي بالعقد اللي مكتوب..واظن كلامي واضح"

اومات براسها ببطئ دون ان تنطق ..ليكمل قائلا " طبعا احنا الفتره
دي معندناش اي شغل ..وبما ان الCollection الجديد مش هيتعمل قبل 3 شهور ..فا احنا نستسمر الوقت ده في اننا نعمل الشغل الخاص "

عقدت حاجبيها في عدم فهم وهي تقول " بس انا باخد الفتره دي اجازه ''

تكلم ببرود قائلا " مين اللي كان بيديكي الاجازه دي "

اشارت علي انس الذي دخل لتوه برفقه نهال وهي تقول " انس "

ليرفع راسه ببرود " لما كان هو مديرك ..ثم اكمل بالتسامه سمجه " انا مديرك دلوقتي ..وبقول مفيش اجازه ..يبقي مفيش نقاش ..تمام "

ثم التفتت لاوراقه مره اخري وهو يقول بعمليه " انس فيه اي فساتين افراح في المخزن "

ليجيب انس بجديه " لا كله اتصفي من شهرين "

ليعبس عمر وهو يقول بجديه " احنا محتاجين فستان فرح قبل يومين بسرعه "

تكلمت بصوت ينضحه الالم الذي تحاول مداراته ..لكن تفضحه عيناها الزائغتين " اتا ..عندي فستان فرح في الورشه بتاعتي "

لينتفض انس وهو يقول بحده" لا "

اتسعت عيناها برهبه وهي تقول بارتعاش " لا ليه يا انس "

ليقول انس بحده " عشان ده فستانك اللي اشتغلتي فيه 4 شهور كاملين ..ولولا اللي حصل كان زمانك لابساه بكره "

اغمضت عيناها بالم ثم قالت بمرح مصتنع " انت لسه فاكر المعاد ..وبعدين اللي حصل حصل ..وانا مش هلبسه يبقي خلاص "

ليتكلم عمر تلك المره " انتي مش مجبره تجيبي فستانك يا اسيا "

لتتكلم بغضب تلك المره " اعتبروه مش فستاني ..وحتي لو بتاعي وانا مش هحتاجه يبقي فيها ايه "

ليتكلم عمر بغموض " ليه مش هتتجوزي "

ابتسمت بوجع وهي تقوم " عن اذنكوا "

ثم خرجت مسرعه قبل ان تفضحها عيناها

بينما يتنهد عمر بقوه ليساله انس بحده " ممكن افهم ايه اللي بيحصل "

نظر له عمر ثم قال ببرود " ايه اللي بيحصل "

شعر انس بالغيظ الشديد فقد كان يشبه اسيا وبرودها بطريقه مستفزه..فقال بفيظ " انا اللي بسال ..ايه البرود اللي انت فيه ده "

قال عمر وابتسامه عاشقه تشق شفتيه " هي اللي عايزه تبعد نفسها ..فاكره ان ببرودها ده هتحمي قلبها من حبي ..بس انا مش هسمحلها ..وهخليها تبقي اسيره قلبي زي مانا بقيت اسير عيونها "

* * * *

تقف تنظر للفستان الابيض بسخريه قاسيه وهي تتذكر كلماته وهو يقف في نفس المكان بجانبها قائلا " حلو اوي يا اسيا..بجد تحفه ..بس مش مكشوف شويه "

التفتت له بصدمه قائله " مكشوف ؟!!"

اوما براسه قائلا في ضيق " يعني دراعاته مكشوفه وانا بغير اوي "

ابتسمت بهدوءو حمره الخجل تغزو خديها وهي تقول " دا يوم "

ليقترب منها قائلا بحنان " ولا دقيقه حتي ..انا مقدرش اشوف حد يبصلك باعجاب "

لتتنهد هي بهدوء قائلا " طيب هبقي اظبطه "

ليرفع يدها الي فمه ويقبلها بحب قائلا " ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي ..انتي متعرفيش انا مستني اليوم ده من امتي ؟! "

افاقت من ذكرياتها وهي تشعر بدمعه تحرق وجنتها..فمهما مر علي تلك الايام ..سيظل الوجع ينبض بداخلها ...

تراءت امامها صوره عمر فجاه ..تشعر بحاحتها اليه ..وتشعر بمشاعره نحوها ..كما تشعر بمشاعرها التي تحارب كي تخرج من ذاك السجن التي تقيدها به ..وتذهب اليه ..هو وحده دون سواه..هو وحده من استكاع اقتحام اسوارها العاليه ..هو وحده من حطم ذاك الجليد التي تحيط نفسها به ..

لكنها ببساطه لا تستطيع ..لا تستطيع ان تحبه ..فمهما كان ستظل عاجزه..ستظل ناقصه ..ثم ماذا عنه هو..هل سيقبل بها ..ام سيجرحها هو الاخر ..وحينها لن تحتمل ..حقا لن تحتمل ..اذن فهذا اسلم حل ..ان تبتعد فلا تصيبه شظايا الجليد خاصتها وتجرحه ..ولا تمسها ناره فتلسعها

قلب من جليدWhere stories live. Discover now