«أنتِ لا أحد» الفصل الثالث والعشرين

3.7K 200 47
                                    

فِي كُلّ مَرّة أقُولُ اِنتَهَينَا تَعُود مُجَدّدًا..
وَفِي كُلّ مَرّة تَعُود، نَتَيَقّن مُجَدّدا أَنّ لَا مَجَالَ لِلاقتِرَاب أَكثَر..
____

"لورين؟" سألت بخفوت وأنا أحاول كبح توتري الذي بدأ بالسيطرة علي!

إبتسمت كريستينا بسخرية وهي تركز في ملامحي، واردفت متصنعة البراءة: "أنا حقا آسفة عزيزتي، لكن إن كنت تفكرين جديا في دِلِير، فعليك طمس هذه الفكرة منذ الآن! فبجانب أن علاقتكما صعبة بسبب طبيعة عملكما، فمشاعر لورين ستحولها الى علاقة مستحيلة!" وابتسمت بهدوء.

"أي مشاعر هذه؟" سألت ببرود وأنا أركز في عينيها.

"أممم.." إبتسمتْ بلطف مصطنع وهي تجيب رافعة كتفيها: "من يعلم!..لكن بما أنك عزيزة على قلبي فسأخبرك مباشرة.." إقتربت نحوي مسترسلة بخفوت أمام أذني: "إنها تكنّ مشاعر خاصة له. وأقر أنها لن تسمح لأحد منا أن تحصل عليه.. لا أنتِ ولا أنا!"

أحكمت قبضتي بقوة لعلي أكبح تلك المشاعر التي اعترتني بسبب هذا الخبر المفاجئ.
أوَلم يكن الأمر هكذا منذ البداية بيننا؟.. منذ البداية وانا أواجه العقبات أمامي معه! أحس أن كل شيء قد خلق، فقد وضعه القدر بيني وبينه!

لازلت لا أفهم ما المميز فيه تحديدا كي تقع جميع نساء المعمورة في هواه!

حتى لورين، التي لازلت أحترمها رغم كل شيء، قد وقعت في شباكه!
أيعني أنها ستكون عائقا جديدا بيننا؟
اللعنة عليك أيتها الحياة... تضيف إلى طريقي العقبات دون أن تمهلني كي أقوم بتجاوز التي قبلها!

متى ستتوقف الحياة عن هذه الحقارة اللعينة؟

إبتسمت لها.. رغم كل شيء، ابتسمت لها كي لا تحس بطعم النصر أمامي!
كانت ابتسامة باردة وغريبة، وكأنني بدأت بتذكر بعض اللقطات التي جمعتني مع هذه التي تجرأت على استفزازي.
قلت بسخرية باردة: "هل تظنين أن لك فرصة معه، كريستينا؟" .. فلنبدأ بك.. فلنزحك من قائمة العقبات إذن!

"طبعا لا!" أجابت بسخرية أكبر من خاصتي ونبرة مستفزة.. "فطالما لورين في اللعبة، لا أمل لي!" وأظهرت ابتسامة جانبية..

بمعنى آخر.. لَاتُويَا ليست تهديدا لها البتة!

أمسكت مشترياتي في يد واحدة، رفعت يدي الأخرى بسرعة وأحطت رقبتها بين أصابعي بقسوة. دفعتها نحو الجدار في الخلف بينما كانت تحاول أن تحرر نفسها وهي تضع يديها على خاصتي التي على عنقها...

"أ-أتر-ك-كي-ن.." خرجت الحروف من شفتيها بصعوبة لتسكت كليا ما إن أحكمت قبضتي أكثر. كنت أحدق فيها بابتسامة غريبة، وكأن منظرها هذا يعجبني.. وكأني أتلذذ به.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now