«إشتقت إليك» الفصل السادس

4.7K 228 63
                                    

نزلتُ من السيارة بعدما أوقفها أمام مبنى شقتي. حقا لم أحس كيف مر طريق العودة.

إستدرت إليه لأقابله وهو يضع يديه فوق السيارة ويبتسم بألطف إبتساماته.
"شكرا من أجل الليلة" قلت بابتسامة وصدق. "إنها من أحسن الليالي في حياتي".

"هيا، بربك! لن تكون المرة الاخيرة" قال بمزاح. "هيا الآن أدخلي، ولا تنسي أن تغلقي بابك".

ابتسمت لحنيته وأومأت له. "تصبح على خير" قلت له وأنا أمشي للخلف وألوح له بيدي.
إبتسم أكثر ولوّح لي بالمثل ليقول: "أحلاما سعيدة"...

دخلت الشقة وامسية اليوم مازالت تسحر روحي، لا أعلم ان كان علي الفرح لهذه الدرجة وانا أدري أنا السعادة لم تكن يوما من نصيبي.

لا يهم.. كل ما يهمني هو مدى الراحة التي تبعثها هذه المشاعر فيني.

كانت حوالي الحادية عشر عندما سمعت هذه الرنة التي بدأت التعود عليها... قرأت على الشاشة.

'Hope'

لا أعلم لما اخترت هذا الاسم له بالتحديد.. ربما لأنه حقا أملي.. الشعاع الوحيد الذي أراه وسط سواد حياتي.

"مرحبا" قلت بهدوء.
"ما الذي تفعلينه؟ إن كنت نائمة فلتنهضي!" قال بنبرة وكأنه يتململ..

ضحكت وأجبته: "لم أكن نائمة"
"ماذا كنت تفعلين إذا؟ تفكرين بي؟" قال وسمعت ضحكته..

"ليس تماما.." قلت وعدلت من جلستي. "أنا أدرس واجبك".. لقد كنت أقرأ عن الأزهار ومعناها.. ليست هوايتي على أي حال!
سمعت ضحكته الخافتة وهو يقول: "فتاة مجتهدة"..

على ذكر الاجتهاد. مازال لم يرد على تساؤلي يومها لذا اغتنمت فرصة السكوت لأسأل أخيرا: "هل لي بسؤال؟"
"أمم.. تفضلي!"
"أعلم أني سألتك مرة لكن، حقا لما عدت للجامعة رغم أن لك عملك الخاص؟" حمحمت وأكملت بتردد: "أقصد أنه من الغرابة أن تترك شركاتك فقط من أجل وثيقة التخرج".

حقا، لقد كنت أتساءل منذ أن عرفت من هو. لما أتى لهذه الجامعة بالتحديد التي تبعد عن مكان عمله؟!..

لقد سكت لعدة ثواني وكأنه متردد. لم يجب مباشر كالمرة الماضية. لينطق أخيرا بنبرة جدية: "لدي مهمة هنا!"

أكره هذه الجملة. كلمة 'مهمّة' أصبحت كالجحيم بالنسبة لي..
ماذا يقصد؟. كلمته هذه جعلتني أتوتر من أن أسأله حتى..

"لم أفهم!" قلت وأنا خائفة من إجابته التالية. لن يخيب أملي أليس كذلك؟.

"مهمتي في غاية السرية.." أكمل بجدية وكأنه يعلم كم أنا متوترة الآن. أي مهمة هذه؟ ليس ذلك النوع من المهمات، أليس كذلك؟

"علي الحصول على وثيقة التخرج!" قال كأنه يرغب بتخويفي، ليطلق ضحكة ما إن أنهى جملته.

حقا؟! التخرج؟!!!.. تنهدت بارتياح. أصلا لما ضننته يقصد...
لا داعي للشكّ لَاتُويَا، فالشكّ يقتل كل ما هو جميل.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now