«فلتغفري .. اختي» الفصل الثاني والاربعون

2.1K 138 28
                                    

تُولين:

بكامل زينتي التي لم اعتد ان اكون فيها لولا دخول لازارو الى حياتي المعتمة، ظللت انتظر وصولنا الى هذه الحفلة التي بدأت احس بالقلق ناحيتها..
أدري انني فقط متوترة لعدم تعودي على مناسبات كهذه ولا طبقة اجتماعية كهذه، لكنني سأتشجع للشيء الوحيد الذي احس ناحيته بشيء انا نفسي لم اعتده.. لازارو..

برغم صعوبة فهمه ولا احساس الامان حوله، فإنني، وبشكل غريب، صرت مدمنة على التفكير فيه.. وأليس التفكير بداية الحب؟
كاذب من قال ان الحب في القلب! القلب مجرد مضخة لا تكف تمدنا بالدماء، وحده العقل هو القادر على تكوين المشاعر.. ورغم ان القلب بعدها هو من سينجرح حقا، لكن العقل له كامل القدرة على التحكم!

غريب علاقة الحب والكره التي تجمع هذين العضوين! القلب والعقل..
جنون المشاعر وكيفية تشكلها حقا موضوع يثير فضولي واعجابي الروحي، لكن ليس وقت الفلسفة الان!
لقد وصلنا تولين.. وقت الحفلة فابتهجي!

"وصلنا يا آنسة!" قال السائق بهدوء.. مستفز!
لا ادري لما لم تعجبني نبرته منذ التقيته! كان منذ مدة وهو ينظر الي بشكل خبيث ومستفز! لا أدري ما الغاية من تلك النظرة لكنها لم ترحني بتاتا!
وكأنني ابحث عمن يزيد الى حالتي القليل من البؤس!

"شكرا لك!" قلت بابتسامة حاولت جعلها هادئة قدر المستطاع، ثم خرجت من السيارة.
ما ان انتبهت للمكان حتى علت وجهي ابتسامة من جماله!
كان المنزل ريفي بطابع انيق بأنوار هادئة تبعث فيك الراحة!.. لكنني لم ارتح!

استغفرت في قلبي ثم تشجعت قليلا ودخلت بخطى مترجفة . قابلتني قاعة مزينة بالانوار، مكتظة بأناس لم اعتد على اشكالهم!
حسنا لباسهم لم يكن يشبه لباسي المحتشم البتة! آه.. اعتقد ان ليلة هادئة مع نكد لَاتُويَا كان ليكون أريح من هذه الحفلة!..

"أتدرين شعور رؤية القمر وسط ليل حالك السواد؟" كان ذاك صوت لازارو الهامس بجانب اذني.. ما ان سمعت اول كلمة حتى علمت من هو، ورغم ان جسدي اقشعر ما ان احس بقربه، لكنني لم التفت اليه! بل وقفت اناظر امامي وانا ارمش بعيناي من توتري..

"هممم.." همهمت بهدوء وتوتر واضح كي يكمل كلامه.
"لقد عشته ما ان رأيتك.."

أوه..
كان ذلك ألطف شيء سمعته .. من فم غير فم لَاتِي..
لا ادري ما يجب فعله في مثل هذه اللحظة.. أشكره؟ أجامله كذلك؟..

"من هذا القمر يا لازارو؟" صوت ذكوري من جانبنا صدرما جعلنا نلتفت اليه.. كان شاب طويل القامة بملامح عادية.. كان يقترب منا وعينيه لم تتزعزع من علي!

نظراته كانت كلها اعجاب.. وقليل من الخبث!

لما احس انني في وكر ثعابين؟ لما احس ان سلامتي تقتصر في عودتي للمنزل؟ .. لولا وجود لازارو هنا لكان قد اغمي علي من الخوف حتما!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now