الباب الاخير: "الشروق". « أنقذوني » الفصل الثامن والاربعين.

4.2K 242 153
                                    

وَصَلنَا اِلى النِّهايَة وَشَيء مَا لَازَالَ لَم يُقَل
————
الفصل الاخير

ضواحي العاصمة لندن
٠٣:٣٠ صباحا
————

"الى اين نحن ذاهبون تحديدا؟" سألت لَاتُويَا لازارو الذي كان ساكتا منذ انطلقوا بالسيارة.

بعد آخر ما حدث في ذلك المكان اين توفيت أنجلينا، قام لَازارو بأمر رجاله بتقييد كل من لَاتُويَا وألكساندرو، وطالما ان كل ما كان يشغل بال لَاتُويَا هو سلامة صديقتها التي لازالت خلف تلك الصخرة، اشارت لألكساندرو ان يرضى بما يحدث دون ان يقوموا بأي حركة يمكنها ان تقوم بتهديد سلامة نورسين.

لم تعجب الكساندرو تلك الفكرة حقا.. لكنها العميلة 'L' بعد كل شيء!

وهاهما الان في هذه السيارة الرباعية دون ان يعلما تحديدا اين يخطط لَازارو ان يأخذهم!..

"الى نهايتنا.. ستسعدك النهاية.." قال بهدوء..
هناك شيء مختلف في لازارو.. منذ مقتل أنجلينا وشيء فيه مختلف!
انه هادئ للغاية وكأنه لم يفقد لتوه شخصا مميزا في حياته!

رغم انه لَازارو الذي لا يمكن التنبؤ بردود افعاله، الا ان رد فعله هذا غريب بحد ذاته! .. اليس هذا هدوءا يسبق العاصفة؟

"ليس لدي مشكلة في النهايات! منذ ست سنوات تخليت عن حب التمسك بالبدايات.. لم اعد اتمسك حتى بحياتي.." ردت عليه لّاتُويَا بنفس هدوئه!
همهم لازارو دليل على انه يصغي الى كلامها رغم ان لا شيء فيه يظهر أنه  يركز فيما حوله..

صمتا بعدها وكل يفكر في نفسه..
لَازارو كان هادئا بغرابة، اما لَاتُويَا فقد ظلت تنظر اليه وتفكر في شيء لم يكن وقته تماما.. او بالاحرى، كان عليها التفكير في هذا منذ سنوات مضت..
حسنا، انه لَازارو دِيفايو.. الرجل الذي اعتاد عقلها على ان يراه شيطان لدرجة انها نسيت انه انسان بعد كل شيء..
في تلك اللحظة تحديدا،
بعد مدة من الصمت، قررت لَاتُويَا ان تكسره بسؤالها:"لما كانوا يعطونك الادوية في طفولتك؟"
بعد سؤالها هذا، قال لازارو بالالتفات اليها بهدوء وكانها قد اثارت فضوله اخيرا... حسنا، اوليست الان تفتح ملفات حياة طواها الزمان لحد ان تنسى؟

بشكل غير متوقع، وبدل تجاهل السؤال، قام لازارو بالتفكير قليل في قولها ليقول بعدها بشيء من السخرية: "ربما لانني كنت طفلا صغيرا يحب الصخب!"
تعجبت لَاتُويَا من كلامه لكنها انتظرته ان يكمل..

تنهد لَازارو ليكمل بعدها بقليل من الحزن الظاهر رغم سخرية ابتسامته: "لقد كنت مشاغبا في طفولتي.. كنت صاخبا ككل الاطفال بمثل عمري، لكنياهلي لم يتحملوني وكل ما كان يهمهم هو عملهم وسياسة هذه الدولة. لذا، وفي حين انه كان من المفترض ان العب مع اصدقائي كأي احد في عمري، صرت انام طيلة الوقت بسبب المهدئات و المنومات التي كانوا يقدمونها لي.. ولم تمر اشهر حتى احسست ان ذلك الطفل الحيوي قد ذهب... كل ما تبقى منه هو جسد صار مدمنا على تلك العناصر الاصطناعية التي صارت طريدته!"

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now