«سآتي..» الفصل التاسع والثلاثون

3.6K 144 39
                                    

بريطانيا، العاصمة لندن
٣١ ديسمبر ٢٠٢٠
٢٣:٠٣

———

الكاتبة:

"وانت آنستي، ماذا تريدين ان تطلبي؟" سألها النادل برسمية.
رفعت أنجلينا عينيها البنيتين اللتان تشبهان لون بن اسود ممزوج ببعض قطرات من الحليب، وناظرت الشخص الذي يقبع في الكرسي المقابل لها وكأنها تنتظر رأيه حول ما ان حق لها التحدث ام الصمت فقط!
ابتسم لازارو بشيء من الرضى وهو يرى الفتاة تخضع اخيرا له بل حتى انها أصبحت تطلب الاذن منه كي تتنفس!

لطالما كان لازارو من النوع المتحكم والسادي الذي يرغب ان تأخذ الاحداث المنحى الذي رسمه بيده! الا ان أنجلينا كانت كثيرة العناد والرفض... كانت تعبر عن رأيها بأريحية معه! لطالما أحس لازارو ان هذه الفتاة تعرف شخصيتها لدرجة انها لا تجامل بل وتصارح بشكل غير جارح! كانت عكس نوعه تماما، لكن شاءت الاحداث ان تتبع مسار لازارو كعادتها فهاهي ذا أصبحت ترضخ له وكأنها قطعة يملكها!

"ستأخذ كوب قهوة مرة.." أجاب بالنيابة عنها وهو لا يزال يناظرها بنفس تلك الابتسامة. ما ان ابتعد النادل بعدما دون طلبهما حتي تنهدت أنجلينا بشيء من التعب والالم على حد سواء! كانت تكره فكرة انها اصبحت تابعة له! فكرة ان حريتها التي لطالما كافحت لأجلها قد ذهبت مهب الرياح منذ دخول هذا الشخص حياتها!

ومنذ دخوله، ايقنت تماما ان هذه الحياة لن تبجلها ولن تميزها عن غيرها!

"لطالما كان القتل الخيار الاول الذي على قائمتي، وحدك انت من جعلتني أختل بالترتيب!.. تعرفين انني اكره التغيير، واي مسبب له دون رغبة مني كان ليلقى حتفه. لكن ولسوء حظنا، فقد غيرت مصيرك الذي اصبحت تطلبينه!" كان يتكلم وكأن تلك التي تجلس هناك لم تخسر كل شيء بسببه! وكأنه لم يكن يذكرها بمدى بشاعة هذه الحياة في حقها!

"لما اتيت بي الى هنا؟" سألت بتعب بعدما كتمت ألمها وان كانت عينيها تعبر عما لم يفصح به لسانها!
"لا شيء! رغبت في تناول العشاء مع رفقة.. وكنت انت الرفيق الاقرب!" اجاب بهدوء ودون اهتمام!
صمتت الفتاة وانتظرت النادل حتى اتى بقهوتها بينما كان لازارو يركز بعينيه كلى كل حركة صدرت منها.. كان مركزا، وان رآه أحد لظن انه يفكر في شيء ما، لكن عقل لازارو لم يقبل يوما ان يبتعد بأفكاره! كان يستطيع التحكم بعقله لدرجة انه يستطيع امضاء ساعات وهو يراقب العالم دون اي تفكير حقا!

كان يشاهدها فقط دون ان يفكر فيها!
علم انه ان فكر فيها لتجاوز حدودا وضعتها الحياة في صفقتها معه!

مرت حوالي النصف ساعة وهما على نفس الطاولة اين كان لازارو يتناول عشاءه بهدوء، وعلى نفس الطاولة كانت تلك الفتاة ذابلة بعينيها التي أحاطتها الهالات الدالة على تعبها!
"فلنذهب الان!" وعلى نبرته المتسلطة والامرة، وقفت راضخة لقدرها وذهبت معه نحو سيارته... لم يتحدثا كعادتهما، ولم تكن لتتغير تلك العادة لولا ان أنجلينا قد احست به يسلك طريقا غير الطريق نحو المكان الذي تقطن فيه.. انها المرة الاولى بعد حوالي الثلاث أشهر، أين تبتعد هذا القدر في الخارج!
"الى اين نتجه؟" سألته بهدوء.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now