«هل سأموت مجددا؟» الفصل الرابع والثلاثون.

3.3K 163 37
                                    

لَاتُويَا دِي رَاشِيل:

فتحت عيناي بهدوء وأنا أحس ببعض الالم في كامل جسدي.. لم أعلم الوقت ولا الساعة التي كنت أعيشها، كل ما أعلمه أن هناك ثقلا يحيطني..

تأملت تلك الغرفة التي مازلت لم أتعود عليها بطلائها الرمادي وأثاثها العاتمة.. لا أنكر أن هدوءها والطاقة التي تبعثها أعجبتني، لكن لا شيء يقارن بغرفتي!

كنت ساتحرك لكن اليدين المحيطان لخصري منعاني من ذلك. التفتت نحو الرجل المستلقي على الارض خلفي لأجده نائما بهدوء. لم أتعود على رؤيته بمثل هذه الملامح الهادئة كذلك... الحقيقة أني لازلت لا أتقبل فكرة أني أصبحت متزوجة منه!

ليس وكأنني لم أتمنى الامر، لكن لم أرغب أن يحدث تعسفا! خاصة بسبب ذاك الذي دمر حياتي يوما!

أتذكر يوم أتى إلى حفل الزفاف.. بدون سابق انذار قرر أن يغير العروس فقط لأن كاثرين لم تطلب اذنه في الأمر!
لم أستطع أن أعارضه أنا! رؤيته أمامي بعد هذه السنين جعلت من نفسي عاجزة على التصرف بحضوره..

لا أدري إن كنت اخافه هو أو الذكريات التي حفرها في ذاكرتي!

عدت إلى واقعى وانا أرى الرجل يتململ بامتعاض بسبب انزعاجه من مكان نومه. لم نشعر البارحة بأنفسنا إلا وقد نمنا جنبا إلى جنب.
ظللت أحدق به وبكامل تفاصيله لمدة.. انه وسيم، وهادئ..

كيف أبدو حين أنام؟ أتمنى أن أكون بمثل هدوئه..

أحسست ببعض الالم في ضهري بسبب نومنا على الارضية، لذا رغبت بالنهوض. فور أن بادرت بالحركة حتى أحسست بيديه التي كانت على خصري تزداد قوة، ولم يتوقف عند هذا الحد! بعيونه التي لم تفتح بعد، قربني نحوه، بل ودفن رأسه في صدري معانقا وكأنه يخشى من شيء..

"لا تذهبي.." همس بترجي.. أقر بأنه لازال نائما.

ظلت عيناي مفتوحتان، تناظران الفراغ تعجبا من الجبل الذي في حضنها.. لم يعد جبلا، ولا شيئا صخريا الآن..

هل يخاف الفراق ؟..

برغم غموضي الذي يآكلني ويحيط بي مبعدا إياي عن العالم ليختلي بي وحيدة منقهرة، فهاهو الآن أيضا يكتسي الغموض رداءا ضد الجميع.. وضدي أنا!

ما قصتك؟

لما توقفت عن البكاء فجأة؟..

رفعت يدي نحو شعره، وقبل أن يتداركني شعور الخطأ، تذكرت أنه حلال علي! إنه الان ليس أحد.. انه زوجي..

لا أدري ما أشعر!
من جهة، الشخص الذي جعلني أبني آفاقا جديدة لمستقبلي، وحثني على نسيان ماضيّ والمضي قدما نحو مستقبل أفضل أصبح زوجا لي.. أصبح نصفا اتشارك معه صباحي ومسائي.. وليلي!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now