الباب الأول: "ثانية قبل الغروب". «لماذا تسأل؟» الفصل الأول.

13.4K 343 107
                                    

مَارسَايْ، فِرَنسَا.
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٠ .

أوّل خريف فرنسيّ...

" Oh shit, here we go again "

قلتها بملل و انا واقفة امام المبنى الضخم هذا متأملة كل تفاصيله..

«FAS University».

"جَامِعَة الطُّلاَّب العَرَب الفِرَنْسِيَّة".
لكان الآن أسعد وقت في حياة أي طالب عربي! لكان ليسقط قطرات المياه من عينيه من شدة الفرح برؤيته لواحدة من أكبر وأهم الجامعات في العالم، خاصة وأنها مخصصة للطلاب العرب فقط.

وأغناهم أيضا!

لتتجول في هذه الجامعة يجب عليك أن تدفع ما لا يقل عن الثلاث مئة دولار، فما بالك بالتسجيل فيها!.

لن أتكلم عن عدم تقبلي فكرة دفع ذلك الكم الهائل من أجل الدراسة، فلم أنتظر من العرب شيئا يوما.

لم أنتظر شيئا من أحد أصلا!

حملت حقيبتي على كتفي بضجر، ودخلت بعد ما تفقد الحراس أوراقي وبعد العشرات من الأسئلة -التي لم أزعج نفسي في الرد عليها- وذهبت مباشرة نحو مكتب المدير.

"تفضل".

سمعت صوتا أجشا يأذن لي بالدخول من خلف الباب. ترددت قليلا، لقد كنت في هذا الوضع لما لا يقل عن الخمس مرات.. وكلما ازدادت المرات، كلما توترت أكثر..

" هيا لَاتُويَاَ، أنه من أجل أمك "

وكأن على ذكر أمي إسترجعت شجاعتي. تنهدت، أدرت مقبض الباب ودخلت. كان جالسا في مكتبه ينظر نحوي برسمية. إبتسم لي و مدّ يده ليصافحني:" الآنسة دِي رَاشِيلْ، أليس كذلك؟"

لم أحب المصافحة في حياتي، لا أعلم لما يصافح الناس! أعني أنك لا تعلم إن غسل يديه بعد الخروج من الحمام، فلما تصافح؟!

جلست مباشرة وكأني لم أر يده: "نعم، أنا هي"

حمحم وقال بصوت جدّي: "لقد سمعت أمورا جيدة عنك!"

قلبت عيناي بضجر وأنا أعدل من جلستي: "هذا غريب!.. يقولون العكس في العادة"

إبتسم بدفء وتكلم: "بخلاف أفعالك المستفزة، لا أظن أنه يمكنكِ وصف علاماتك بتلك الطريقة"

"لا أظن أني هنا لتصف لي نفسي. أنا أعرفني، وأراهن أني لن أسمع منك شيئا جديدا لا أعرفه عني من قبل"

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now