Enjoy💙
———————
يَسير عَلى جِهاز السَير، بِسُرعَته القُسوى مَا جَعل حُبيبات العَرق تَملَأ جَبينه وَ تَسير نُزولًا حتَّى رقبَته التِي بَاتت تَلمع، حَالها كَحال جَبينه، مُرتديًا بَدلتهُ الرياضيَة ذات البِنطال القَصير وَ القَميص الضيِّق الذِي يُظهِر عَضلات مَعُدته المَشدودة، وَ كَونه بِلا أكمام فِذراعَيه اللتانِ بَرزت عُروقهما كَانتا مَكشوفَتين، شَكله سَلب أعينُ الفَتيات فِي المَكان، وَ كُلَّما رَفع يَدهُ نَحو شعرِه لِيدفعهُ إلَى الخَلف كُنَّ يَفقدن صَوابهنَّ أكثَر، أمَّا هوَ فلا يَعلم بَما تُحدثه حركاتهُ البَسيطة بِقلوب الفَتيات حَوله، فالمُوسيقى التِي تَنبعِث مِن سماعاتِ أُذنِه عَزلتهُ تَمامًا.
إقتحَمت الفَتاة المَكان، وَ سارت بِبُطء مُمرِّرةً عَيناها عَلى الرِجال بَحثًا عَن فارِس أحلامِها الجَديد، حَال لَمحتهُ عَلى إحدَى أجهُزة السَير أمام الزُجاج الذِي يُطل عَلى الشاطُئ؛ سَارعت خُطواتها نَحوه وَ نَظراتُ التلهُّف تَعلو وَجهها، وَقفت بِجانبِه وَ إنتظرتهُ أنْ يَلتفِت إلَيها، وَ لكنَّ عَيناهُ مُعلَّقة عَلى شاطئ الفُندق أمامه، إلتفتت لِلزُجاج وَ تحدَّثت.
" الإطلالة جَميلة، ألَيس كذلِك "
إبتِسامة واسعة إرتسمت عَلى شَفتيها، لَم يُبد ردَّّة فِعل عَلى مَا قَالته فَعادت تَنظُر إلَيه، لَمحت سمَّاعات أُذنِه التُي تَمنعه مِن سَماعها فربتَت عَلى كتِفه.
أدار رَأسه إلَيها وَ قطَّب جبينه مُتعجِّبًا مِن هَويتها، لَقد توقَّع أنْ تَكون آيرين فَلا سبب يَدعو أحدًا آخر لُمُناداتِه، أشارت بِإصبعِها عَلى أُذنِها فَفهم مَا تُريدُه، تنهَّد بِإنزِعاج وَ خفف مِن سُرعة سَير الجِهاز قَبل أن يَنزع سماعتِه عَن أُذنِه، نَظر إلَيها رَافعًا حاجِبه يَنتظِر سببها المُقنِع لِإيقافِه.
" مَرحبًا مُجددًا "
كلمة مُجددًا جَعل ملامُحه تَتعجب وَقد لَاحظت الفَتاةُ ذلِك.
" أشعُر بِخَيبة أمَل، ألَّا تتذكرُني؟ أنَا أتذكَّرك رُغم أنِّي مَن كُنت الثمِلة وَ لَيس أنت "
تحدَّثت بُعبوس طُفولي كَان سَيُعحب أيَّ رجُل، وَ لكنَّه أثارَ إشمِئزازه، حلَّق حاجبَيه فِي حركة سَريعة حينَ تذكَّر المَوقف الذِي جَمعهُما وَ زادت تَعابير وَجهِه إشمِئزازًا.
" إذًا تذكَّرتني "
قَهقهة بِسعادة عَلى الرُغم مِن ملامِحه التِي كَانت وَاضحة، مدَّت يَدها إلَيه مُصافِحة.
YOU ARE READING
كُـونِـي مِـلْـكِـي || B.BH
Romanceمُـنْـذُ نُـعـوْمَـة أَظَـافِـريْ لُـقِـنْـتُ الـكُـرْهَ وَ الـبُـغْـضْ فَـقَـطْ ، الحُـب وَ وَ الإهْـتِـمَـامْ صِـفَـتَـانْ لَا أُجِـيـدُهُـمَـا أَبَـدًا ... حَـتَّـى قَـابَـلْـتُـكِ . تَـوَغَّـلْـتِـي إلـى جَـسَـدِي بِـبُـطْـء رُغْـمًـا عَـنِّـ...
