فتساءل ياسر: هي تعبانة من زمان!

- أيوة يا سيدي، بآلها كام شهر وقلتلها حصوات المرارة ما بتتفتتش بتتشال بكيس المرارة كله، لكن هي رفضت وقالت هاخد علاج وآدي النتيجة! مستنية إيه!  لما تجيلك الصفرا! أنا هتفق مع الدكتور وهحطك أدام الأمر الواقع، وجهزي نفسك!

قالها وانصرف، ربتت عليها زهرة قائلة: ما فيكِ تهملي صحتك أكتر من هيك! رح أتصل فيكِ وآجي معك عند الطبيب ومافيني أتركك لحتى تشفي تمامًا!

ثم أكملت على استحياء: والله لو بإيدي ما كان فيني أتركك تباتي لحالك! بس ما فيني أترك ماما، أنا اتصلت فيها وحكيت عن اللي صارلك بس بعتذر منك حبيبتي...

فقاطعتها عشق بتعب: مفيش داعي لكل الاعتزارات دي، كفاية تعبك وقلقك، أنا نعسانة وهنام على طول.

أومأت زهرة ثم اقتربت تمسكها من ذراعها: تعي معي رح أدخلك لغرفتك وأعود بكير إلك، ورح يضل مفتاح الشقة تبعك معي لحتى ما أزعجك الصبح، لا تعكلي هم أنا معك وما بتركك أبدًا، يلا تعي تعي...

اتكأت عليها عشق ونهضت معها ثم التفتت نحو ياسر الواجم وقالت: ألف شكر ليك تعبتك معايا.

فنهض واقفًا وأجاب: مفيش شكر بينا يا بنت عمتي، إن شاء الله هكون مستعد الصبح قبل ما تنزلوا خبطي عليّ يا آنسة.

فأجابته زهرة دون أن تلتفت إليه: إن شاء الله!

ثم تحركت بعشق متجهة للداخل بينما هو اتجه نحو الباب وقبل أن يخرج التفت خلفه قليلًا ثم تابع وانصرف.

في اليوم التالي بالفعل جاءتها زهرة وصحبتها إلى الطبيب الذي حدد معه هشام موعدًا متعجّلًا؛ فهو صديقٌ له.

وسرعان ما أجرت عشق الأشعة والتحاليل اللازمة وخلال يومين فقط حُدد موعد إجراء العملية، ولأول مرة بعد سنوات يعاود عشق الشعور بالدفء العائلي؛ فحولها زهرة وأمها بشكل شبه مستمر، ويتفقدها هشام وياسر من حينٍ لآخر، لم تمكث في المشفى إلا يومًا واحدًا ثم خرجت إلى بيتها.

وبعد عدة أيام جاء ياسر زائرًا لابنة عمته فاستقبلته وداد أم زهرة وأحسنت استقباله، وكانت امرأة متوشحة بالسواد، يطل من عينيها حزنًا عميقًا كأنها لم تبتسم قط في حياتها، منحوتًا على وجهها سنوات الهم والشقاء في صورة تجاعيد تعطيها أكبر من عمرها، ثم تحدثت بلهجة مختلطة بين المصرية والشامية: تعبناك معانا يا ابني طول الفترة دي!

- مفيش تعب ولا حاجة يا خالة؛ عشق دي أختي الصغيرة مولدة على إيدي، وكبرت أدام عيني سنة بعد سنة.

- الله يباركلكم في بعض يا ابني!

-طيبتك وحنيتك دي يا خالة بتفكرني بأمي وعمتي، كنت محظوظ وعندي بدل الأم اتنين.

- وفيك تعتبرني أمك التالتة إذا بتريد.

- ده شيء يسعدني والله يا خالة!

(سيظل عشقك مرادي)   By:NoonazadTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang