(12)

1.5K 82 13
                                    

#سيظل_عشقك_مرادي

(الفصل الثاني عشر)

بقلم نهال عبد الواحد

أنهى ياسر حمامه، ارتدى ملابسه، لا يعرف كم أهدر من الوقت، لا زال يفتقد تركيزه، بل يفتقد كل شيء، خرج بسيارته تائهًا، تفاجأ بوصوله أسفل بيت عمته، لا يتذكر كيف كانت قيادته! ربما تصور أنه سيلقى حتفه بمجرد انطلاقه، لكن في الأخير قد وصل.

ظل جالسًا داخل سيارته لا يعرف كيف يعايش الموقف! أو يلتقي بها الآن ويبارك لها على خطبتها! هل سيرى غيره جالسًا جوارها؟ مبتسمًا لها! محتضنًا ملامحها بعينيه! هل اختفت من حياته للأبد؟ صارت ملكًا لغيره! كيف يتقبل كل هذا؟
لقد قرر التصرف لإعادتها، لكن ماذا يفعل؟ لقد شُل عقله بل كل كيانه، ربما لو حاول النهوض والترجل من السيارة لما استطاع!

حاول تحريك أطرافه، فتفاجأ بحركتها وكأنه كان مشلولًا بالفعل!

ترجل من سيارته، صعد إلى عمته، ليس لديه أي فكرة كيف تبدو ملامحه! لا يتذكر حتى إن كان قد صفف شعره عقب حمامه أم خرج أشعثًا! لكن لا يهم، فلن يأبه إليه أحد الآن.

كان باب الشقة مفتوحًا، دلف داخلها بأرجلٍ هلامية، أصوات الزغاريد تصم أذنيه، الجميع ملتف حول العروسين، يبدو أنه وقت ارتداء خاتم الخطبة.

عندما اقترب بالفعل وجد العروسين جالسين على مقعدين كبيرين، تقف في المنتصف امرأة شابة، تبدو من ملامحها أنها إحدى قريباته، لكن الغريب أنها هي التي تقدّم خاتم الخطبة للعروس، بل تضعه في إصبعها بنفسها، ثم وضعت غيره ذات فصوص بيضاء، وهاهي تمسك بسوار منقوش من الذهب وتضعه حول ساعد العروس.

العروس أجمل ما يكون! طلت بفستانٍ قطيفي من اللون النبيذي ذات لمعة خفيفة، مع حجاب أسود لامع، والقليل من الزينة على ملامحها البديعة.

ابتسمت ملامحه وهو ينظر إليها لمجرد رؤيتها، فأنتِ عشق، بل للعشق والجمال عنوانًا، حركاتك وسكناتك تعزف من أجمل الألحان ألوانًا، لو ابتسمتِ أُضيئت الحياة وصارت كلها نهارًا، وإن التفتِ ازدادتِ توهّجًا ولمعانًا، فاح عطرك وخجل الأقحوان والريحانا.

ولكن!

إنها تبتسم إليه هو! ألهذه الدرجة سعادتها به؟ تنظر لإصبعها بعينين تحتبسان دمعها من شدة الفرحة، تتلمس خاتم خطبتها لا تصدق نفسها، تتراقص كل ملامحها، تترقّب حركة أمها وهي تضع خاتمه الفضي داخل إصبعه، هو الآخر اتسعت ابتسامته، يتحسس خاتمه محملقًا فيه بكل سعادة.

إن سعادتهما ببعضهما البعض تناغمت واتحدت عازفة سيمفونية عشق سرمدي، جلس مبتئسًا عن جُنبٍ، تُرى من سيهتم بحاله أو حتى يلاحظ تواجده! فليظل متنحّي جانبًا يحترق وحده.

بعد قليل جذبت الفتايات العروس متجهات لإحدى الحجرات، ثم تعالت أصواتهن بالتصفيق والغناء، على الأغلب أنهن تتراقصن بالداخل.

(سيظل عشقك مرادي)   By:NoonazadWhere stories live. Discover now