27-'شياطين القصر'

Start from the beginning
                                    

"عما تتحدث؟ "اخترق هذا الصوت تحديدًا قلبي بدلًا من أذني فَـتسارعت نبضات قلبي بِشكل مُضاعف عِندما سقطت أعين الجميع على هادوين الذي يقف عند عتبة الباب فِي يده كأس ماء بارد وحقيبة أدوية؛ بينما عيناه كانت جامدة بِبرودة على اوليفر.

عم الصمت لِدقائق تردد بِها اوليفر على إعادة حديثهُ بينما خيط من الشرارة اتصل بين أعين اوليفر وهادوين فَـبترته ماريا قائلة:
"لا بأس هادوين، تلك رغبة اوليفر فقط ولن يتفق أحد عليها! "

"الجميع يتفق عداكُما أنتما ولوثر وجايمس! "اوليفر وضح فتتبعهُ لوثر قائلًا:
"لهذا السبب شارلوت لن تذهب، فَـهي وماريا وهادوين من يقررون بقاءها، لأن ماريا من طلبت أستاذة رقص بالبداية وهادوين من وافق على شارلوت بين الأخريات! "

لابد أن ماريا كانت تتظاهر بِرغبتها في تعلم الرقص لإستدراجي لِهنا وبعد أن تعرف عليّ هادوين وتعرف على كوني ابنة حاملة القلادة السابقة وافق عليّ، لقد كان كُل شيء مخطط منذُ اليوم الأول إلا أن الآن كل شيء في فوضى!

سار هادوين نحوي متجاهلاً اوليفر ودفع بِكأس الماء نحوي مع ابتسامة مصتنعة:
"فلترتاحي قليلًا، ولنتحدث لاحقًا.."

كنتُ أعلم أنهُ يرغب في توضيح سوء الفهم عن كونه القاتل، إلا أن نظرات انطونيو نحوه كانت تؤكّد التهمة نحو هادوين؛ تلك النظرات التي أزعجبتني دون هز ثقتي بهِ.

إن كان القاتل هو هادوين لِما كان لِيسرق القلادة، فَـهو من قدمها لي في المقام الأول ورفض إستعادتها لاحقاً؛ مِن الواضح أن القاتل الحقيقيّ شخصًا لازال يملك رغبة في العودة للسماء لهذا بالتحديد سرق القلادة.

لكن سؤال آخر كان يراودني..؛ لِماذا لم يقتلني؟ كان بوسعه سرقة القلادة ثم قتلي كـما فعل مع مارتن، أيُمكن أنهُ لم يرغب في تحطيم شروط عودته..؟ أم أن هُناك سببًا آخر؟ وما السائل بِداخل تلك الحقنة؟

"شارلي! "

شَـارلي..؟

كـان ريس يمسك بِيدي بعدما دلف للغرفة مسرعًا وبعد أن ناداني بِهذا اللقب فَـدنسهُ بِـلسانه القذر؛ دفعتُ يدهُ عن خاصّتي بِـقوة لم أعلم مِن أين وصلتني، كانت قوتي أكبر الآن وشعرتُ بِنشاط وقوة شديدة تعتريني، فقد كان تقليد ريس للقب مارتن لي كافيًا لِإغضابي!

"ألازلتِ غاضبة؟ "سألها بِجمود تام وتلاشى قلقه المتصنع في لمح البصر فَحدجتهُ مجيبة:
"لا تحاول، ريس! سأبقى هكذا للأبد! "

"هادوين حاول قـتلـ"

"حتّى إذا! حتى إذا كان هذا صحيحًا، فَهذا لن يغير كراهيتي نحوك! "

لاحظت ماريا توتر الأجواء فَـاردفت:
"فليخرج الجميع، لقد أوشكت الشمس على الإشراق؛ دعوها ترتاح قليلًا!"

طأطأتُ رأسي فوق اللحاف الأبيض متجنبة نظرات ريس الحادة نحوي، ثم سمعتُ خطواتهم نحو الخارج ثم تلاها صوت ريس يقول:
"حُبكَ يعميكِ، تمامًا كـديانا! "رمى بِحجارته صوب قلبي ثم أخذ ساقاه للخارج تاركًا لي أغرق في محيط أسود من الكآبة.

ربتت ماريا على كتفي وتحدثت بِنبرة لطيفة ومريحة:
"لا بأس، أنتِ بطلتنا، دوركِ كان إنقاذنا مِن الشياطين بيننا، لذا سننقذكِ أيضًا بِالطبع!! "

ابتسمتُ بِخفة أثر حديثها، لكني لم أكُن مرتاحة أيضًا لازلتُ حزينة وخائفة.

غادرتني ماريا ولحقت بِالآخرين لِيتبقى هادوين فقط الذي أغلق الباب بِالمُفتاح ثم استدار نحوي بِتعابير مرهقة وحزينة خلف ابتسامة خافتة:
"دعينا نتحدّث "

سار بخطوات بطيئة مترنحاً نحوي وبدا وكأن جسده سَيهوى في أي لحظة قبل أن يبلغني، لكن بمجرد أن وصل للسرير حتّى رمى بنفسه جالسًا أمامي ثم تنهد عميقًا متجنبًا النظر لي.

شعرتُ بالقلق لأن تلك المرة كانت مرة من المرات التي فشل بها سيّدي في إخفاء توتره وحزنهُ لكني لم اسأل بل انتظرتُ منه أن يجمع شتات نفسه قبل أن يتحدث وبمجرد أن فعل حتّى قال:
"لا أعلم ماذا يجب أن أقول؛ فَهذا يعتمد على ثقتكِ بيّ"نقل وجهه نحوي وحدق في عيناي بِـحزن:
"أتثقين بي..؟"

لم أفكر بل اومأتُ فورًا:
"أعلم أن هدف القاتل دفعي للشك بكَ، لكن يبدو وكأن القاتل لا يعلم أنكَ من أعطاني القلادة؛ لِهذا السبب ظن أن سرقتها قد تجعلكَ متهماً أيضًا واستغل غياب-"

تجمد لساني لِوهلة عِندما تذكرتُ حديث ريس في لقاءنا الأول:
"انتِ شرطاً من الشروط، مع وجودكِ سَـتوجد القلادة! "

لقد تساءلتُ مسبقًا لِما ظن ريس أن القلادة معي وليست مع هادوين! كان يعلم أنّي اخذتُها من أمي لهذا السبب لم يشك يومًا في أن هادوين هو من قدمها لي، لِهذا السبب...ظن أن خطته ستنجح!

شرحتُ لِهادوين ما أفكر بهِ ،فصمت قليلًا مفكرًا ثم أجاب:
"لا أظن هذا، أمر القلادة كان سرًا عن الجميع، لم أخبر أحدًا حتّى ماريا، كنتُ خائفًا من أن يسرقها أحدهم ويبيعها؛ فكما يبدو ثمنها غالي جدًا"

"أعلم هذا، لكن لم يسألني أحدهُم يومًا عَنها؛ لم يشك أحدهم يومًا أنها معي منذُ يومي الأول هنا، كان هو الوحيد الذي بدا متأكداً مِن إمتلاكي لها! "

"قد يكون هذا صحيحاً لكنهُ ليس دليلًا حاسمًا، فَـحتى إن لم تكُن القلادة معكِ منذُ البداية، لن يتوقع أحدهم أنها كانت معي قبل أن أعيدها لكِ!"

"لكنك أخبرتني سابقًا أنهُ حتّى وإن لم تكُن القلادة معي فَـالموت سيلاحقني نظرًا لأن ملكية القلادة تعود لي منذُ وفاة امي؛ أيُمكن أن أحدهم توقع هذا بِسبب الحوادث المميتة معي؟ "

بدا وكأنه مشوش بِـشدة ويأبى التفكير قائلًا:
"أي شيء قد يجعلنا نشك بالجميع، لا داعي للتفكير الآن، استريحي قليلًا وعندما تتحسن صحتكِ سآخذكِ لأحد يمكنهُ مساعدتنا! "

قبضت حاجباي:
"مَن يكون؟ "

"اوليفيا الساحرة، تلك الساحرة التي ذكرتها أمكِ بالرسائل؛ أخبرتُ ماريا عنها بعد أن أخبرتيني أنتِ عنها، وبعد البحث مطولًا تمكنت ماريا من الوصول لها.."

اوليفيا..؟

★★★★★★

آسـموديوس ✔Where stories live. Discover now