الحلقة ٢٨

209K 5.9K 601
                                    

العاصفة (٢)
الحلقة ٢٨
بقلم : الشيماء محمد
#شيموووو

كريم كان بيصرخ من الوجع وأمل بتعيط جنبه والدكتور دخل وبصلهم : لازم تاخد قرار يا تتعايش مع اللي أنت فيه دلوقتي يا توافق تعمل العملية ،ماقدامكش اختيارات وحلول أصلا .
كريم بص لأمل وبص للدكتور : مش هقدر أتعايش مع وجع زي ده ! هعمل العملية .. هعملها مهما تكون النتيجة .
الدكتور بص للممرضة وطلب منها تجهزه للعملية وبص لكريم : الصبح هتدخل العمليات ودلوقتي هخلي الممرضة تديك مسكن بس مش قوي زي اللي فات لكن هيهدي الألم شوية .
سابهم وانسحب والممرضة ادت كريم الحقنة اللي الدكتور قال عليها وأمل جنب كريم حاسة بالعجز التام مش عارفة تعمل ايه ! بصتله بعجز : حاسس بايه كلمني .
كريم بصلها بتعب : كويس ما تقلقيش .
أمل بدموع : طيب أعمل ايه ! لما ما أقلقش عليك أعمل ايه !
كريم شدها لحضنه : حبيبتي أنا بخير .. دي مجرد ايدي مش حاجة خطيرة الحمد لله وكويس إن ليها علاج أو حتى لو مالهاش المهم الألم ده يهدا وهكون كويس إن شاء الله .
أمل مسحت دموعها وفضلت في حضنه ومرة واحدة اتعدلت : هتبلغ حد من العيلة ؟
كريم برفض : لا لا يا أمل ما تقلقيش حد .. مالوش لازمة الموضوع مش خطير أصلا .
أمل بصتله بخوف : ازاي يا كريم مش خطير أنت هتدخل عمليات .
كريم ابتسم يطمنها : قلبي دي عملية بسيطة وبعدين الخطورة كلها في ايدي يعني مفيش خطورة على حياتي علشان تقلقي .
أمل دموعها نزلت وهو بيمسحهم بايده : علشان خاطري ما تعيطيش كده ، بلاش .
أمل مسحت دموعها وسندت على صدره بحب : أنا بحبك أوي يا كريم .. بحبك .
كريم ابتسم : وأنا بحبك أوي يا أمل .. المهم بصيلي كده .
أمل اتعدلت وبصتله : لو جرالي حاجة ......
قاطعته بايدها حطتها على شفايفه تمنعه يكمل وهي مرعوبة : اوعى تقول كلام زي ده فاهم ؟ اوعى .
كريم شال ايدها من على شفايفه : حبيبتي إن شاء الله هكون كويس بس اسمعيني .. لو لا قدر الله حاجة حصلت أي مضاعفات أي حاجة كلمي مؤمن .. مؤمن بس مش حد تاني .
أمل برعب : طيب نكلمه دلوقتي .
كريم كشر : مالوش لازمة .
أمل بخوف هو حاسه : علشان خاطري كلمه عايزة يكون حد عارف احنا فين وبنعمل ايه .
كريم بصلها شوية وبص حواليه : موبايلي فين ؟ هاتيه يا أمل .
أمل جابته وبصتله : مش هيبقى نايم ؟
كريم ابتسم : ولو نصحيه بعدين ما تنسيش فرق التوقيت ممكن يكون صحي .
كريم اتصل بمؤمن علشان يطمنها هي وتحس بالأمان ومؤمن رد بعد كام جرس بصوت نايم : يا ابني أنت في شهر العسل ماعندكش وقت للنوم ولا وقت للصحيان غيرك مطحون ها؟
كريم ابتسم : اهو قرك ده اللي جايبنا ورا .
مؤمن اتعدل وبجدية : في ايه مالك ؟ وصوتك ماله ؟
كريم بتعب : ايدي تعباني شوية .
أمل جنبه بصوت واطي : شوية ؟
كريم ابتسم : شويتين ما تزعليش .
مؤمن بتوتر : يا كريم اكشف عليها أنت عندك أكبر دكاترة ومستشفيات .
كريم : كشفت يا مؤمن والصبح هعمل عملية فيها .
مؤمن اتصدم والنوم طار تماما من عينيه : وصلت لعملية يا كريم ؟ للدرجة دي ؟ طيب استنى أجيلك !
كريم بسرعة : لا لا يا مؤمن أنا ماكنتش هعرف حد أصلا بس أمل متوترة وخايفة وحابة يكون في حد عارف احنا فين وبنعمل ايه ! فأنا كلمتك أنت هبعتلك اسم المستشفى وتفاصيلها واسم الدكتور .. ولو لا قدر الله ........
مؤمن قاطعه : كريم هجيلك .
كريم بإصرار : مؤمن مش هتيجي ومش هتعرف حد حاجة ، فاهم ؟ عرفتك علشان تكون مسئول ومتابع مع أمل لحد ما أخرج من العملية وأفوق .. ولو حاجة حصلت ساعتها ابقى تعالى لكن طول ما الأمور تمام يبقى مالوش لازمة الشوشرة والقلق .. خلاص ؟ اهدا بقى أنا كويس .
مؤمن مش عارف يعمل ايه وبقلق: طيب اديني أمل أكلمها .
كريم أخد نفس طويل : الاسبيكر مفتوح وهي سامعاك .
مؤمن : أمل ازيك ؟
أمل بصوت مخنوق من العياط : بخير الحمد لله .
مؤمن بضيق : بتعيطي ؟ معنى إنك بتعيطي إن حالته صعبة صح ؟ وهو بيداري عني ؟
أمل أخدت نفس طويل : مش متعودة أشوفه بيتوجع مش أكتر وايده واجعاه ومش عارفة أعمله ايه مش أكتر من كده .. الدكتور طمنّا وبيقول أعصاب ايده اللي تعبانة والكسر التئم بس المشكلة في الأعصاب .
مؤمن بضيق : طيب بصي أنا معاكي طول الوقت كلميني أول ما يدخل العملية وأول ما تطمني عليه ويخرج منها ولو في أي حاجة ما تترديش لحظة إنك تكلميني فاهمة ؟
أمل ابتسمت : فاهمة ما تقلقش هطمنك أول بأول .
قفل معاهم وكريم بص لأمل وحط ايده على راسها : مطمنة كده ؟ مؤمن معانا اهو .
أمل ابتسمت : مطمنة أكتر أيوة.. حاول ترتاح شوية .
كريم ابتسم : حاضر بس تعالي أنتي نامي شوية .. أنتي من امبارح صاحية .. تعالي .
شدها لحضنه وهي رقدت جنبه على صدره وراحت في النوم من التعب ..
الصبح نور واتنين دكاترة بنات متدربات لسه دخلوا بعد خبطة خفيفة بس كريم صحي على خبطتهم ، واحدة منهم ابتسمت : أنا كريستينا ودي ايزابيلا لازم نجهزك للعملية ، لو ينفع تصحيها ؟
كريم هز دماغه وبص لأمل اللي نايمة على كتفه الشمال ومش هاين عليه يصحيها
باس راسها برقة وبيكلمها بالعربي علشان البنات اللي وقفه : أمل ، اصحي يا حبيبي .
بيصحيها بهمس والبنات واقفين واخدين جنب بس مراقبينهم بابتسامة عريضة لأن الحب واضح بينهم
أمل اتحركت فتحت عينيها بصت لكريم ولوهلة نسيت التعب والمستشفى وابتسمت لكريم بحب : حبيبي صباح الخير .
كريم ابتسملها وهي مدت ايدها لوشه وبتشده عليها وباسته بس هو بعد بسرعة : احنا مش لوحدنا .
هنا امل بصتله تستوعب العبارة ومرة واحدة كل حاجة رجعتلها فاتعدلت بسرعة وبصت للبنات مخضوضة وبصت لكريم بقلق : في ايه أنت تعبان !
كريم ابتسم : لا يا قلبي بس ميعاد العملية .
الباب خبط و دكتورة ايزابيلا شافت الباب كان الدكتور ماكس فبصتلهم : الدكتور ماكس ، يدخل ؟
كريم بسرعة : لا .. لحظة .
أمل وقفت تعدل هدومها وبتلبس طرحتها وهو مراقبها وبايده بيعدل طرحتها يشدها لتحت شوية وبصلها بنظرة شاملة وبعدها بص للبنت وشاورلها تدخل الدكتور
دخل صبح عليهم وبصلهم مبتسم : يوم جميل وصباح أجمل .. مستعدين ؟
أمل أخدت نفس طويل بتعب : لا يمكن أكون مستعدة لحاجة زي دي أبدا !
ماكس باستغراب : خليكي إيجابية .
أمل بصتله : أنا إيجابية بس بخاف عليه .
دكتورة كريستينا : لازم تكوني قوية علشان تكوني دعم له .
كريم اللي رد : هي قوية جدا وفوق ما تتخيلي .
أمل بصت لكريم بخوف : أنا مش قوية !
كريم مسك ايدها : أنتي أقوى بنت شوفتها في حياتي .. ( بص للدكاترة ) اتعرفنا على بعض في عاصفة قوية وكان في تلاتة بيطاردوها وقدروا يضربونا بس قدرنا نهرب منهم .. كنت مصاب وبنزف وأغمى عليا معاها وهي بالرغم من إن كان عندها ضلعين مكسورين وعندها نزيف داخلي إلا إنها وصلتني لبر الأمان وأنقذتني .
البنات كانوا مبهورين بقصتهم وكريم كمل : ومش كده وبس بعد ما وصلتني المستشفى وانهارت كانت إصابتي في الكلية الوحيدة اللي بملكها وكنت محتاج لمتبرع ومش لاقي ساعتها هي اتبرعتلي .. كل ده وهي متعرفينش أصلا .
أمل ابتسمت : أنت أنقذتني من العاصفة ومن الاغتصاب .. أنت أنقذت حياتي الأول .
ماكس بصلهم : واو قصتكم جميلة جدا .. علشان كده بتحبوا بعض بالشكل ده ؟
كريم بصله : احنا في شهر العسل بتاعنا .. متخيل بعد الحب ده كله ده يكون شهر العسل .
ايزابيلا بتأثر : لسه بادىء شهر العسل هزعل أوي لو لسه .
أمل ابتسمت : لا بقالنا ٣ أسابيع بس ( بصت لماكس ) أنت لازم ترجعهولي سليم .
ماكس ابتسم : الحب اللي زي ده بيكون دافع قوي للاستمرار وللمحاربة .. ما تقلقيش هنحارب أنا وهو وهننتصر .
كريم وامل : إن شاء الله .
الدكتور صقف بايده وبص للبنات : يلا هسبقكم على العمليات يلا .
أمل ماشية جنب كريم وهما بياخدوه وهي مرعوبة تماما وماسكة ايده لحد ما بصولها : هنا آخرك .. استنيه هنا .
أمل مسكت وشه بايديها الاتنين بتوتر: اوعى تفكر تسيبني فاهم ؟
كريم ابتسم وباسها : ما تقعديش تعيطي فاهمة ؟ و وريني ابتسامتك قبل ما أدخل .
أمل ابتسمت وهزت دماغها بموافقة والبنات بياخدوه بس ايدها ماسكة ايده لحد ما سابها وقفلوا الباب وهنا حست إن الكون كله فضي عليها .. زي ما تكون جوا فيلم وحد بيصور بالتصوير البطيء صورة حد لوحده في مكان فاضي والكون كله بيدور حواليها بس هي الوقت وقف عندها .. حست بالرعب والخوف والبرد .. لفت ايديها حواليها تحاول تستمد أي قوة من نفسها أو تحس بالدفء بس مفيش .. قعدت بهدوء وبصمت تام على كراسي الانتظار ...

العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن