الفصل الثاني

255K 6.5K 423
                                    

العاصفة
الحلقة الثانية
بقلم / الشيماء محمد
#شيمووو
الروايه حصري لجروب شيمو وممنوع نشرها طوال فترة الحصري

«تحصنا بذي العزة، واعتصمنا برب الملكوت، وتوكلنا على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير»،
اللهم أنت الميسر والمسبب والمسهل والمفرج والمساعد.. اللهم فرج بحولك وبقوتك ما نحن فيه، يا من له حسن العوائد.. اللهم ارسل فرجا قريبا واعف عنا ولا تباعد.. اللهم ياساتر الستر عند إحاطة البلاء ويا منزل الستر من عنان السماء اللهم ارفع عنا ما حل من وباء وبلاء.
. اللهم أمنا في أوطاننا.. اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة.
برحمتك ياارحم الراحمين

في الاستراحة الكل بيجري وبيلموا كل حاجة وزعق واحد : يلا كله يخلص عايزين نلحق نروح بيوتنا قبل ما الجو يقلب أكتر من كده ..
ده كان صاحب الاستراحة عم سيدهم
جه واحد من العمال واسمه زكريا : كله تمام يا باشا .. لمينا كل حاجة واخر ميكروباص اتحرك
سيدهم هز دماغه : طيب يلا الكل يروح .. اقفل أنت الباب وخد زمايلك دول ويلا من هنا كلكم .. ما تفضلوش هنا انا هروح عايز حاجة ؟
ابتسم زكريا : لا يا باشا اتفضل أنت .. أنا هتأكد انه مفيش حد واقفل ونروح .. زمايلي عدوا عليا ياخدوني معاهم
مشي سيدهم صاحب الاستراحة علي بيته وساب زكريا وأصحابه يقفلوا المكان ويمشوا هم كمان
زكريا معاه علي وحمادة
زعق حمادة : يلا ياض انت وهو قبل ما تمطر كفاية علينا التراب خلينا نوصل البلد بسرعة قدامنا يجي ساعة
علي ابتسم : ما تخلونا هنا لوحدنا يا جماعة .. بلاها بيوت
زكريا بصله : هنقعد هنا ثلاث ايام ؟ اصلا المكان مش أمان .. ده صاحب الاستراحة شال كل حاجة من هنا يتخاف عليها .. لا يا عم يلا بينا من هنا .. هو فاضل حد هنا ؟ تعالوا نشوف فاضل أي حد في أي مكان ولا ايه قبل ما نقفل البوابة ونمشي ..
كريم في الطريق ومستغرب الأرصاد نبهت ان بكره العاصفة هتبدأ مش الليلة .. ربنا يستر الطريق ده يدوب شايف قدامه بمتر مش اكتر .. شكله كده هيقضي الثلاث ايام دول عند والدته لانه استحالة يعرف يرجع تاني بيها ..
أمل في الحمام مرعوبة وبتخبط وبتنادي بصوتها كله حاولت تشد الباب بس مفيش أى حاجة حتى تمسك منها .. حتى مفيش أوكرة للباب .. فضلت تخبط وتنادي وللأسف لا حياة لمن تنادي .. عقلها رافض يستوعب فكرة إن بنت عمها ممكن تتخلى عنها وتسيبها لوحدها .. أكيد الناس اللي في الميكروباص هيسألوا عنها .. أيوة عم صبحي عارف إنها راكبة معاه مش هيمشي من غيرها .. هيدوروا عليها لازم .. طمنت نفسها إنهم مش هيسيبوها ويمشوا أبدا .. فضلت تخبط وتصرخ وتنادي ..
حست بحد بيقرب من الباب وصوت خطوات .. ركزت أوي أيوة في حد برا ! لازم تنادي وتصرخ علشان يسمعها ويفتحلها الباب ...
زكريا وأصحابه كل واحد راح ناحية يشوفوا في حد ولا لأ
علي راح الحمامات وبص من بره وماشي سمع صوت خبط في الحمام واستغرب دخل بحذر وهنا سمع صوتها واضح في حد مقفول عليه الباب في الحمام .. اتلفت حواليه مفيش أي عربية أمال دي جت منين ؟
خاف يقرب وجري لأن المكان مقطوع ايه اللي هيجيب بنت في الحمام ؟ أكيد عفريتة .. جري وراح لأصحابه اللي شافوه جاي جري
زكريا باستغراب : مالك ياض انت جاي تجري كده ليه ؟
علي بخوف : في واحدة في الحمام
حمادة كشر : واحدة ايه ؟ انت اتهبلت يالا انت ولا ايه ؟
ضحوا الاتنين عليه وهو زعق : والله في واحدة بتخبط وتنادي في الحمام الحريمي ..
زكريا كشر : طيب ما فتحتلهاش ليه ؟
علي برعب : وأنا مالي يا أخويا افتحلها أنت .. مش ده شغلك !
حمادة ضحك : اياك تكون خايف تكون عفريتة !
ضحك عليه جامد وعلي كشر : مكان مهجور وحمام مهجور ليه لأ ؟
زكريا بتوتر : مفيش حاجة هنا ياض أنا بقالي كذا سنة هنا مفيش حاجة .. تعالوا نشوف في ايه ؟!
راحوا الثلاثة بتوتر للحمامات وهناك سمعوها بتخبط وتنادي وتستغيث
علي بحماس : صدقتوني
زكريا بتوتر : ودي ايه اللي قفل عليها !
فتح الباب بتوتر وهي مرعوبة وبصت للثلاثة بخوف
علي باستغراب : انتي بتعملي ايه هنا !
أمل بعياط ورعب : كنت مع ميكروباص عم صبحي اللي رايح الوادي
زكريا كشر : مفيش أى حد هنا كله مشي
أمل عيونها وسعت : طيب أنا هروح ازاي !
الثلاثة بصوا لبعض وبيفكروا هيروحوها ازاي ! او هيروحوها أصلا ولا لأ !
زكريا كشر : تعالوا بس نخرج من الحمامات دي يلا
طلعوا كان التراب والهوا بقى شديد جدا لدرجة انهم ماشيين بالعافية
وأمل مش قادرة تفكر هي ممكن تعمل ايه اصلا او تروح بيتها ازاي ! ده حتى شنطتها مش معاها وفيها كل حاجة ..
دخلوا الاستراحة وبصوا لبعض مش عارفين يعملوا ايه ؟!
حمادة شد زكريا بعيد وهمس : هنعمل ايه فيها !
زكريا بص ناحيتها : مش عارف .. ناخدها معانا ؟
حمادة ابتسم بشيطانية : ع رأي الواد على خلينا هنا ..
علي قرب منهم : يلا نمشي من هنا
زكريا بص لحمادة ولعلي
علي باستغراب : مالكم بتفكروا في ايه
حمادة بابتسامة : بنفكر نفضل هنا
علي كشر : تفضلوا هنا تعملوا ايه ؟
حمادة بص ناحية أمل : نعمل زي أي عريس بيقضي ثلاث ايام محبوس في شقته
علي استوعب معنى كلامه وبص لأمل وبصلهم وعينيه مفتوحة علي آخرها
زكريا بيفكر شوية : ولو حد جه ؟
حمادة بيقنعه : أنت مش شايف الجو عامل ازاي ! محدش هيجي ولو حد جه مش هنفتحله أصلا ..
علي مش مقتنع : والبنت هتوافق ! أنت مش شايف شكلها ولبسها ! دي مش منهم أصلا
حمادة بتحذير : بقولك ايه مش عاجبك اخلع أنت وسيبنا احنا ولو انتوا الاتنين مش عاجبكم امشوا وسيبوني معاها خدوا عربيتكم وامشوا
زكريا فكر وقرر : أنا معاك ..
الاتنين بصوا لعلى اللي بصلهم وابتسم : وأنا طبعا معاكم
الثلاثة بصوا لأمل ونظراتهم ما طمنتهاش وحست إنها هتضيع إلا لو حصلت معجزة من عند ربنا ..
الثلاثة بيقربوا عليها ونظراتهم كانت فاضحة نيتهم وهي بترجع لورا مش عارفة هتروح فين أو تعمل ايه أو ممكن أصلا تتصرف ازاي ؟
حمادة مبتسم : احنا هنعيشك ملكة الثلاث أيام دول
أمل بعياط ورعب : ارجوكم لا أنا عايزة اروح بيتنا
زكريا بتريقة : هتروحي ازاي ! انتي هتفضلي معانا هنا معززة مكرمة وما تخافيش احنا هندلعك آخر دلع
امل جت تجري لبرا بس حمادة مسكها من خمارها بشعرها وشده جامد فصرخت : سيبني أرجوك حرام عليكم
حمادة زعق : واد يا زكريا اقفل الباب بسرعة شكلنا هنلعب القط والفار دلوقتي
زكريا راح ناحية الباب ويدوب هيقفله بص لحمادة بقلق : في عربية بتركن
حمادة كشر : مشيه بسرعة وأنا هدخلها جوا
حمادة شدها هو وعلى وحاولت تصرخ بس حط ايده علي بوقها منعها وشالها تقريبا بين ايديه ودخلوها لجوا ..
زكريا واقف متوتر وشاف واحد نازل من عربيته  وبيجري ناحيته دخل لجوا وبص لزكريا : أنت واقف كده ليه ؟
زكريا بتوتر : كنت هقفل البوابة علشان أروح
كريم ابتسم : حظي بقى أشتري منك قبل ما تقفل .. ما تقلقش مش هآخرك يدوب عايز مياه وأي حاجة اكلها سريعة
زكريا بتوتر وايديه بتترعش : مفيش أكل زي ما قلت الكل مشي
كريم كشر : طيب ممكن اي حاجة من البقاله دي مولتو أو اي حاجة
زكريا بضيق : طيب شوف بسرعة عايز ايه
كريم لاحظ توتره ورعشة ايده واتحرك راح ناحية تلاجة المياه اخد بيبسي وإزازة مياه وبعدها اخد كام واحدة مولتو ورايح يحاسب عليهم سمع زي دربكة جاية من جوا فاستغرب: في حد معاك هنا
زكريا بص ناحية جوا متوتر : لا ده الجو انت مش شايف الهوا عامل ازاي ! ده هيطيرنا احنا ربنا يسترها أصلا ونعرف نروح بيوتنا
كريم ما اقتنعش بإجابته وخصوصا مع توتره الزايد ده ..
زكريا بصله : عايز حاجة تانية ؟ يلا علشان عايز أمشي
كريم اخد حاجته ووقف مرة واحدة : لما مفيش غيرك انت ليه في عربيتين برا !
زكريا فتح بوقه ببلاهة وفكر شوية : واحد من اللي بيشتغلوا ساب عربيته وراح مع صاحبه .. بعدين انت شاغل نفسك ليه ما تخليك في حالك ! ويلا اتفضل علشان عايز أقفل بقى
كريم خارج وهو احساسه بيقوله ان في حد جوا .. وفي وضع مش طبيعي ابدا بيحصل .. بس هو ماله وهيشغل نفسه ليه !
أمل طول الوقت بتحاول تشد نفسها أو تصرخ بس حمادة كاتم بوقها ونفسها تقريبا .. خبطت برجليها الترابيزة قدامها وده عمل الدربكة اللي كريم سمعها
عرفت انه لو مشي يبقى آخر أمل لها هينهار إنها تخلص من الوضع ده .. دعت ربنا بصمت من قلبها يخرجها من اللي هي فيه ..
كريم خرج وباصص ناحية زكريا اللي بيستعد يقفل الباب بس مش بيقفله ويخرج لا ده بيقفل علي نفسه جوا ! ازاي بيقول هيمشي ويقفل علي نفسه ؟ وليه يقفل علي نفسه في جو زي ده !
فضوله منعه يمشي .. ركب عربيته بس شيء جواه مخليه مش قادر يمشي .. اتنهد ونزل تاني يشوف ايه اللي مانعه يمشي ويكمل طريقه
زكريا دخل ونادي : علي ، هات ياض السلسلة اللي عندك دي ناولهالي علشان أقفل البوابة دي
علي خرج بتوتر : مشي ؟
زكريا بضيق : أوووف غتيت .. أيوة مشي إلا ومُصر يعرف مين هنا غيري
علي بيبص حواليه : فين السلسلة دي ؟
زكريا : عندك ياض تحت في الارض شوفها
علي بيدور مش لاقيها : مفيش
زكريا نفخ : تعال امسك الباب أنت وأنا هاجي أجيبها
علي مسك الباب وزكريا اتحرك يجيب السلسلة وحمادة خرج وفي ايده ماسك أمل اللي بتعيط وبتتوسلهم يرحموها وبتحاول تشد نفسها لكن مش قادرة تخلص من ايد حمادة مهما تحاول

العاصفةWhere stories live. Discover now