الفصل التاسع

191K 5.2K 268
                                    

علي الطريق
التاسعة
بقلم / الشيماء محمد
#شيمووو

بدرية عينيها لمعت بخبث وعرفت إن ميادة بقت في جيبها وتلعب بيها زي ما هي عايزة ...
مثلت الخوف والتوتر وبصت لجوا بقلق : مش دلوقتي يا أختى أبو سمر جوا وممكن يطين عيشتي لو سمعنا بعدين نتقابل ونتكلم
مشيت ميادة من عندها وبدرية ابتسمت بخبث وافتكرت لما شافت شريف داخل بيت أمل وهي بتنشر في الجنينة وفضولها خلاها تقرب وتبص عليهم من شباك الصالة اللي بيطل علي الجنينة .. كانت واقفة في الظلام فده خلاها مش ظاهرة بس بما إنهم في النور فكانوا واضحين جدا بالنسبالها .. سمعت أمل بتحكيله عن تبرعها بالكلية لكريم وسمعت وهي بتتكلم عن سمر بنتها والنار ولعت جواها أكتر وأكتر .. وأصرت إنها لازم تقلب اللعبة كلها على أمل وأمها سميرة ومش هترتاح غير لما تضيع شريف ده منها تماما ..
ابتسمت لانها خطت أول خطوة وحطت ميادة في جيبها وبقت بتسمعها وبتصدق أي حرف بتنطقه مهما كان ..
ميادة وصلت بيتها وفضلت منتظرة ابنها يرجع من عيادته بفارغ الصبر
شريف اتأخر واتفاجيء بوالدته منتظراه أول ما دخل البيت وقلق واتوتر : خير يا أمي في حاجة ! قاعدة كده ليه !
ميادة وقفت تستقبله : أنت قلي يا حبيبي الأول اتأخرت كده ليه وموبايلك مقفول ليه ! قلقتني عليك أصلا !
شريف ابتسم لأمه يطمنها : كان في حالة في المستشفى وعديت عليها واتأخرت علشان كده والموبايل فصل شحن وما أخدتش بالي منه أصلا
ميادة كشرت بتمثيل : أيوة وأنت تهتم ليه ! ماهو مش مهم قلق أمك
شريف قرب منها باس ايدها : قولي كلام غير ده يا ميودة أنتي جوا القلب
ميادة خبطته في صدره بهزار : لا جوا القلب ايه بقي ! ما خلاص راحت علينا
شريف كشر : لا يمكن أبدا ، المهم أنا ميت من الجوع في أكل ولا
ميادة بحب : في طبعا غير هدومك وأكون جهزتلك لقمة تاكلها علي السريع
غير شريف وطلع وقعد ياكل وأمه مراقباه وهو حس إنها عايزة تتكلم ومش عارفة تبدأ منين وازاي !
بصلها باستغراب : في ايه ! محتارة ليه كده ! عايزة تقولي ايه ؟
ميادة بتوتر : عايزة أتكلم معاك وخايفة تتضايق وتزعل !
شريف قلق وبصلها واهتم : في ايه خير اتكلمي علي طول يا أمي
ميادة قامت بتوتر وقعدت جنبه : أنت عارف إن أمل كدبت علينا ؟
شريف كشر باستغراب وردد : كدبت علينا ! كدبت في ايه يا أمي ؟
ميادة متوترة جدا : في حالتها ! هي قالت إن عندها ضلعين مكسورين لكن هي كمان اتبرعت بكليتها للواد اياه
شريف باهتمام : حاجة تاني !
ميادة كشرت باستغراب لبرود ابنها و وقفت : حاجة تاني ؟ بقولك اتبرعتله بكليتها عايز ايه تاني ! تتبرع بقلبها ؟
شريف وقف قصاد أمه وبيحاول يهديها : أولا يا أمي أمل ما كدبتش أمل قالتلي الموضوع ده
ميادة عينيها وسعت : قالتلك ؟
شريف ابتسم : ايوة قالتلي
ميادة بضيق : وليه مقالتش قدامنا
شريف استغرب هجوم أمه عليها :  هي مش فرض عليها تقول علي فكرة بس هي قالت لأنها ماحبتش تخبي عني حاجة وبعدين دي حاجة خاصة بينا أصلا ومش المفروض حد يعرفها
ميادة بتريقة : خاصة بينكم ! قلتلي
شريف راقب ملامح أمه اللي بتتغير ومش عارف ازاي يحسن العلاقة بينهم وازاي يقنعها إن أمل زي ما هي ما اتغيرتش !
ميادة قطعت تفكيره وسألته : طيب ليه تتبرعله ! ايه اللي بينهم علشان تتبرعله وتعرض حياتها للخطر
شريف اتضايق من تلميحات أمه فبصلها بغضب : أمي اتبرعتله لأنه هو كان هيموت بسببها .. اتضرب أصلا علشان يحميها .. العيال اللي طلعوا عليهم ضربوه وهو بيحاول يحميها عايزاهم يتفرجوا عليه وهو بيموت ! أهلها كلهم عملوا اختبار بس هي الوحيدة اللي كانت متطابقة معاه وعلشان كده اتبرعتله
ميادة مش مقتنعة فبتحاول تعاند وبس : طيب وليه تتبرعله أصلا ! ماهو ممكن يعيش بكلية واحدة !
شريف بهدوء : هو أصلا كان بكلية واحدة ولسوء حظه اتصاب في كليته وكان هيموت لو مالقاش متبرع
ميادة هزت دماغها بس برضه مش مقتنعة بالموضوع كله وبرضه حاسه إن في (إن) مخبينها فبصتله : ومين اتبرعله قبل كده !
شريف أخد نفس طويل بنفاذ صبر : أمه اللي اتبرعتله لأن أبوه مش متطابق ولا خاله ولا ابن خاله ولا عيلة أمل كلها هي الوحيدة اللي اتطابقت معاه
ميادة هنا بصت لابنها واتريقت : يا سلام ! شوف ازاي ! هي بس اللي اتطابقت ! وماله يا حبيبي ! خليها تتطابق ! تصبح علي خير يا .. يا ابني
سابته ودخلت وهو فضل شوية مكانه بيحاول يفهم تلميحات والدته ايه ! وليه مش قابلة أمل بالشكل ده ! ايه اللي اتغير فيها ! وليه !
عقله بدأ يحط حوارات وافتراضات بس بسرعة طردها وقام دخل لأوضته وقال لنفسه إن أمل عمرها أبدا ما تغلط أو تفكر حتى في الغلط .. أمل جوهرة لازم يحافظ عليها .. فكر يرن عليها بس الوقت متأخر جدا ! طيب فيها ايه ! ماهي خطيبته ! وممكن تكون سهرانة بتذاكر مع صحباتها !
مسك الموبايل بس كان فاصل شحن وحس إن دي إشارة إنه الأفضل ينتظر للصبح ويبقي يكلمها ساعتها واهو من حظه إن بكرا الجمعة وإجازة وهيعرف يكلمها الصبح عادي ..

العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن