الفصل ٣٥

220K 6K 435
                                    

الحلقة ٣٥
العاصفة
بقلم / الشيماء محمد
#شيموووو

كريم بذهول وغضب أول مرة يزعق فيها : أنتي عاملة في نفسك كده ليه ! ومن امتى أصلا بتخرجي بشكلك ده ؟
أمل مستغربة جدا رد فعله : أنت بتتكلم عن ايه ! ما توضح ماله شكلي !
كريم بغيظ : من امتى سيادتك بتحطي روچ
أمل برقت بذهول : أنا ؟ حاطة روچ !
كريم كشر : أنتي بتستظرفي يا أمل !
أمل بصتله وكشرت : مش هرد عليك أصلا لأني عمري في حياتي كلها ما خرجت بروچ .. ده أنا يوم خطوبتي ما حطيتش روچ
بتتكلم وبتقلب في شنطتها على مرايا تشوف بيتكلم عن ايه !
طلعت مرايا صغيرة من شنطتها وفتحتها وهو واقف ايديه في وسطه منتظر تفسيرها وهي أول ما شافت نفسها عينيها وسعت بذهول وهو بتريقة : ها ! ايه ده !
أمل تنحت شوية لصورتها ومرة واحدة ضحكت جامد وهو استغرب ضحكها فبصتله وفتحت درجها طلعت طبق صغير وحطته قدامه !
كريم باستغراب بصلها بغيظ : حد قالك إني عايز اكل كرز دلوقتي !
أمل بضحك : أنا مش بعزم عليك أنا بوريك السبب
كريم باستغراب : سبب ايه ! بتتكلمي عن ايه !
أمل بضحك : سبب اللون الأحمر .. ماهو أكيد أنا ما أكلتش صباع الروچ كله علشان كلي يبقى لوني أحمر كده .. فأنا أكلت كرز هو عمل اللون الأحمر ده .. الظاهر إن ابن الايه البياع صابغه ولا ايه ! بس طعمه تحفة مش بقدر أقاومه أصلا ! أنا بعشق اللون الأحمر بحب اكل كل حاجة حمرا ! كرز ، فراولة ، تفاح ، حتى الطماطم ! ونفسي أوي دوق الشيري توميتو .. من الآخر أي حاجة حمرا بحبها ..
كريم بيبصلها وهي بتتكلم ومش قادر يفسر إحساسه دلوقتي ايه ؟ ليه مركز أوي مع شفايفها ولونهم اللي بلون الكرز ! ليه بيبصلها كده بالطريقة دي ! ليه قلبه بيدق بالشكل ده ! ليه دقاته عالية كده ؟
أمل لاحظت نظراته دي وقطعت كلامها وسكتت واتحرجت وبعدها ضمت شفايفها وكأنها بتخبيهم .. ومن توترها طلعت منديل بتمسحهم وبصتله بحرج : مش بيروح اللون !
كريم مركز أوي عليها : أعمل فيكي ايه !
أمل مسكت الطبق ومدت ايدها له وابتسمت : دوق الكرز !
كريم من غيظه أخد حبة وسابها وطلع بدون ما ينطق وفضل شوية ساند على بابها وراح لمكتبه وطلع منديل حط عليه الكرز وسند دقنه على المكتب وباصص للكرز اللي قدامه ..
مؤمن دخل عنده ولاحظ نظراته دي وتركيزه أوي لدرجة إنه ماحسش بدخوله عنده وفضل يحمحم علشان كريم ينتبه لحد ما بصله : عايز ايه !
مؤمن قرب منه ووطي يبص للكرز من نفس زواية كريم وباستغراب : أنت بتبص لايه ؟
كريم بغموض : للكرز
مؤمن كشر بعدم فهم : أنا فاهم إن ده كرز أقصد يعني بتبصله ليه !
كريم وقف وبيلم أوراقه وبص لمؤمن : لأن حاليا تقريبا مش بفكر غير في الكرز وبس .. يلا الميتنج اللي ورانا
مؤمن فضل شوية واقف مكانه باصص للكرز ومش فاهم كريم يقصد ايه ! وما قدرش يوصل لأي حاجة فشاور على الكرز : هتاكلهم ! ولا اكلهم أنا !
جه يمد ايده بس كريم ضربه على ايده : ده بتاعي اياك تمد ايدك عليه
مؤمن بذهول : هاخد واحدة
كريم برفض قاطع : ولا ربع واحدة
كريم لمهم بالمنديل وشالهم : امشي يلا
مؤمن مستغرب وبيبصله بذهول : أنت مش طبيعي على فكرة ! مش طبيعي .. صح قبل ما أنسى هناخد أمل معانا ؟
كريم كشر : لا مش هناخدها
مؤمن مستغرب : على فكرة أنت وعدتها هتاخدها معاك الاجتماع الجاي 
كريم بغيظ : مش هاخدها النهاردة أي مكان وبعدين مش شرط هي تعرف إننا رايحين اجتماع النهاردة
مؤمن كشر وحط ايده على شعره فكريم نفخ بضيق : حضرتك قلتلها صح ؟
مؤمن بحرج : قلتلها من الصبح بدري معرفش إنك هتغير رأيك
كريم حط ايديه في وسطه وبيفكر هيعمل ايه !
خرج من المكتب ومؤمن وراه وراحوا عند أمل اللي أول ما فتحوا الباب بصتلهم ..
مؤمن استغرب شكلها أول ما شافها بس ماعلقش بس بعدها لمح طبق الكرز فابتسم ودخل : ينفع اخد شوية ؟
أمل ابتسمت : طبعا اتفضل
مؤمن بص لكريم : اهي كريمة اهيه مش أنت  ( بص لأمل وابتسم ) أول مرة أشوفك حاطة ميكاب يا أمل
أمل كشرت : أنا مش حاطة ميكاب ده الكرز
مؤمن هز دماغه بتفهم وأخد شوية وطلع : هستناك يلا
خرج وسابهم وهو بصلها فهي وقفت : هاجي معاك الاجتماع !
كريم بصلها بتردد : لا
أمل كشرت : ليه لا !
كريم رد عليها بغيظ : أنتي عارفة ليه !
أمل بصتله بذهول : لا طبعا مش عارفة وإلا ماكنتش هسألك !
كريم قرب من مكتبها بهدوء : أول ما شوفتك افتكرتك حاطة روچ .. مؤمن أول ماشافك قالك أول مرة يشوفك بميكاب ! وأنا مش مستعد اخدك معايا و يبقى شكلك ملفت وأكيد مش هنبرر لكل واحد إنك واكلة كرز مش حاطة ميكاب ! لو أنتي مستعدة تواجهي كل حد هيبصلك باستغراب وتشرحيله إن ده كرز مش ميكاب أنا ماعنديش استعداد لده
أمل بغيظ : أنت مش هتاخدني الميتنج لأني واكلة كرز !
كريم بنرفزة : مش علشان واكلة كرز !
أمل بغيظ : امال ايه !
كريم زعق : علشان مش كل واحد يبصلك يتمنى إنه... إنه ... مش هتيجي معايا وخلص الكلام لهنا !
أمل كانت هترد بس كان طه أخوها بيرن ومسكت الموبايل وردت بعنف نوعا ما : أيوة يا طه ! خير !
طه باستغراب : خير في ايه مالك حاسس إنك هتضربيني !
أمل مكشرة : لا مفيش بس في حد معصبني وبيفكر بطريقة سطحية ضايقتني 
كريم جنبها رفع حاجبه استغراب من كلامها وبصلها بحدة وتوعد لما تخلص
طه بفرحة : المهم سيبك من اللي معصبك ده .. عندي خبر ليكي هيخليكي تتنططي من الفرحة
أمل باستغراب : قول يمكن حاجة تفرح الواحد بدل ماهو عايز يولع في اللي قدامه !
كريم بصلها تاني وهي تجاهلت نظراته بس في نفس الوقت مبسوطة إنها ضايقته
طه بفرحة : هتبقي عمتو يا أمل
أمل رددت باستغراب لأن تركيزها كله مع كريم اللي قصادها : ايه هبقى عمتو دي ! يعني ايه !
كريم ابتسم ودور وشه بعيد عنها علشان ما تشوفش ابتسامته واتمنى لو يقدر ياخد منها الموبايل ويبارك لطه بس أمل مش مستوعبة لسة معنى الجملة ايه !
طه باستغراب : ايه الغباء ده يا بت بقولك هتبقي عمتو ! ازاي تبقي عمتو ! او مين هي العمة يا ذكية
أمل فكرت فيها للحظة ! عمة يعني ولاد الأخ ! يعني طه هيكون عنده عيال ! يعني مراته حامل وفجأه نطت : بجد ! بجد يا طه ! غادة حامل ! هبقى عمتو ! ( بصت لكريم وكررت الكلمة تاني ) هبقى عمتو !
كريم ابتسم غصب عنه من فرحتها المعدية
أمل : قلت لماما ؟ قالت ايه ! بابا عمل ايه ؟ احكيلي اخص عليك يا طه !
طه بابتسامة : أنتي اول حد يعرف لسة ما قلتش لحد أصلا !
أمل بفرحة : بجد بجد ! أنا أول واحدة تعرف ! أنا بحبك أوي يا طه ! بقولك ايه أنا عايزة ولد ! لا أقولك بنت ! ولا أقولك توأم .. توأم نلعب بيهم .. يااا مش مصدقة بجد ! امتى طيب هيجوا !
طه بضحك : لسة بدري لسة عارفه امبارح يدوب فلسسسسة
قفل معاها وهي بصت لكريم ورددت تاني : هبقى عمتو !
كريم بمغزى : عقبال ما تبقي ماما
أمل بتأهب : هتاخدني معاك ولا لا ؟
كريم بصلها وبص لشفايفها : لو طلعتي اللون من شفايفك هاخدك غير كده لا
أمل كشرت : أنت عارف إنه مش هيطلع
كريم قرب منها : يبقى الاجتماع الجاي إن شاء الله وسيادتك ( أخد الطبق من قدامها ) تبطلي أكل ده في الشركة
جه يتحرك علشان يخرج بالطبق بس هي جريت وقفت قصاده : هات الطبق ! مش هاكل خلاص في الشركة بس هات الطبق!
كريم بهدوء : مش هديهولك !
أمل وقفت على الباب وسندت عليه : مش هخرجك من هنا !
كريم ضحك : بجد مش هتخرجيني ؟ طيب وريني هتمنعيني ازاي !
قرب من الباب وهي بتحذره بس قرب جامد ومد ايده ناحية الأوكرة فهي علشان ما يلمسهاش بعدت جسمها عن الأوكرة وهو قرب أوي وهمس : مش هتفتحي الطريق يعني !
أمل بصتله وهو قريب منها وقبل ما يقرب تاني بعدت جري عن الباب بتنهج وبصت لبعيد وهو ابتسم وخارج بس وقفته بخفوت : بجد بحبه سيب الطبق ووعد مش هاكل غير في البيت ! وهحاول أطلع اللون قبل ما أروح
كريم بصلها وبهدوء حط الطبق على المكتب وبغيرة متدارية : لو عايزة تيجي أوي تعالي يلا
أمل فكرت تروح بس بعدها بصتله وابتسمت : المرة الجاية إن شاء الله .. أنا فعلا مش مستعدة إن حد يفتكرني حاطة ميكاب أو أبرر لكل حد إني واكلة كرز .. أنت عندك حق في النقطة دي !
كريم ابتسم وهو خارج : مبروك لأخوكي وعقبالك أنتي لما تبلغيه إنه هيبقي خالو
أمل ابتسمت وبصت لبعيد بحرج وانتظرت لحد ما خرج علشان تاخد نفسها .. فضلت تتنفس كتير كتير وكأن كريم بيمنعها تتنفس طول ماهو واقف قدامها .. بصت للكرز ومدت ايدها وبعدها افتكرت وعدها فجابت الكيس ورجعتهم فيه وقفلته : بالليل هتسلى عليكم

العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن