الفصل ٣٦

219K 5.6K 345
                                    

الحلقة ٣٦ من العاصفة
بقلم : الشيماء محمد
#شيموووو

اللهم يآ أرحم الرآحمين يآمن أنت ألطف من الام على إبنها ألطف بها يالله
اللهم اشفي " ايمان عادل (ايمي عادل)  " وانزل عليها العافية اللهم احفظ لها اطفالها وصحتها وقوتها و خفف عنها كل ألم تشعر به وابعد عنها الوباء وكل ضرر يارب العالمين
اللهم يا مسهل الشديد وملين الحديد و يا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في أمرٍ جديد أخرجها  من حلق الضيق إلى أوسع الطريق.
اللهمّ اشفها شفاءً ليس بعده سقمٌ أبداً، اللهمّ خذ بيدها، اللهمّ احرسها بعينك الّتي لا تنام، واكفها بركنك الذي لا يرام، واحفظها بعزّك الّذي لا يضام، واكلأها في الليل وفي النّهار، وارحمها بقدرتك عليها، أنت ثقتها ورجائها يا كاشف الهم، يا مفرّج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرّين. فرج كربها ويحفظ اطفالها وردها اليهم سالمه معافاه برحمتك وجودك ياارحم الراحمين

وقفنا عند
-ما تيجي يا قمر هندلعك
دي الجملة اللي سمعتها أمل من الشباب ودي كانت نفس الجملة اللي اتقالتلها قبل كده
وقفت مكانها أو بمعنى تاني اتجمدت مكانها
مابقيتش قادرة تتحرك أو تفكر أو حتى تصرخ !
بس بتتنفس بصوت عالي أو بتنهج وصوتها مكتوم زي ما تكون في كابوس وجسمها كله متربط لا قادرة تنطق أو تصرخ أو تتحرك خايفة يحصلها حاجة وكريم مايلحقهاش زي كل مرة ..

كريم خلص موبايله ودخل عند مؤمن واتفاجأ بأمل مش موجودة فبذهول بص لمؤمن : فين أمل ! راحت فين كده ؟
مؤمن اتوتر : مشيت !
كريم تنح للحظة : نعم ؟ مشيت ؟ مشيت ازاي يعني ؟ ومع مين ؟
مؤمن توتره زاد ووقف : لوحدها !
كريم بذهول زعق : لوحدها يا مؤمن ! أنت بتهرج صح ؟ قل لي إن ده هزار من هزارك السخيف وأنت بتشتغلني
مؤمن بصله بضيق لأنه فعلا مشيها في الوقت ده لوحدها غلط وهو عارف ده بس هي دماغها ناشفة : حاولت يا كريم أوقفها بس رفضت وأصرت تمشي علشان أنت ما تتخانقش معاها .
كريم شد مفاتيح عربيته وبص لمؤمن بتوعد : قسما بالله يا مؤمن لو جرالها حاجة
ماكملش كلامه ونزل بسرعة على البوابة سأل الأمن عنها بس بلغوه إنها مشيت .. وشاوروله على الطريق اللي مشيت منه
ركب عربيته وهو بيتحرك ساق بسرعة مجنونة علشان يحصلها ..

أمل جامدة مكانها جسمها كله بينتفض من الخوف والرعب ..
الشباب وقفوا جنبها لأنها على الرصيف وبدأوا يهرجوا ويتريقوا
@ ما تيجي يا قطة ! ما تخافيش خايفة ليه كده !
& احنا بس هنوصلك تعالي يلا
@ تحبي اجي أشجعك شوية علشان تركبي ! يلا ما تتقليش علينا
$ طيب أنزل أنا ؟ ايه رأيك فيا !
أمل واقفة مش قادرة تصرخ هي عايزة تصرخ بس صوتها مش عايز يطاوعها ويطلع
مش يمكن لو صرخت حد يسمعها ! حد ينجدها ! فين كريم ؟ هيجي يا ترى زي المرة اللي فاتت ويخلصها منهم ولا هتعيش حلمها ومحدش هيلحقها ! كانت بتنادي عليه جواها بس صوتها مش عايز يطلع أبدا .. ده حتى رقم كريم رفضت تأخده وادي النتيجة متجمدة في مكانها مش عارفة تتحرك !
صوت عربية سريعة جاية ناحيتهم .. صرخي يلا يا أمل يمكن صاحب العربية دي يساعدك
صرخي يا أمل ! .. صرخيييييي
هنا أمل صرخت بصوتها كله بس ماكانتش بتصرخ كانت بتنادي بصوتها كله على كريم
العربية وقفت بعنف ونزل كريم بسرعة ووقف قدام عربية الشباب وأمل أول شافته جريت عليه وروحها اتعلقت فيه زي الغريق اللي أخيرا لقي حد ينقذه واستخبت وراه ومن حالتها ماحستش غير وهي ماسكة في قميصه وبتترعش
كريم بص للشباب : ما تغور ياض أنت وهو من هنا
@ وأنت مالك أنت ؟ كانت تبعك ولا ايه ؟
كريم بصرامة : أيوة جبت المفيد أنت ! تبعي هي وتخصني ! حد فيكم عنده مانع
واحد فيهم كان هينزل بس الباقيين مسكوه واتحركوا بعربيتهم ومشيوا بسرعة
كريم راقبهم لحد ما اختفوا وبعدها لف لأمل وزعق بغضب هي أول مرة تشوفه : أنتي ما بتحرميش ؟ أنتي ايه ؟ بتدوري على المشاكل والمصايب ؟ ارحمي بقى ؟أنتي حمل مصيبة تانية زي دي ؟ ده أنتي لحد دلوقتي مش عارفة تخرجي من تأثير الأولى ! أنتي بتعملي فينا كده ليه ؟ ردي عليا .
أمل بعياط وانهيار : معرفش معرفش .. معرفش !
رجليها مابقتش شايلاها كانت هتقع على الأرض بس هو مسكها بلهفة وسندها : اهدي اهدي خلاص .. تعالي
سندها لحد عربيته وفتح الباب وساعدها تركب وهي بتعيط وفي حالة انهيار تام ..
لف وركب مكانه وفضل جامد باصص قدامه مش عارف هو كمان يتلم على أعصابه .. مش عارف يفكر لو اتأخر كان ايه اللي حصل ؟ طيب لو معرفش بيها ؟ طيب لو العيال دي ما مشيوش وقرروا ينزلوا قصاده ! كانوا اكتر من أربعة هو لمح أربعة ! كان هيعمل ايه معاهم ! غمض عينيه بتعب وحس إن أمل هتجيب أجله في يوم من الأيام ؟
بيقاطع تفكيره صوت عياطها اللي موتره ومخليه خايف عليها ليحصلها حاجة فبدون قصد زعق : بطلي زفت عياط .
أمل زادت في عياطها وهو متضايق مش عارف يعمل ايه ! لف ناحيتها وكلمها بحنان : أمل بطلي عياط ؟ أمل ! أمل بصيلي !
أمل مكمله عياط وباصة قدامها
كريم نفخ بضيق ومش عارف يعمل ايه ؟ بصلها تاني : طيب أنا هتصل بوالدتك هي تكلمك اوك؟ .
هنا أمل بصتله بسرعة : لا ماما لا ! ما تتصلش بحد ! ما تتصلش أرجوك .
كريم مستغرب : طيب اهدي ومش هتصل بحد .. أنتي كويسة خلاص !
أمل بتحاول تمسح دموعها : أنا مش كويسة .. مش كويسة أبدا .. أنا زي ما أنت قلت لسة مش عارفة أخلص من تأثير أول مرة وكنت هبلي نفسي ببلوة تانية .. بس وبعدين ؟
( بصت في عينيه وهي بتعيط وده قتله ) هفضل عمري كله خايفة ؟ أنا جمدت يا كريم ماقدرتش أتحرك ! ماقدرتش أنطق ! ماقدرتش حتى أصرخ ولا أمسك موبايلي ! دول لو نزلوا ولا أخدوني ولا كنت هنطق حتى !
كريم باطمئنان : طيب اهدي خلاص الموضوع خلص ومحدش هيلمسك أنا موجود ومش هسمح لمخلوق يلمس شعرة واحدة منك
أمل بتعلق : ولو أنت مش موجود ؟
كريم ابتسم : هبقى ، سبق وكنت هموت وأنا بحاول أنقذك من حادثة كمل بهزار : ماهو أنا عارف أصلا إن نهايتي مش هتكون غير على ايديكي .
أمل غصبا عنها ضحكت وهو ناولها منديل تمسح وشها ودموعها : خلاص .. ايه اللي خلاكي مشيتي وليه مشيتي وليه من هنا ؟ الطريق ده مقطوع .
أمل بتفسير : بمشي منه كل يوم .
كريم بغيظ : بتمشي الساعه ٣ العصر يا أمل مش آخر النهار .. وبعدين ليه ! ليه مش استنيتيني ؟
أمل مكشرة وبصوت مهزوز من العياط : علشان ما توصلنيش ؟
كريم اتنهد بتعب : لو مش عايزاني أوصلك مش هوصلك يا أمل بس هطمن عليكي على الأقل ! ممكن أطلع سواق مخصوص من الشركة يوصلك ! ممكن أطلبلك أوبر بنفسي يوصلك ! أي حل غير إنك تعرضي نفسك للخطر ! بطلي عياط واهدي .
اتحرك بعربيته وهي من وقت للتاني بتتشحتف من كتر العياط لحد ما وقف ونزل من العربية اشترى إزازة مياه عطاهالها تشرب علشان تهدا
شربت وبصتله وهو واقف جنبها وساند على الباب اللي ناحيتها
كريم بهدوء : هديتي ! تحبي أجيبلك عصير ؟ شوكولاته ؟ أي حاجة ؟
أمل بصتله وهي بتمسح دموعها : هو أنت ليه محسسني إني طفلة وبتحايلها تبطل عياط وهتجيبلها حاجة حلوة ؟
كريم ابتسم بحب : علشان ده إحساسي حاليا  المهم أجيبلك حاجة قبل ما نتحرك ؟
شدت منديل من قدامها ومسحت دموعها وقبل ماتشاور بدماغها لا هو كان راح تاني اشترى شوكولاتة كتير ليها ورجع ركب جنبها ومد ايده يديها الشوكولاتة بصتله باستغراب : بس أنا مش عايزة وكمان دول كتير
كريم بابتسامة : انا معرفش انتي بتحبي اي نوع فشكلتهم كمان اعرف ان الشيكولاته بتهدي الاعصاب  وكمان اعتقد ان البنات بتعشق الشوكولاتة وبتهديها
أمل بغيرة بتداريها: البنات؟ ممم واضح إنك متعود تجيب
كريم بتوضيح : متعود ايه يامجنونة لا طبعا أنا عمرى ماقدمت لبنت حاجة كمل بمكر : يعني أنتي أول واحدة أجيبلها
أمل ابتسمت بحرج وسكتت وفتحت واحدة عزمت عليه بس رفض واتحرك فضلت تأكل واندمجت وهو مراقبها بابتسامة حب بس الصمت سيطر عليهم طول الوقت
كريم مابقاش متحمل الصمت ده عايزها تتكلم فبصلها : على فكرة أنا عايز أقولك إني سايق وخلاص أنا ماعنديش أدنى فكرة خالك ساكن فين !
أمل ابتسمت : خالو ساكن في الحدايق .
كريم ابتسم : اوك بس فين في الحدايق ؟
أمل بصتله : أنت وصلني الحدايق وبعدها أنا هوصفلك .
كريم بصلها بذهول : نعم ؟ ما تقولي اسم المنطقه ولا الشارع !
أمل كشرت : معرفش بس عارفاه بالشبه كده
كريم بصلها شوية : بالشبه ؟ يعني لو راكبة تاكسي تقوليله ايه ! هوصفلك بالشبه ؟ أنتي ازاي فضلتي في الجامعة هنا خمس سنين ؟
أمل بغيظ : مدينتي جنب كليتي من الكلية للمدينة ومن المدينة للكلية ولو خرجت بكون أنا وأصحابي بننزل وسط البلد نتمشى شوية ونرجع .. مش بلف في القاهرة يعني علشان أحفظها !
كريم ابتسم : محدش قال تلفي بس دلوقتي أنتي ساكنة عند بيت خالك وبتنزلي شغل فلازم تكوني عارفة العنوان !
أمل مكشرة برضه : باخد مواصلة من جنب بيت خالو أو CTA بينزلني قريب من الشركة وبرجع فيه برضه ..
كريم عرف إن مفيش فايدة في إقناعها فسكت وشوية : ليه مارضيتيش أكلم مامتك ؟
أمل بصت لايديها اللي مطبقاهم في حجرها وللشوكولاتة بزعل : بابا لو عرف باللي حصل بكرا هيكون عندي هنا وهياخدني ..
كريم بتفكير : معنى كده مش هتقوليلهم ؟
أمل بحيرة وزعل : مش عارفة ! عمري ما خبيت عنهم حاجة أبدا .. بس عمرهم برضه ما كانوا ضدي .. دلوقتي لو عرفوا بدون تفكير وبدون نقاش بابا هيجي ياخدني بغض النظر أنا عايزة ايه !
كريم بهدوء : مش يمكن يكون ده الصح !
أمل بصتله بحدة بس ماقدرتش تنطق فبصت لقدامها بصمت وهو حس إنها فهمت جملته غلط فحب يوضحلها أكتر : أنا مش عايزك تبعدي عني ولو لحظة يا أمل ! بس أمانك مهم ! وأهم !
أمل بصت لقدامها وسكتت بس من جواها مش قادرة تحدد هل هي فرحانة إنه قال إنه مش عايزها تبعد عنه ! ولا زعلانة علشان هو بيفكر إن الصح إنها ترجع مع أبوها ؟
كانت متلخبطة مش قادرة تحدد مشاعرها ..
فاقت من أفكارها على صوته : وصلنا الحدايق
أمل بصت حواليها باستغراب : دي الحدايق ؟
كريم ابتسم : أيوة.. أمشي ازاي ؟
أمل بتبص حواليها وكأنها تايهة : أنت متأكد إن دي الحدايق ! امال مش شبه الحدايق اللي أعرفها ليه ؟ كريم وديني عند حاجة معروفة ! ايه الأماكن الغريبة دي !
كريم بصلها باستغراب : والله شكلك هتتوهينا .
أمل بصتله بخوف وتوتر : أنت ممكن تتوه ؟
كريم : مش حكاية أتوه بس أقصد تايهين مش عارفين فين بيت خالك ! أمل أوديكي فين في الحدايق ! بصي حواليكي .
أمل بحيرة ما شافتش الأماكن دي قبل كده وفجأة : وديني عند مترو الحدايق أنا عارفة الطريق من هناك !
بصلها : متأكده ولا أروح هناك والزهايمر برضه يشتغل ! وتقولي ايه ده ؟ أول مرة أشوف المترو ده ؟ ايه المترو ده يا كريم ؟
أمل كشرت بغيظ : أنا مش بتكلم كده على فكرة وبعدين أنا ممكن اخد تاكسي .
كريم ضحك : لا وعلى ايه ! الطيب أحسن
وصلها عند المترو : محطة المترو اهيه ! نمشي ازاي !
أمل بصت حواليها بحيرة وهو ضرب كف بكف : مش أنا قلت الزهايمر هيشتغل !
أمل مكشرة : على فكرة مش ده أصلا المترو شكلك مش عارف المكان
كريم بذهول : نعم ؟ امال ده ايه ؟ مكتوب عليه اهو يافطة قد الدنيا ! وانا برضه اللي مش عارف؟؟
أمل بغيظ : برضه مش هو المترو .
كريم بص لقدامه شوية وبعدها بصلها : أنتي متأكده أصلا إنك عندك خال هنا ؟
أمل بصتله بغيظ : على فكرة .....
كانت عايزة تقوله رخم بس سكتت وماقدرتش تقول حاجة هو في الأول والآخر راجل مش هتتباسط معاه كتير
كريم ابتسم وعرف إنها كانت هتشتم بس غيرت رأيها : ماشي .. ماشي .. اوك يا ستى دمي مش خفيف فين طريق خالك بقى ( بصلها) فاضلي تكة وهاخدك البيت عندي ومش هخرجك تاني منه .
أمل بعد ما كانت هتعترض بس الجملة غصب عنها لجمتها ! حست إنها عايزة تقوله أيوة هو ده بالظبط اللي هي عايزاه .. تكون في بيته ..
هربت من عينيه وبعدها شاورت : امشي من الشارع ده !
كريم : الذاكرة بدأت ترجع الحمد لله يعني ؟
أمل بتذمر طفولي : اذا سمحت سوق وأنت ساكت .
كريم ابتسم : حاضر يا ستي هسوق وأنا ساكت ..
فضلت توصفله لحد ما ابتسمت : بس العمارة اللي هناك دي هي اللي خالو ساكن فيها .
كريم بص للعمارة وسألها بتلقائية : أنهي دور ؟
أمل : الرابع .. أنا متشكرة للي عملته معايا بس رجاء خاص يفضل بينا أنا مش هتحمل رد فعل بابا أو ماما لو عرفوا .
كريم ابتسملها بهدوء : ما تقلقيش بس أرجوكي يا أمل بلاش تعرضي نفسك لحاجة زي دي تاني ! اسمحيلي أتدخل لو هتتأخري تاني في الشركة هطلب من سواق يوصلك ومش هتتحطي في الموقف ده تاني بإذن الله .
أمل ابتسمت بعرفان : أنا متشكرة للمرة الالف لأني عمري ما هقدر أوفي جمايلك .
كريم كشر : جمايلي ! جمايل يا أمل ! أنتي متخيلة إني خايف عليكي جمايل ! بصي مش وقته الكلام أصلا ! أنا هقف لحد ما تطلعي اوك .
أمل ابتسمت ونزلت بس لمح إنها نسيت الشوكولاتة خدها وناولها من الشباك : نسيتي الشوكولاتة
أمل ابتسمت عشان كانت محروجة تاخدها أو عايزة تشوف هيعمل ايه خدتها طلعت منها واحدة وبهزار قالتله: خد واحدة اهيه عشان ماتقولش عليا بخيلة
كريم ضحك عليها وخدها : ماشي ياستي شكرا
مشيت وهي مبسوطة على ملخبطة على أحاسيس كتيرة جدا .. وقبل ما تدخل العمارة بصت تشوفه فعلا واقف ولالا وابتسمت لما شافته منتظر فشاورتله وهو شاورلها وطلعت لفوق ..
روح كريم بيته خد الشوكولاتة وهو بيضحك على كلامها ونزل من عربيته وأول ما دخل وشاف مؤمن بصله بغضب ومكمل طريقه بس مؤمن وقفه : بتصل بيك مش بترد ! ما تتخيلش كمية الأفكار السودا اللي جت في دماغي !
كريم بغيظ : وده المطلوب .
مؤمن باستغراب : ليه يعني ؟ في ايه اللي حصل ؟ كنت عايزني أعمل ايه ؟
كريم بصله : لا من جهة تعمل فكان المفروض أيوة تعمل كتير بس سيادتك كبرت دماغك وسيبتها تنزل وكنت هخسرها .. كنت هخسرها يا مؤمن .. وكان نفس اللي حصل قبل كده كان هيتكرر تاني .. ده اللي حصل .
سابه وطلع ومؤمن فضل واقف مكانه بيلوم نفسه و وراه ناهد عمته مستغربة خناقهم ومش فاهمة مالهم فقربت : حبيبي في ايه وبتتخانقوا كده ليه ؟ وايه ده اللي كان هيحصل تاني ؟ هو بيتكلم عن ايه ؟
مؤمن بزعل : اعذريني يا عمتو أنا مش عايز أتكلم حاليا بعد اذنك ..
سابها وطلع لأوضته وهي مستغربة وبصت لجوزها : العيال دي مالها ؟
حسن بيقلب في مجلة : بيتخانقوا عادي ايه الجديد !
ناهد كشرت : لا مش عادي هما اه بيتناقروا لكن مش بيتخانقوا !
حسن بصلها : اطلعي شوفي ابنك ! وهو هيقولك لو في حاجة .
ناهد طلعت لابنها اللي كان قاعد على سريره ومتغاظ وأول ما شافها قام وحاول يكون طبيعي بس هي ملاحظة فوقفته : في ايه ؟ زعلان من ابن خالك ليه ؟
كريم مكشر : عمل موقف غبي النهاردة .. كان هيكلفني حياتي كلها .
ناهد استغربت جدا و وقفت في وشه بقلق : حياتك ازاي ؟ وموقف ايه بالظبط ؟
كريم بص لأمه : ينفع تسيبيني دلوقتي وهحكيلك بعدين ؟
ناهد كشرت : لا مش هينفع مش كل واحد فيكم يقولي الكلمة دي ! في ايه يا كريم وايه اللي حصل ؟ واياك تنطق أي عذر غير الحقيقة ؟
كريم بغيظ : سيادته ساب أمل تمشي النهاردة لوحدها والوقت كان متأخر جدا كنت برد على تليفون مهم ورجعت مالقيتهاش ولما نزلت وراها كان في شباب قاطعين عليها الطريق .
ناهد شهقت : وحصل ايه ؟ هي كويسة ؟ في حاجة حصلت ؟ حالتها ايه انطق ؟
كريم بص لأمه : اديني فرصة طيب أنطق ! لحقتها والحمد لله محدش من الشباب فكر يتخانق أنا أصلا مش عارف لو نزلوا اتخانقوا كان ايه اللي حصل ! المهم أخدتها ووصلتها .
ناهد اتنهدت بارتياح : المهم يعني هي بخير ؟ وأنت بخير ؟ لازمته ايه تزعل ابن خالك ؟
كريم كشر : علشان هو .......
قاطعته : هو ايه ؟ كان يعرف إن في حاجة زي كده هتحصل وسمح بيها ؟ أنت عارف إن مؤمن مستعد يضحي بحياته علشانك !
كريم باعتراف : عارف .
ناهد ابتسمت : طيب يبقى ازاي تعاقبه أو تزعل منه على غلطة غير مقصودة ؟
كريم بحرج : خلاص هاخد شاور وأفوق كده وهروحله ما تقلقيش .
ناهد ابتسمت وكانت هتخرج بس مرة واحدة وقفت سألته بمكر : كنت تقصد ايه لما قلت الموقف كان هيكلفك حياتك ؟
كريم بصلها : ايه ؟ تقصدي ايه ؟
ناهد : أنت قلت الموقف كان هيكلفك حياتك كان قصدك ايه ؟
كريم بتفكير : اه .. يعني أقصد لو نزلوا اتخانقوا معايا ؟ كان ممكن يكلفني حياتي ولا ايه ؟
ناهد كشرت وبصت لإجابته الدبلوماسية : ماشي يا كريم هعمل نفسي عبيطة وهصدق التفسير ده لحد ما تيجي لحد عندي وتبوس ايدي وتقولي قصدك الحقيقي ايه مع إني عارفاه من الحفلة
كريم راح وباس ايدها وباس كتفها : روح قلبي أنتي اعملي نفسك فعلا عبيطة شوية مش لازم تكوني فاهمة كل حاجة كده .
ناهد كشرت وضربته في كتفه : حبيبي لحد امتى هتفضل ساكت !
كريم سند على كتفها : مش هفضل ساكت كتير يا نونا  ، في اجتماع كبير هخليها ترأسه ونجاحها فيه هيديها ثقة في نفسها وساعتها يبقي كده حققتلها طلبها إنها تقف على رجليها لوحدها وساعتها أقدر أرتبط بيها بجد .
ناهد ضمته بحب : براحتك يا حبيبي وربنا يقدملك اللي فيه الخير .. طيب ينفع أتصل بأمل أطمن عليها !
كريم ابتسم : اتصلي .
ناهد : بس أنا مش معايا رقمها هو معاك؟
كريم : لا رفضت
ناهد : خلاص هحاول أجيبه جت تخرج كريم وقفها : ماما ؟ محدش في بيت أمل يعرف باللي حصل ومش هتعرفهم فاوعي تقعي بالكلام مع مامتها ؟
ناهد كشرت : ليه هتخبي عنهم حاجة زي دي ؟
كريم بتعب : علشان أبوها لو عرف هياخدها .
ناهد بصت لابنها : بس مش صح إنها تخبي عنهم حاجة زي كده .
كريم بتفهم : عارف ده بس برضه مش هتحمل أبوها يجي ياخدها مني .
ناهد : يبقي أنت تاخدها منه صح !
كريم ابتسم لأمه : هيحصل إن شاء الله بس خليني أظبط أموري معاها وأفهم الدنيا شوية .
ناهد ابتسمت وقربت من ابنها : أنت بتحبها صح ؟ لما رجعت من السفر علشان تحضر الحفلة كان علشانها !
كريم ابتسم : أنتي فضولية ليه ؟
ناهد ضربت ابنها في دماغه : مش أنت وعدتني لما قلبك يعزف وصوته يعلى أنا هكون أول حد يعرف ؟
كريم بصلها : ما أنا قلتلك على فكرة وبعدين هو في حد عرف قبلك ؟
ناهد بتفكير : مؤمن .
كريم برفض : لا يا قلبي مؤمن شايف وحاسس لكن ما اتكلمناش في حاجة زي دي .
ناهد باستسلام : ماشي هسكت اهو .. بس عايزة أعمل فرح قريب .
كريم ابتسم : إن شاء الله ..
كريم راح لمؤمن واتأسفله إنه اتنرفز عليه وقعدوا مع بعض يرغوا كتير .. بعدها كريم رجع أوضته مسك الشوكولاتة وافتكر شكلها وهي بتاكلها ولقى نفسه بيفتحها وياكلها وهو مبتسم

العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن