الفصل ٢١

245K 6.3K 530
                                    

العاصفة (٢)
الحلقة ٢١
بقلم : الشيماء محمد
#شيموووو

عبدالله بصلهم الاتنين بغضب : قوموا من هنا .
كريم وقف باستغراب : نعم ! نقوم ليه وفين ؟
عبدالله شاور لأم فتحي فجت وشاورلها على الأكل : خدي الأكل ده لأي مكان تاني وأنتوا الاتنين اذا سمحتوا .. اذا سمحتوا ارحمونا .
كريم بعدم فهم : عمي بجد أنا مش فاهم حاجة ! أنا عملت حاجة غلط ! ايديها مرسومة وهي محتاجة تاكل علشان تقدر تقف لو متضايق إني آكلها فأنا ممكن أنادي .......
عبدالله قاطعه بحب : يا ابني أمل مراتك وحبيبتك ودنيتك كلها بس عيون الناس مش بترحم وأنت شوفت بنفسك إنها امبارح كانت هتروح مننا .. ده حسد وحقد وقر وتمني وفرحة وكل المشاعر مختلطة ببعض .. أيوة في كتير هنا بيتمنولكم السعادة وفرحانين بيكم بس في المحروم وفي المشتاق وفي المطلقة وفي الأرملة وفي اللي طالع عينيه في حياته وكل دول بيبصولكم .. في اللي بيحقد ويقول اشمعنى هي جوزها يدلعها .. فأنت ما دخلتش في كل النفوس دي .. عدوا اليوم اللي فاضل على خير .. وحاسب على كل تصرفاتك قدام الناس .. عايز تآكلها مش قدام الناس كلها .. بص حواليك تقريبا كل البنات رسمت ايديها .. قولي في كام راجل جه وعرض على مراته يأكلها ! بلاش في كام واحد أخد ابنه ولا بنته من مراته علشان تعرف تاكل بايديها المرسومة ! مفيش ولا حد وأنت قاعد بتاكلها بايديك فمش هيشوفوا تعبها ولا هيشوفوا ايديها ولا هيشوفوا كل اللي مريتوا بيه هيشوفوا بس جوزها مهتم .. فخلونا ماشيين بستر ربنا .. يلا كلوا في أي مكان تاني بعيد عن عيون المتطفلين .. وبعدها ساعة كده وخلينا نفض الليلة مش هنقول تعبانة وخارجة للمستشفى وهي قاعدة كده .. خلي الليلة تعدي على خير ده الواحد ايده على قلبه .
انسحب عبدالله وكريم بصله كتير وبص لأمل وأم فتحي شاورتلهم وراحوا وراها أخدتهم الجنينة من ورا وجهزتلهم ترابيزة صغيرة وكرسيين بعيد عن الدوشة والزحمة : اقعدوا هنا براحتكم .. أبوها عنده حق الناس كلها بتقر عليكم .. يلا ربنا يتمملكم على خير ويعدي الفرح ده على خير يارب .
انسحبت وسابتهم قعدوا قصاد بعض بصمت نوعا ما وبيأكلها وهي بصتله : أنت مش هتاكل !
كريم بصلها : لا لا مش جعان دلوقتي .. آخر الليل هبقى آكل .
وهو بياكلها باب الڤيلا الداخلي المطل عليهم اتفتح وسمع صوت مؤمن بينادي عليه ف قاله يقرب
مؤمن بصلهم : أنتوا كلوا وأنا بتسحل .. قسما بالله أنا بتسحل .
ضحكوا كلهم وكريم بصله : مش أنت لوحدك كلنا في الهوا سوا .
مؤمن بهزار : لا يا حبيبي لأن أنتوا بمجرد قعدة زي دي بتنسوا الدنيا واللي فيها بتعبها بقرفها لكن اللي زيي بيتسحل بدون مقابل .
كريم بضحك : بكرا تتردلك يا قلبي ولا يهمك المهم أنت جاي تقر بس ولا عايز حاجة ؟
مؤمن بضحك : على فكرة أنا مش بقر بس أنا بحقد وبغل وكل الطاقات السلبية عندي دلوقتي .
كريم بتذمر مصطنع : يا ستّير .. شوفتي أبوكي كان عنده حق ازاي !
مؤمن ضحك : ربنا يسعدكم بجد المهم خالها عايز يمشي .
كريم باستغراب : ليه ! بدري !
مؤمن بصله : مش القضية في مشيه .. القضية إنه عايز ياخدها هي و والدتها ويروحوا فبيقول ينتظر ولا ايه؟
كريم برفض: لا لا .. أمل مش هتمشي أمل هترجع المستشفى .. بص روح ثبتهم بكلمتين خليها بس تاكل وأنا جاي .
مؤمن : اوك يلا .. بس ياض أنت .. أنت محتاج تنام شكلك أوفر شناعة أوفر تعب أوفر إرهاق .
كريم ابتسم : ماشي يا أوفر رخامة اتكل بقى .
مؤمن خرج وسابهم وأمل بصتله بفضول : أنتوا بتقولوا كلمة أوفر دي كتير أوي .
كريم ضحك : فعلا بنقولها كتير ( عينيه لمعت وبصلها ) صح افتكرت عايز أسألك سؤال .
أمل ابتسمت : افتكرت ايه وسؤال ايه !؟
كريم بصلها : فاكرة لما رجعت من السفر أول مرة لما دخلتلكم التدريب ؟
أمل بحماس : اه صح أنت رجعت ليه بدري اليوم ده !
كريم كشر : على فكرة أنا اللي هسأل مش أنتي .. بس أنا رجعت لأنك كنتي واحشاني .. ماعرفتش أقعد حسيت إني مفتقدك وعايز أشوفك بأي شكل فرجعت على عندك .
أمل ابتسمت : وكتبت اسمي علشان أطلعلك علشان عارف إني فضولية .. لما شوفتك نايم فضلت أبصلك شوية كان نفسي أتأمل فيك ماكنتش بعرف أبصلك وأشوفك كويس وأنت صاحي .
كريم بضحك : وانتهزتي فرصة إني نايم .. أنتي نصابة .
أمل ضحكت وشوية وبصتله : عارف ! أنا اكتشفت ساعتها إن الشركة والتدريب كله مالوش معنى أو طعم وأنت مش موجود .. مع إني مش بشوفك كل يوم وكل وقت بس مجرد فكرة تواجدك كانت بتديني حماس وطاقة وبمجرد ما عرفت إنك مش موجود كنت حاسة بملل وكآبة ومش حابة الشركة ولا المكان .. ماكنتش فاهمة ساعتها ليه كده !
كريم ابتسم : ودلوقتي فهمتي ؟
أمل ابتسمت بحرج : اه فهمت .
كريم همس بحب: فهمتي ايه ؟
أمل بصتله ومر قدام عينيها بسرعة كل لحظة احتاجت فيها لحد وكان الحد ده كريم فابتسمت : فهمت إني روحي متعلقة بروحك ولو حد فينا غاب عن التاني روحه بتكون مش مرتاحة ومش مبسوطة من غير نصها التاني .
كريم مسك وشها بايديه الاتنين : أنتي طلعتيلي منين وعلقتي روحي بيكي كده ازاي ! أنتي ملكتيني يا أمل .. ملكتي قلبي وعقلي وكياني كله .. احنا فعلا أرواحنا اتعلقوا ببعض .
أمل اتحرجت من نظراته وقربه فابتسمت : فين سؤالك ؟
كريم ضحك : فكرتيني .. المهم ساعتها لما قلتلك إن مؤمن قالي إني أوفر شناعة زي دلوقتي أنتي ساعتها قلتيلي لا بالعكس أنت ... وسكتي وغيرتي الموضوع .
أمل ضحكت وهو كمل : كنتي عايزة تقولي ايه ساعتها ! أنا ايه !
أمل اتحرجت : أنت بتسأل دلوقتي !
كريم : اه ساعتها ماكنتيش هتجاوبيني لكن دلوقتي هتجاوبي شكلي كان ايه ! شنيع فعلا زي دلوقتي !
أمل بصتله بحب : شكلك مش شنيع أبدا .. اه مرهق وتعبان بس مش شنيع .. ساعتها كنت قالع الچاكيتة بتاعتك وراميها على كتفك .. دقنك زي دلوقتي مش محلوقة .. مفيش كرفتة لابسها فشكلك كان تلقائي .. شكلك كان وسيم وجذاب وحبيتك بالشكل ده .
كريم باستغراب : أنتي مش بتحبيني بالبدلة ده قصدك !
أمل بتوضيح : مش القصد طبعا بس البدلة بتديك هيئة البيزنس مان (رجل الأعمال) لكن كده بيكون شكلك طبيعي .. حبيبي وبس بتكون مجرد كريم وبس وأنا بحب ده .
كريم ابتسم : وهو أنا بالبدلة ورجل الأعمال مش بكون كريم اللي بيعشقك برضه ومش بكون حبيبك .
أمل كشرت : بتكون بس مش عارفة أفهمك ازاي قصدي .. بس ساعتها أنت في الف التزام وراك والف مسئولية .. الشغل .. الأفكار .. البرامج .. الموظفين .. المشاكل .. المقابلات .. لكن وأنت كده بحس إن دماغك مش فيها غير أمل وبس .. بحس إنك فعلا ملكي لوحدي .. معرفش بس ده الإحساس اللي بيوصلي .. إنك مش بس بتقلع البدلة أنت بتقلع معاها كل اللي بيتعلق بيها وبترميه أنا بيتهيألي ولا ده حقيقي ؟
كريم ابتسم وبصلها : لا .. حقيقي .. أنتي عندك حق أنا فعلا كده .
أمل ابتسمت وبصتله بحب : ينفع أطلب منك طلب وتوافق عليه ؟
كريم استغرب : حبيبتي أنتي بس تشاوري .
أمل : مش عايزة أروح المستشفى تاني أنا كويسة .
كريم كشر بتعب : أمل علشان خاطري أنا .. بس علشان أكون مطمئن عليكي مش أكتر .
أمل بصتله : طيب عندي شرط .
كريم كشر : مش بحب كده شاوري وأنا هنفذ لكن ما تشرطيش عليا .
أمل ابتسمت : أنت شرطت عليا اجي الحنة بشرطين .
كريم ابتسم : خلاص مش هشرط عليكي تاني المهم قولي عايزة ايه !
أمل بصتله : نعمل ديل بلاش شروط .. بما إنك بيزنس مان ومتعود على الصفقات تعال نعمل صفقة .
كريم بصلها : صفقة ايه !
أمل وعينيها في عينيه : أنا هروح المستشفى علشانك وهبات هناك .
كريم بانتباه : وفي المقابل !
أمل ابتسمت : أنت تقضي ليلتك هنا وتنام الليل كله مش هتيجي معايا .
كريم كشر : لا لا ده مش هيحصل .. مش هتروحي تباتي هناك لوحدك وده مش موضوع للنقاش أصلا .
أمل بهدوء : مش لوحدي .. مروة وعايدة وفاطمة ونور كلهم هيباتوا معايا .. عايزين نقضي ليلة مع بعض كبنات فأنا هقضيها مع صحباتي وأنت هترتاح وتنام .
كريم بتفكير : ماشي قضي ليلتك مع صحباتك وأنا مش هضايقك بس هكون معاكي في المستشفى .
أمل كشرت : تقعد برا الأوضة ! على الكرسي لا ده مش هيحصل .. كريم أرجوك أنا كويسة وبجد كويسة مش بقول كده علشان أطمنك بس بلاش تحطني تحت الميكروسكوب .. أنا مش هشة وبلاش ترجعلي الإحساس ده تاني لأني ما صدقت تخلصت منه ورجعت لأمل القديمة بلاش تعمل زي ما بابا وماما عملوا فيا بعد الحادثة .
كريم بص لبعيد وهو مش قادر يقتنع بده بقلبه لكن عقله مقتنع وعارف إن عندها حق
أمل كملت : أنت اتأكدت إن محدش عمل ده قصدا يعني اللي حصل كان مجرد قضاء وقدر بسبب حسد أو أي شيء فخلي الأمور طبيعية .. أنا محتاجة أفرح ومحتاجة أتنطط ومحتاجة بكرا أكون أسعد إنسانة في الدنيا مع جوزي بس ده مش هيحصل لو سيادتك فضلت بشكلك ده وعنادك ده .. أنت محتاج تاكل .. محتاج ترتاح .. محتاج تنام وإلا جسمك هينهار وساعتها بجد كل حاجة هتبوظ فرحنا هيبوظ .. أنت مستعد لده !
كريم أخد نفس طويل : يا أمل .......
أمل قاطعته : زي ما بتخاف عليا وتطلب مني أرتاح وتطلب مني أرجع المستشفى وأسمع كلامك أنا كمان بخاف عليك .. ديل ؟ ولا مش ديل ؟
كريم فكر شوية وعينيه عليها اللي بتترجاه يوافق وبعدها هز دماغه : اتفقنا .. هوصلك وأطمن عليكي وأرجع أنام وأنتي مع صحباتك بس برضه ترتاحي .
أمل ابتسمت : اوك اتفقنا .
قاموا وخرجوا لبرا وعبدالله ناداه وقاله إنهم هيروحوا بس كريم بصله : عمي أمل مش هتمشي النهارده .
عبدالله والكل بصله باستغراب وهو كمل : أمل هترجع المستشفى الليلة كمان .. أنا بس جيبتها تتبسط شوية وهرجعها .
سميرة : هروح معاها خلاص .
كريم بصلها : لا لا يا ست الكل أمل مش عايزة حد مننا .. هي صحباتها هيروحوا معاها فاطمة وعايدة ومروة ونور وبنات خالها وهيباتوا معاها والصبح بإذن الله هنجيبهم ..
كل واحد انسحب لمكانه ومؤمن أخد الناس كلها للفندق اللي بيباتوا فيه
أمل مع صحباتها المقربين غسلت ايديها والرسمة كانت حلوة في ايدها وبعدها قلعت فستانها والبنت رسمت على صدرها الرسمة بس مش اللي كريم اختارها .. أمل اختارت رسمة تانية مختلفة ..
أمل كانت لابسة بنطلون وتوب بحمالات وبعدها فكرت وبصت للبنت وكشفت جنبها وطلبت منها ترسم على مكان العملية اسم كريم ..
نور بفضول : هو أنتي عملتي عمليات ايه قبل كده ! ده خط ايه !
أمل ابتسمت : اتبرعت لكريم بكليتي ساعة الحادثة !
نور ابتسمت : اه اه أنا فاكرة صح الموضوع ده راح عن بالي .. بس حلو أوي تكتبي اسمه
على مكان العملية .

العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن