البارت 53

461 8 0
                                    

الجـــزء 53 ..
-----------------

واقف قدام هالشابة الشقراء اللي فتحت له الباب وتناظره بعيونها الزرقاء نظرات كلها تساؤل .. ما يدري ليش كان متخيّل إن سحر هي اللي بتفتح له الباب.. وبيلتقي فيها ..وكان متحفز بسبب هالفكرة واضطرابات غريبة هاجمته قبل يطرق الباب رغم ان شكله قدام هالشقراء البيضاء يوحي بالثقة والثبات المعهود.. فكرة ان سحر خلف هالباب مباشرة نثر شتات داخله بعد غياب وفراق دام شهرين تناساها فيها لكن ما نساها ،.. ولا يدري وشلون هي عاشتها .. شهرين مرّت ، ما يبي حتى يتذكر الظروف اللي سبقتها والآلام اللي حملتها لها وله..

صوفيا باستغراب لأن اللي قدامها واضح انه أجنبي عن هالبلد وسمرته وملامحه تدل على انه مثل سحر ووليد : أهلاً.. أأستطيع خدمتك ؟
محمد تأكد من هيئتها إنها تشتغل بالفيلا .. وبتريّث : عذراً... هل سحر موجودة ؟
صوفيا باهتمام : الآنسة ؟ .. المعذرة ولكن من تكون ؟؟
محمد بهدوء : جئت لأراها .. أنا ابنُ عمها ..
ابن عمها ؟!
أحد من العايلة..!
انحرجت وهي تتراجع عن الباب ومستغربة هالزيارة المفاجئة من شخص أول مرة تشوفه : اوه آسفة .. أنت ابنُ عمها! .. لم تخبرني بمجيء أحد لزيارتها !!
تقدم محمد مع الباب وهو يتكلم بهدوء : لم اخبرها فزيارتي طارئة..... ( وصل للصالة بخطوات متريّثة كلها ترقب واللي كانت خالية وما توحي بوجود أحد... وصل لنصفها حيث بعض العفسة والأغراض منثورة فوق الطاولة وفوق الصوفا... عرف إنها عفستها وهذي آثارها .. والتفت للشقراء اللي ما يعرف اسمها) : اين هي ؟؟

صوفيا : إنها خارجه منذ الصباح .. هل تود مني الاتصال بها واخبارها بوجودك ؟؟

فكرة الاتصال فيها بعثرت شتاته مرة ثانية .. رفض الفكرة داخل مخه لأن فيه احتمال وارد انها ما تجي لو عرفت.. فالانتظار هو الحل..
وأردف بهدوء : لا داعي للاتصال بها ...يمكنني انتظارها حتى تعود..
صوفيا : كما تريد ..
محمد : متى تعود عادةً؟
صوفيا: خرجت منذ ساعتين ولا أعلم متى تقرر العودة قد تتأخر ..
محمد توجه للجلسة .. وجلس بعفوية على صوفتها المفضلة وهو يفك الزرار الأمامي حق جكيته الأنيق : يمكنني الانتظار..
صوفيا بلباقة : كما تشاء.. هل تريد ان تشرب شيئاً ؟
محمد : كوب من الماء إذا سمحتي ..

تركت صوفيا الصالة ناحية المطبخ وهي متسائلة ومستغربة وجود اللي يقول عن نفسه ولد عمها... توترت من يوم شافته ماتدري ليش..
يا إلهي إنه قوي النظرة ، إنه لا يشبهها إطلاقاً ! هل هو ابنُ عمها فعلااااً ؟..
استوعبت إنها ما سألته عن اسمه من المفاجأة ،!

محمد بمجرد ما صار لحاله قلّب عيونه بأنحاء الصالة الكلاسيكية اللي ماخذه ستايل روسي بشكل واضح.. هذا البيت اللي ضمّها قبل لا يعرفها زين وينبض قلبه لها.. هالبيت آخر ما ضمّها قبل الرجوع .. وبسببه هو.. قررت هي ترجع له !!
شعور غريب وصوله لهالمكان.. استشعاره ان سحر تتحرك بين أركانه وانه جاء عشان يشوفها متجاهل كل الأفكار المترددة اللي سيطرت عليه امس واليوم !! متجاهل كل التحذيرات المجهولة اللي كانت تدق أجراس داخله.. لأنه داري ان داخله رغبة مناقضة وهو إنه يبي يشوفها........ شهرين مرّت يا سحر !
مرت علي مثل السنتين ...كيف مرّت عليك إنتي ؟!

لا تبكي Where stories live. Discover now