البارت 46

466 12 0
                                    

الجــــزء 46 ..
-------------------

بدّل ملابسه بسرعة وكل ذرة للنوم طارت... اخذ الآيس كاب مع الشال والجكيت..
وطلع وهو يبحث عنها بعيونه مع ظلمة الفجر ..
مالها شوف ومع كذا تحرّك للجهة البعيدة اللي راحت معها.. ما كان فاهم سبب واضح يخليها تجيه بهالوقت وبذيك الطريقة الغريبة..رغم انها انكرت وجود سبب محدد ، مع كذا مو قادر يمررها ..،
دقيقتين ولمحهـا..استغرب من هيئتها يوم شافها شبه جالسه عالأرض عند شجرة ، وتناظر شي صغير بالأرض ..كانت تحاول تمسكه وهي متوتره ..
كان الجو هدوء ..اقترب منها بشويش وهي مو حاسه فيه .. وقال بصوته الواضح : وش تسوين؟؟
انتفضــت وهي تلتفت بخوف : يمــه ! ....روعتني !
تأملته بتوتّر من فوق لتحت ثم رجعت للي شاغلها ،.. رفع حاجب مستغرب.. واقترب أكثر يركّز عاللي بالأرض : وش قاعده تسوين؟؟
سحر بلعت ريقهــا وهي تناظر الكائن اللي ينتفض بالأرض : بغيت أوطااااه ..!!
لفت نظره إنها متوتره..وبعفوية انحنى جالس على اطراف أصابعه جنبها.. ركبة فوق وركبة عالأرض وبينهم فراغ بسيط يناظر : وشو؟... (دقق فيه ..له جناحين صغار توّه يريّش ) .. طير ؟
سحر اللي كانت تحاول تلمسه بالبداية..هالمرة تشجعت قربت يدها منه بتشيله من الأرض بس انتفض بجناحه الصغير وفزّت لورا بصرخة مكتومة..وطاحت على اسفل ظهرها ..
ضحك تركي لا إرادياً من شكلها المخترش : الله لا يلومه ما يثق فيك !
ناظرته بعصبية وتوتّر ..عدّلت من وضعيتها ورجعت تجلس على أطراف أصابعها مثله : ورّنا شطارتك طيب !
تركي نسى اللي جا عشانه : من وين جاي؟؟
سحر تناظر العش اللي فوق : أظنه طاح من فوق...مدري شلون طاحت عيني عليه كنت بفعصه بجزمتيييي !!!!
وحطت يدها على جبينها بحركة متوترة يوم تخيّلت الموقف اللي كان على وشك..
انتبه تركي لحركتها المنفعلة .. وبلا مبالاة : لو فعصتيه قضاء وقدر..
التفتت لـ عيونه بسرعة واستياء : ما تشوف وشلون هو صغير !!!
تركي : صغير بس وين أمه عنه ؟!
سحر رفعت عيونها لفوق : مدري.... (وطرى لها شي) : ....أقولك !
وناظرته مرة ثانية وتركي التفت باهتمام يسمعها..واكملت : سو لي هالخدمة ورجّعه فوق ..
رفع حواجبه بدهشة : أنا ؟؟؟
سحر بأمر : ايه إنت...إنت أطــول وتقدر توصل!
تركي بسخرية : ما أسوي هالنوع من الخدمات أنا ..
سحر : بتسويه... مافيه إلا إنت..ولّا يجلس لين يموت يعني؟؟
تركي : خليه يموت أو ينتظر أمه لين تجي..بتشوفه وتشيله..
سحر ما اقتنعت : مو ضابطه نخليه...والله ما حسيت بالقشعريرة اللي حسيت فيها يوم لقيته تحت رجولي..مدري شلون ما وطيته..
ضحك من جديد وهي وجهها منكمش : قلت لك لو قتلتيه قضاء وقدر..
ناظرته بحمق : تحكي جاد ؟؟
تركي : ايه جاد ..
تنهّدت ورجعت تناظر الطير اللي كان يصيح بخوف : اذا ما طلّعته فوق..أنا بطلّعه ترا..
تركي بلا اهتمام : برضو مو شغلي..
سحر بتحذير : ترا إن صار لي شي وطحت أو انكسرت يدي ولا رجلي....تراك المسؤول قدام أبوي !
تركي بضحكة ساخرة : تلوين يدي بورقة أبوك حلوة منك !
سحر : بكييفك ترا بتهور وأرقى...اذا طحت وصار لي بلاء تحمّل المسؤولية ..
تركي بلكاعة مفاجئة : اذا طحتي يديني هذي بتشيلك وتحميك ولا يهمك..
انفجر الدم بوجهها من كلمته المباغتة..ولا شعوريا..ضربته بقبضتها على صدره لين فقد توازنه البسيط وطاح جالس على ورا وهو يضحك : ..زفففففت..!
ضحك مو قادر يمسك نفسه ..قالها قاصد يبي يشوف ردة فعلها ..وما توقّع انها بتضربه ولا قدر يمسك نفسه من التسلية اللي يحس فيها بسببها..
وضحكه هذا زاد الطين بلة عندها .. مو عادةً يضحك على شي قالته أو ردة فعل منها ! ، غالباً تكون السخرية او اللا مبالاة هي جوابه ،
صدّت عنه وهي ترمش بسرعة : اجل ضف وجهك لغرفتك وأنا بتصرف لحالي ! كمّل نومك ليش لحقتني؟!
تركي بابتسامة عااابثة : أمزح يا آنسة !
سحر بجمود : ما أحب هالمزح ! وانتبه لكلامك لو سمحت !
تركي ابتسم من انفعالها الزايد... هالانفعال يرضيه بشكل أو بآخر ، ويعطيه مؤشر عن درجة التأثير اللي صار يملكه عليها.. ولسا قدامها الكثير معـه صعبة تنتهي منه دامه بدأ فيها ..
قال يهدّي اللعب : أمزح ، لأني توقعت كسرنا حاجز الرسميات بيننا؟
سحر ناظرته على جنب.. وسكتت... تحاول تهدى ما تبي تنفعل على شي تافه.. حاجز الرسميات اكتشفت انه هو اللي يكسره متى ما بغى...بـ يـوم يكون قريب..ويوم يبتعد أميال.. وهالشي مشوّش فكرها بشكل ما تفهمه ، بس اللي تعرفه إنه نوع من ألعابه اللي يمارسها عشان يوتّرها بالعمد !
أردف تركي بهدوءه اللا مبالي يوم شافها ساكته : تبيننا نرجع للرسميات ما عندي مشكلة ؟!
هو لو بغى حاجز الرسميات بيحطه من غير لا يشاورها .. ناظرته بسخرية مو قادره تحبس كلامها : كأنك ما تلعبها على كيفك يعني؟!
طالعها وهو حابس ابتسامة كان عارف وش تقصد.. السيطرة من البداية بيديه هـو حتى لو قاومته بغضب ، وحتى لو ما راق لها..
ومع كذا معجب إنها ملاحظه هالشي وفاهمته نوعاً ما .. ، وباستغباء : ألعب على كيفي؟...أفــا !..أنا ألعب !!؟
سحر استسخفت استغباءه : هاللي تسويه الحين هو الدليل انك تتلاعب على كيفك ! قسم بالله صرت أشك ان عندك انفصام شخصية !
ضحك غصب عنه وهو يرفع راسه فوق مو قادر يمسك نفسه : ههههههههههههههههههه .. (ناظرها وعيونه تلمع بتسلية ما غابت عنها ) : يا آنسة أنا معجب بذكاءك الغريب..
سحر باستهزاء : وش فيه ذكاءي الغريب ؟!
تركي : أبد !.. كنتي غبية ما احترامي الكبير لكن المواهب ما تفجّرت إلا من تالي..
ضااااااقت منه وقامت واقفه وهي تشدّ على قبضتها ما تبي تضربه : غبية بعينك يا متخلف !
ما تحرّك من مكانه ، يناظرها وهو جالس بابتسامة لعوبة : المتخلف هذا هو اللي فاهمك أكثر من نفسك ..
حمّر وجهها من الغضب والمشكلة تدري انه يستقصد : لا مــا انت فاهمني !
تركي : تنكرين يعني ان المتخلف هذا له دور بحياتك مو بسيط!
سحر ارتفع صدرها بغيييض : لا !.. إنت مو فاهمني..إنت مو فاهم إلا اللي أنـا فهمتك إيــاه..
تركي بابتسامة ثقة عجيبة : واللي فهمتيني إيـاه..بنظرك شي صغير ؟
سحر باحتقااان لأنه كان يقصد أزمتها النفسية وأسبابها : ايه ..بالنسبة لي الحين اعتبره ولا شي !
ضاقت عيونه بتقييم : امممم ! .. متأكدة إنك تجاوزتي هالأزمة ؟!
ضاق صدرها من سؤاله وباصرار كاذب نوعا ما : اييه تجاوزتها !!
تركي : ما أعتقد !

لا تبكي Where stories live. Discover now