البارت 16

268 2 1
                                    

الـ جـــــزء [ 16 ] ..
بعد يومين من اللي صار في بيت ابو محمد ..
وحفلة الباربيكو اللي كانت عائلية ومميزة بذكرياتها ..
دخلت سحر الصالة وهي تفك طرحتها عن راسها ، توها جايه من الجامعة.. وبدخلتها شافت امها جالسة تكلم التلفون بابتسامة.. سلمت عالماشي
وهي رايحة للدرج الكبير العريض اللي يتوسط الصالة الفسيحة ..
عقب ما وصلت للغرفة نزلت الشنطة عالأرض وهي تمسك رقبتها وتحركها يمين ويسااار من التعب... دخلت الحمام عشان تتوضى وتصلي وبعد ما غيرت ملابسها سمعت امها تناديها وهي تستعد للنوم ..
نزلت تحت وهي مستغربه ابتسامة أمها : نعم يمه ..؟!
امها : الليلة في اجتماع تجهزي تراك بتروحين معي ..
تغير وجه سحر : اجتماع ؟... مع مين ؟
امها : مناسبة اجتماعية مثل العادة ... وضروري تجين ..
الحريم وصديقاتي يسألون عنك .. لهم فترة ما شافوك..
سحر : مالي خلق..
امها : مالي خلق هذي ملينا منها يا سحر... لازم تروحين وتقابلين العالم انتي الحين بنت السفير أبو خالد ولازم تحترمين هالشي وتقدرين العالم ..
صايرين يسألون عنك من كم سنة ما شافوك ..
سحر : يمه تعرفين اني ماحب هالاجتماعات..ما استانس مملة لحد المووووت..
امها بلطف : هالمرة كل بناتهم بيجون عشان يدمجونهم بهالمجتمع.. انتي كبرتي الحين ماعادك صغيرة تهربين من هالمناسبات الاجتماعية.. بتلقين لك احد تجلسين معه كثير بنات بيجون اليوم..
حاولت سحر في أمها تثنيها بس هالمرة مارح تفلت ... وش فايدة هالاجتماعات اللي مالها فايدة عالأقل في نظر سحر..
امها وهي تقوم وتقرب لها : تصلحي خليك عروووس
هالحريم لهم سنين ماشافووك...
سحر وهي تلف وتطلع الدرج : ليش لا يكون تخططين تزوجيني ؟؟
ضحكت امها وغيرت الجو : هههههههههههه والوحدة ما تتصلح وتتزين
الا اذا كانت تبي تنخطب... قلت لك هالاجتماع غير بناتهم كلهم بيكونون موجودين .. باختصار اعتبريها حفلة من الدرجة الأولى
وأبيك تكونين أحلاهم..
سحر بطفولة وهي تطالع فوق بالسقف والثريات المتلألأة فيه :
اخاف اتحمس والبس واتصلح ويقولون ذي شايفه نفسها ..
وإنتي تعرفيني يمه ماحب أحد يطالعني بذيك النظرة ..احسهم يفهموني غلط
ابتسمت لها امها بحنية وعلى طريقة تفكيرها : محد يناظرك غلط ..
مو ذنب ان الواحد يهتم بنفسه وربه خالقه أحسن خلق..
أهم شي أخلاقك العالية وانا أمك...
تنهدت سحر والتفتت لأمها وهالمرة ماحبت تنكد عليها ..
ابتسمت وهي تهز راسها موافقة : ان شالله يمه.. هالمرة بمشي على شورك.. بس اذا صار الاجتماع ممل مثل كل مرة لا تجبريني المرة الجاية اروح..
امها وراعت قرارها : ان شالله ... بس انا اشوف هالمرة بتكون غير المرات اللي راحت
سحر قالت يوم وصلت فوق : أووكي أجل... الساعة 7 مثل العادة ؟؟؟؟
امها : ايه عالـ 7 مثل العادة.
هزت سحر راسها وهي تدخل الغرفة ... السااااعة 7 ؟؟.. يا ترى عند مين الاجتماع هالمرة ؟؟؟... صديقااات أمي وحريم الناس الكباار كثيرين .. رغم ان سحر شافتهم كثير بس لها سنتين الحين ما راحت معها لهالاجتماعات المتكررة.. من كثرهم ما فكرت حتى تسأل أو تحاول تحفظ اسماءهم ....
على الساعة سبع.. في غرفتها
كانت سحر واقفة قدام المراية المستطيلة الطولية تتأمل نفسها ... لبست فستان أصفر لنص ساقها ، شبه كت ،، مع صندل ذهبي ربط بكعب مرتفع شوي.. ومكياااجها جدا خفيفة شدو ذهبي يبرز عيونها العسلية .. وشعرها لأنه نااعم سااايح بلوون الشوكليت ، خلته طايح على وجهها ورفعت بس قصتها اللي على جبينها لورا ...
تأكدت ان كل شي تم ببساطة ومن غير مبالغة ...
نزلت تحت وقابلت امها جاهزة بكامل زينتها ورونقها اللي ما قدر الزمن يطفيه ..وتكلم ابوها بالتلفون .. راحت هي للمراية المعلقة عالجدار تلف طرحتها بطريقتها المعتادة ... الا امها تسكر السماعة وتلتفت لها :
معك رقم وليد يا سحر..!
سحر : ايه بجوالي.. مو موجود عندك؟؟
امها : لا مو عندي كلميه وشوفي وينه انا قلت لأبوك
اننا بنروح اليوم ومدري اذا عطاه خبر ..
سحر : ان شالله الحين أدق أشوف
مشت سحر لوسط الصالة وهي تطلع جوالها من شنطتها .. وفتشت بالأسماء اللي كلمتها مؤخرا لأن وليد صار من الأسماء الموجودة بالقائمة اليومية...
اتصلت وهي تتحرى رده وكلمة "سمي" اللي تعودتها منه ...
جاها صوته : سمي ؟
ابتسمت لأن ما أمداها تفكر كذا : وليد وينك ؟
وليد : أنا براا انتظر ..
سحر : أوكي خلاص طالعين الحين
سكرت وهزت راسها ايجاب لأمها : برا موجود
أمها : اجل يلله نطلع لا نتأخر .. المفروض هناك من نص ساعة ..
سحر بسرعة غطت وجهها ولحقت امها .. ركبت السيارة بجنب أمها اللي ركبت ورا تركي ، وخلت الغطا على وجهها بما أنها متزينه ..
تركي : وين تبون تروحون ؟
ام خالد : نبي نروح بيت ابو محسن... قريب من السفارات
تركي : اوكي ابشروا
كان المشوار طويل نوعا ما .. وسحر لها فترة تناظر بالشارع بصمت تتذكر اللي صار لها مع محمد آخر مرة ... ابتسمت من غير شعور وهي تحس بالتفاؤل محمد بنظراته وتصرفاته ذاك اليوم كأنه يقولها لا تبعدين عني ... كان لطيف معها لطافة خلتها تتعلق فيه أكثر من قبل.. ومو مستعدة تخسره لو وش ما سوى !! اليومين هذي عاشتها بمليون حلم وحلم وصورته كانت تنط في بالها حتى بالمحاضرة وبوسط الشرح .. قبل النوم وأول ما تفتح عيونها منه... وهي تذاكر وتكتب واجباتها.. بكل لحظة لدرجة حست انها مو تحب بس الا انها عاشقته..
اللحظات اللي كانت معه كانت مجنونة وما تدري وشلون بتعيدها ..
لفت لأمها لكن صدمت عيونها بعيون بالمراية كانت تتابع الطريق... كشرت وعقدت حواجبها باستغراب .. فلاشات قامت تطلع لها مسكت راسها بحيرة .. تأملت عيونه اللي تناظر قدام بصمت لعلها تلاقي شي هي ما تدري وش حقيقته !!.. رفع عيونه بطريقة مباغتة وبشكل عفوي اللي خلاها ترمش عيونها تحت بارتباااااك رغم انها متغطية.
وشو هالشعوور ؟؟.. عيونه غريبة أحس اني شفتها من قبل..
ليش هالشعور يرجع لها الحين عقب ما نسته من أول مرة شافته فيه... شي من داخل أعماق راسها يصور لها أمور غريبة .. هي متأكدة أنها أول مرة تشوفه لكن ليش فيه شي غلط بالموضوع.. مو عارفة تلاحقي الحلقة الضايعة أو كذا يتهيأ لها
لفت لأمها شافتها هادية وتطالع من الشباك مو مبين عليها شي من اللي هي تحس فيه ..
ليش هي الوحيدة اللي تحس انها مو أول مرة تقابله .. وليش هو نفسه مو مبين عليه انه يعرفني من قبل اذا كنت قابلته بمكان...
هزت راسها بضياع لو كنت قابلته او شفته برا .. يمكن هو بيتذكر .. بس وليد هذا المسافة بيني وبينه بعيدة مستحيل قابلته .. يمكن بشارع !!.. بمحل !! ... بمكان او زاوية غبية أو أي بقعة !!..
تنهدت وهي تصد للنافذة وتشيل هالفكرة من بالها .. التفكير فيه أصلا غباااااء يعني وين بكون شايفته الناس تتشابه..
سمعت امها تناديها : سحر...!
بنعومة عفوية التفتت لها : .. همممم ؟؟
ما حست بتركي اللي رفع عينه بالمراية لحظة ونزلها..
امها : شفيك ساكتة ؟؟... لا تكون نفسك منسدة للحين ؟
سحر : ها ؟!... لا لا أبد بالعكس..
امها بابتسامة : دوم ان شالله ..
وصلووا للبيت أو القصر اللي ما يقل مستوى عنهم ...
نزلت أمها من بابها وسحر قبل لا تنزل طلعت مرايتها الصغيرة من شنطتها وشافت نفسها كـ نظرة أخيرة ... عقب ما انتهت فتحت الباب بتنزل الا أمها قد وصلت لباب الفيلا والتفتت لها : سحـر...!
سحر وهي فاتحة الباب قبل لا تنزل : .. سمي ؟؟
امها : قولي لوليد عالساعة 11 يرجع ...
سحر صدت لتركي اللي كان ملتفت للشباك يطالع الشارع .. ونادته بهدوء : وليـد..!
التفت بجانب وجهه لها من غير لا يناظرها : ... هلا ..!
صوته فيها جاذبية عجيبة ما تنفع لمثله !!.. قالت بهدوء
وهي تشيل هالفكرة من بالها : الساعة 11 تكون هنا..!
شافت جانب وجهه يبتسم وهز راسه : ...ابشري..!
نزلت وضربت بالباب بقوووة ما تستاهل.. حتى تركي استغرب وشافها وهي تروح لأمها بخطوات سريعة واضح انها مو بحالة طبيعية ..
أمها شافت بنتها وهي جاية تتحلطم بكلام بصوت منخفض ما فهمت منه شي ... امها : هاه شفيك تتحلطمين ؟؟
سحر وقفت جنبها وبهدوء : مافيني شي ..
دخلت امها من الباب المفتوح من الأساس عشان الضيوف .. وسحر دخلت وراها وهي تكلم نفسها.. كانت معصبة لأنها مو عارفه وش الاجابة اللي تدور عليها حوله..
قررت تنسى الموضوع برمته لأن التفكير فيه ماله معنى بالنسبة لها
كانت فيه نااافورة على شكل بجعة تدفع الموية من فمها عند مدخل البيت الأنيق ... أضواءها ملونة والجوو لطييييف مرة...وقفوا قبل لا يطلعون الدرجات الرخامية ،، فصخت سحر عبايتها ولفتها بسرعة
الا طلعة حرمة أنيقة من الباب : أم خالد ؟.... هلا توووو ما نور البيت هلا والله ...!
ام خالد ابتسمت وهي تتقدم : هلا ام محسـن ..
سحر وقفت بصمت وبطولها وأناقتها تراقب السلام بين أمها وصديقتها.. وعقب ما انتهوا الا ام محسن تلتفت لسحر وابتسامتها تزيد : ..
هذي سحر ؟؟... هلا ما شاء الله من زمااان عنها
سنتين والله كنها خمس سنين ...
ما درت الا الحرمة تقرب منها تبوسها وتسلم..
سحر بابتسامة عذبة : الله يسلمك خالتي أنا بخير...
ام محسن : كبرتي واحلويتي .. وينك من زماان عنك ما شاء الله..
سحر حطتها بالدراسة : سامحيني خالتي بس الدراسة ماخذه وقتي ..
دخلوا للصالة اللي تضم باقي الصديقات والمعارف.. أغلبهم زوجات رجال أعمال أو وزراء أو سفراء مثل ابو خالد ... سحر انصدمت ياربي وش كثرهم ما كانوا كذا وش كثرهم ..!!!...
ولا 11 حرمة كل وحدة شكل ، اناقة غير ، رزة غير ... كانت تحس بالعيون اللي تتأملها وهي تسلم .. خصوصا ما فيه بنات ما عداها هي ...
خذت نفس عميق من غير لا تلفت النظر وهي تجلس جنب أمها .. وترد السلام والأحوال وهم يسألونها.
فجأة قالت لها أم محسن : ترا البنات بالمجلس الثاني كان تبينهم ..كلهم هناك مسوين جو لهم لحاالهم .. روحي سحر بدل الجلسة هنا
بتملين من سوالفنا عجايز حنا...
ابتسمت سحر غصب لها.. شكلها أم محسن لطيفة واستلطفتها سحر ... صدت لأمها تاخذ منها الإذن..
ام خالد : روحي ماما روحي تونسي ...
قامت سحر من مكانها وبحركة عفوية دفعت بشعرها الناعم لورا ..ارتبكت من هالعيون وحست بأمها تسمي عليها من وراها.. نعومتها لا توووصف تغطي على الجماال ... نعومة جذابة بعيدة عن الجمال الصارخ اللي تمل العين منه !!
طلعت من الصالة وشافت أكثر من باب ... المشكلة ان البيبان كلها مسكرة وين المجلس ، هي اذا كانت جت لهالبيت فجت له وهي صغيرة وما تذكر شي..
سمعت ضحك بنات وأغاااني ماعرفت وين مصدره ..تورطت تخاف تدخل مكااان غلط وتتوهق..!..بالنهاية قررت ترجع للصالة تسأل ..
التفتت بترووح الا صوت باب ينفتح من وراها والضجة تعلا معه.. وصوت بنت غريب : أوه !... مين ؟؟؟
التفتت لها والتف شعرها الناعم معها .. شافت بنت أنيقه تشبه أم محسن بملامحها لكنها أنعم ، لابسه بنطلون برمودا أسود وتوب ذهبي مع بلوفر أسود قصير على موضة هالايام ..
ماعرفت سحر وش تقول .. الا البنت قربت منها وهي تبتسم وتضحك.. وبميانة شكلها تطيحها مع أي أحد : ههههههه ضيفة جديدة يا هلا... شكلك مضيعه ..
ابتسمت سحر بحرج : لا مو مضيعه..
البنت : لا تنحرجين ولا شي خذي راحتك ..تعالي البنات كلهم داخل..
سحر ارتاحت لها على طول.. ما تدري من لسانها الحلو وذرابتها أو شخصيتها الاجتماعية هذي .. وعرفت انها بنت ام محسن لأنها واضح انها ماخذه راحتها وتستضيف البنات..
مسكت البنت يدها بتاخذها : الا تعالي عرفينا عليك..
سحر ابتسمت : سحر مساعد ..
البنت ابتسمت : اهاااااا .. بنت ابو خالد السفير .. صح ؟؟
سحر : ايوه..!
البنت وهي تصافحها : أنا اسمي أروى عبدالسلام...
راعية البيت اليوم هههههه
ضحكت سحر .. مادرت الا أروى تسحبها من يدها وتدخل فيها المجلس الكبير اللي كان يضم البنات .. سحر طااارت بوهتها من الشلة الكبيرة الموجودة ،، هم أكثر من الحريم حتى ..
شافت نفسها تلفت الأنظار وهي تدخل واللي كانت تسولف واللي كانت تضحك الكل وقف وسكت يوم سمعوا اروى : رنا سكري المسجل شوي...
بلعت سحر ريقها وهي تبتسم : مرحبـا بنات...!
الكل بأصوات متداخلة : أهلين ...!
أروى : هذي سحر مساعد .. بنت ابو خالد طبعا تعرفونه سفير ( التفتت لوحدة من البنات ) .. مثل باباكي يا أثير...
أثير بابتسامة : هلا فيك ..
عقب ما سلمت وتعارفوا خذت لها مكااان بينهم.. صراحة بالبداية حست بالغربة.. ما شاء الله ولا 12 بنت ..!... حست نفسها لازم تتداخل مع هالمجتمع .. المجتمع اللي لازم تكون متكلفة فيه ومجاملة دايما حتى لو ما عجبها.. المجتمع اللي هو عكس اللي تبيه دايم وهي انها تكون على طبيعتها .. عفوية وتسوي اللي تبيه من غير لا تهتم للنظرات.
التفتت لأروى وابتسمت .. أروى شكلها من هالنوع عفوية ، والمجتمع الراقي اللي هي فيه ما أثر عليها بالعكس .. شكلها ما تلاقي صعوبة تكون على طبيعتها .. أنيقة بلبسها رغم بساطته ، مندمجة مع كل البنات هنا رغم اختلاف شخصياتهم ...
تأملت البنات وحدة وحدة .. كلهم من نفس طبقتها وواضح عليهم العز والرفاهية لكن الشخصيات تختلف .. شافت الغرور ، شافت البساطة ، شافت التكلف ، شافت المجاملة ، شافت الهدوء والانطوائية.
وسط الربشة والضحك حست في بنت تجلس جنبها تكلمها : سحر...!
التفتت سحر لها وهي توسع لها مكان جنبها وتضف فستانها النااعم : هلا... ( وهي تتذكر الاسم اللي قالته يوم يتعارفون ).... اممم رهف !!
جلست البنت وهي تبتسم : ايوه رهف .. ما عرفتيني التقينا من قبل ؟؟
سحر انحرجت : سامحيني بس شكلي ما أتذكر..
رهف : اما انتي ما تغيرتي أبد ..بس صراحة احلويتي ما شاء الله
انحرجت وابتسمت : كلك ذوق بس شلون تعرفيني ؟؟
رهف : انا وانت كنا نروح الروضة نفسها...
ما تذكرين كنا صديقات فصل واحد
سحر ما تتذكر... أيام الروضة والتمهيدي انمحت من بالها نهااااااائي .. بس شكلها هذي تتذكر اسمها عالأقل : ما شاء لله للحين تذكريني.
رهف بابتسامة : تدرين ليه ؟؟... لنا صورة اخذناها انا وانتي في وحدة من حفلات الروضة.. ماكنا انا وياك صديقات ذاك الزود بالعكس كنا كثير نتخاصم بس كان الفصل يجمعنا ... ولولا الصورة كان نسيتك.
سحر ضحكت غصب : هههههههه تذكرين ليه كنا نتخاصم ؟؟
رهف : ما اذكر بالضبط بس تعرفين ضرابات بزران ههههههههه.. مرة فرحت يوم شفتك اليوم قلت يمكن تتذكريني
سحر : أجل فرصة سعيدة اجتمعنا اليوم.
رهف : ايه والله من يصدق... كنا بالروضة وما اجتمعنا الا ايام الجامعة .... الا صح اخبار دراستك ؟؟
سحر : ماشية الحمدلله
رهف : اكيد درستي برا مادام الوالد سفير صح ؟.. اخبار الدراسة هناك ..
سحر وهي تتذكر طفولتها اللي ضاعت برا من كان عمرها 6 سنين : كانت حلوة ما أخفي عليك ..
رهف : تبين الصراحة ما توقعت اشوفك اليوم ... ما جيتي على بالي انك سحر نفسها الا يوم قالت أروى انك بنت مساعد أبو خالد السفير..
سحر ابتسمت وهي تحس ان اسم ابوها صاير يلفت الانظار لها ... على انه شي حلو انك تكون محط الانظار.. لكن احيانا تقيد حريتك وكأنك تحت المجهر.. ومو كل مرة يكون بصالحك
بابتسامة ما تدري وش تقول : الدنيا صغيرة يا رهف
من وسط ربشة وسوالف البنات ..
جت أروى لهم : سحر ما كلتي من الحلى ؟؟
سحر ناظرت الطاولة اللي موجود عليها أنواع الحلويات الغالية : لا شكرا أخذت لي قبل شوي..
شوي الا خدامتين داخلين كل وحدة معها صينية عصير .. داروا بها حول البنات وطلعوا .. رهف ما راحت عن سحر ، وأروى جلست معهم تسولف ..
سحر : ما توقعت ان البنات بيكونون كثار كذا..
مادرت الا اروى تضحك : ههههههههههه مصدومة .. لأنك جاية آخر وحدة والكل موجود .. على فكرة لا تحسبيني اعرف الكل.. اعرف البعض وكم وحدة اول مرة اشوفها .. أول مرة يجون مع امهاتهم مثلك تمااامااا..
انحرجت سحر وكملت أروى : الا ليش ما تجين مع خالتي ام خالد..؟؟
سحر ماعرفت وش تقول .. وبالنهاية ملت من المجاملة : تبين الصدق... كثر التجمعات هذي تتعبني ..
اروى استغربت : ليش ؟؟؟ ما تحبين هالجمعات؟
سحر : مو عن شي بس تكرارها يتعب...
أروى هزت راسها وهي متكتفه : امممم شكلك مثل هالخبلة رهف ما تحب الاجتماعات الرسمية مثل هذي... تراها ما جت اليوم الا بالغصب..
رهف انقهرت : انطمي لا تفضحيني... وبعدين انا غيرك ، انا بنت عادية. ..انتي هي بنت ابو محسن مو أنا...
سحر استغربت .. وأروى جاوبت وهي تضحك : رهف هذي بنت خالي وانا اللي عازمتها اليوم وقلت لها ان فيه بنااات كثير بيجون..
سحر وهي مو محصله أي تشابه بينهم : ما تتشابهون!!
أروى المخروشة : ههههههههههههههه أدري..
رهف : تدرين اروى سحر هذي صارت وحدة من البنات معي بالروضة !!
رفعت أروى حواجبها : الله !!... وشلون عرفتيها
رهف بغرووور : ذاكرتي قوية مو مثل بعض الناااس..
طقتها أروى على راسها وهي تقووم ورااحت عنهم .. شافوها تجلس مع ثلاث بنات بالجهة الثانية من المجلس والظاهر انها فتحت سالفة معهم وتسألهم عن أحوالهم ... مسكت سحر ابتسامتها .. من جــد مضيفة ذووووق!!
شوي وصارت سحر لحالها ،، رهف قامت عنها وراحت تسولف مع بعض البنات ،، بعض البنات طلعوا وراحوا للصالة اللي فيها الحرييييم ... اللي حولها من البنات واضح ان شخصياتهم صعبة .. وحدة من نظراتها واضح انه شايفة نفسها.. وغيرها هااادية قليلة الكلام مع اللي جنبها...
ملت سحر وطلعت من المجلس .. دخلت للصالة الوضع مثل ماهو
الحريم لهم جو لحااالهم .. حتى أمها واضح انها نست انها جايبة معها سحر اصلا.. تضحك مع ام محسن وأم......... ما تذكر ولا اهتمت ..
لفتـها من الجهة الثانية للصالة باب زجاجي...راحت بهدوء له ..
ووقفت عنده تشوف اللي يخفي وراه...
شافت جلسـة تشبه الشرفة تطل عالحديقة .. عندهم في البيت واحد مثله لكن هذا شكله أوسع أو أن أهل هالبيت يحبون الأماكن المكشوفة عشان كذا كانت كبيرة وتاخذ مساحة لا يستهان فيها...
مسكت مقبض الباب البارد بيدها اللي تلفها اسواره من اللولو تجمل يدها الناعمة النحيفة ، ودفعت الباب بهدوء وخفة ، اكتشفـت انه مفتوح مو مقفل .. دفعت الباقي منه وطلعت مع هبة هوااا طيرت شعرها على وجهها.... سحبت الخصلة عن فمها وريحة العشب الأخضر مع موية النافورة الملونة روووعة..!
فيه جلسة عربية مع مراكي ومساند ماخذة زاوية من المكاان.. الظاهر رغم الطراز الحضاري والغربي في بعض اجزاء هالبيت الا ان الجلسة العربية تظل شي أساسي عند البعض..!!.. مثل ابوووها بالضبط!!
التفتت يسار عن الجلسة العربية شافت طاولة بكراسي مع مظلة ... راحت قدااام وهي تناظر النافورة على يمين الشرفة ،، والحديقة الخضرااا قدامها وعلى يسارها ممتدة !!
مرت عشر دقااايق وهي تتأمل في اللي قدامها ،، وبشكل غير شعوري رجع محمد ينط في بالها .. بهاللحظة الشاعرية بالنسبة لها شي طبيعي محمد هو اللي ينور ذهنها وخواطرها ..
تنهدت وتحولت أفكارها لـ وليـد الفقير.. ليش صاير لغز ليش طلع في حياتها كذا !!!.. ليش تحس انها تعرفه من زمان وهي في الحقيقة المرة الأولى اللي تشوف واحد مثله.. أووففف صايره تكرر هالكلام على نفسها ملت من هالأفكار.. خلاص اذا كذا ليش ما تسأليييينه وتفتكين ؟؟؟
هو آخرته مجرد موظف فقير لأبوها صار سواق لها ... بيشتغل فترة من الزمن وبيوم من الأيام بيتركهم .. واحد مثله مارح يستمر بوظيفة سواق..
وأكيد بيجي اليوم اللي تتحسن فيه ظروفه ويلاقيه له شغل أرقى..!
خذتها خطواتها للطاولة الموجودة وجلست على الكرسي وهي تتنهد.. حطت يدينها عالطاولة وحطت راسها عليها ما يطلع الا عيونها .. تناااظر قدااام بسرحاااان تااام تفكر بحياتها اللي تحس انها بتتغير لكنه تغير بطئ مو ملحوظ،،... مع نمو مشاعرها ناحية رجل الأعمال محمد بن عبداللطيف..
روعها احد يضرب بيدينه عالطاولة ، فززت مرتاعة وشافت أروى ووراها رهف يناظروها والضحكة على وجيههم ... احمررر وجهها وخصوصا ان علاقتها معهم سطحية للحين !!
أروى : خالتي ام خالد تسأل عنك؟؟.. وما لقيتك بالمجلس مع البنات قلنا البنت أكيد ضااااعت...
سحر تلفتت حولها وانحرجت انها جت هالمكان ، وتجولت في البيت بكل حرية وكأنها وحده منهم : آسفة أروى بس طلعت ابي أغير جو..
اروى : على ايش تعتذرين ؟؟
سحر بحرج : عارفه اني قليلة أدب قاعدة اتمشى على كيفي ..!
أروى وهي تحاول تخلي الوضع عادي عليها.. لأن شكل سحر حساسة : هههههههه لا تنحرجين يا بنت السفير عاادي وسعي صدرك.. البيت بيتك من دخلتي
زاااااد احراجها .. مازالت تتصرف مثل الملكة أو الأميرة بأي مكان تروح له ، وتنسى الأصووول... لو طلع واحد من الرجال في وجهها وهي بلا حجاب يغطي راسها وش بتسوي...
تحركت عنهم ودخلت تشوف أمها ،، ورهف التفتت لأروى مستغربة : شفيها شكلها مستهمة ؟؟
أروى : لا يكون وحدة من البنات ضايقتها ؟؟
رهف : مدري انا تركتها عقب ما تركتينا ..
أروى : عاد انا راعية البيت وش اسوي لو تطلع زعلانة وش اسوي .. يا ويلي ما ارضضضضضى ابد
رهف ضحكت : ههههههههههههههه طالعه على عمتي ام محسن
ابد نفس الكلااام مارحتي بعيد ..
دخلت سحر داخل ومالقت احد بالصالة شكلهم دخلوا للعشاء .. الا اروى جت من وراها : تعااالي غرفة طعااام الضيوف من هنا..
راحت ورا رهف واروى لغرفة خاااصة لضيافة الضيوف.. الا طاولة طوووويلة وعليها سفرة فيها ما لذ وطااااب .. والكل مجتمع هناك ..
أشرت لها أمها وراحت تجلس جنبها
أمها من بين ضجة الصحون والأشواك والملاعق : وينك سحر ؟؟
سحر بحرج : طلعت شوي برا أشم هوا ..
امها بحنية : ليش تعبانة ..؟
سحر : لا بس رحت أغير جو وأشم هوا شوي
امها : طيب تعشي الحين..
قريب الساعة 12 .. كانت سحر واقفة عند الباب وهي لابسة عباتها تسلم على البنات اللي تعرفت عليهم واللي شكلها ماراح تنساهم .. خلوا الوقت اليوم متعة ، حبتهم والظاهر انهم حبوها بالمقابل ... قليل ما تلاقي مثل هالناس اللي تعاملك بصدق وعفوية ،، لأن سحر تعاااني من الناس اللي يعاملونها على اساس اسم أبوها... بس أروى وبنت خالها رهف الظاهر غيروا نظرتها شوي ..
اروى : عطينا رقمك والحفلة الجاية تعالي اوكي ؟؟
سحر : ان شالله ..
طلعت سحر وهي تعبااااانة مهدوودة الحيل ناظرت الساعة الا هي 12 الا عشر ... ركبت السيارة وأول ما سكرت الباب حطت راسها عالمسند وغمضت عيونها ... وبالطريق خذاها النوووم من التعب..
وصلوا للبيت ودخل تركي بالسيارة مع البوابة لين باب البيت .. وأمها بشكل تلقائي نزلت وهي تحسب ان بنتها صاحية وبتنزل، لكن سحر كانت غافية غفوة عميقة ... مو حاسه بشي..
سكون بالسيارة ، تركي انتبه ان سحر سااكنة ومالها حركة ... مرت ثواني ما تحركت..
التفت لأم خالد شافها تطلع درجات المدخل العريض من غير لا تناظر وراها اذا بنتها نزلت او لا..
شفيها راحت وخلت بنتها ... تورط ما عرف وش يسوي..
يناديها ؟؟ ولا يتركها ؟؟
غمض عيونه وخذ نفس عميق..
وناداها بهدوووء : ... سحر ..!
مالقى منها جواب .. وحاول يعلي صوته : سحــر...
بالنسبة لها هالصوت صاير مثل النسمة .. وشلون أجل اذا كنت تصحى عليه وش بيكون شعورك ... فتحت عيونها بهدووء الا تسمع اسمها بنبرته : سحـر.. وصلنا ..
اخترعت وهي تسمعه يكلمها .. اصطلبت جالسة والتفتت
يسارها لمكان امها ما شافتها ..
ناظرت عيونه بخرعه ، شافت هالعيوون منعكسه بالمراية تطالعها بهدوء
خلاااها تخاااف... فلاشات غريبة قامت تنور بعيونها ..
شي في رسمة هالعيون القوية .. خلاها تتذكر ذكريات مليانه دموع .. طييييف ولد صغير كان يهينها وهي صغيرة .. صوت ولد مو واضح
كأنه يقووول
" انتي أغبى وحدة بالعالم تدرين "
وهي ترد وتقول " انااااااااااا ماحبك ما حبك "
" انا ماحب البنت الدلوعة وانتي أغبى وحدة شفتها بحيااتي"
بصوت كله بكككي " لا عاد تجي لبيتنا بعلم عليك عمو جاسر "
بسخرية " أنا ماحب البنت اللي ما منها فايدة "
تلاها صوت بكيها الطفووولي بكل ألم ..
شهقت وهالذكريات تنقطع .. الصور ضبابية ما تبينت شي منها ..
رفعت راسها لـ وليد شافته يناظرها باستغراب.. التفتت للشباك
شافت امها تفتح الباب وبتدخل .. جتها الصيحة ما تدري ليش..
فتحت الباب وصوتها مخنوق واضح انه بتبكي : يمـه ..!
لاحظ تركي نبرة الدموع بصوتها وشافها تنزل بسرعة ... تلاها صوت خبطة طيحتها بالأرض..من غير شعور فتح عيونه هذي شفيها ،، نزل من السيارة بسرعة باللحظة اللي شاف ام خالد ترجع لبنتها الطايحة بالأرض .. وقف عند مقدمة السيارة وهو يشوف سحر منزلة راسها ماسكة رجلها ، والغطا اللي كانت مغطيه فيه وجهها طاح وظل الحجاب مرخي عليها ، وخصلة أو خصلتين من شعرها طالعه لبرا .. دموعها تنزل من عيونها ،،
ما فهم وش فيها توها نايمة ، صحت مخترعة والحين تصيح ...
راقب ام خالد وهي تنزل لها ، وتقومها وهي خايفة عليها : سحر وش فيييك ؟؟
سحر بخووف .. لكن مو الخوف المعروف كانت خايفه من اللي في هالفلاشات الضبابية اللي تذكرتها ولا تعرف وش هي : يمه لا تخليني ...
امها مو فاهمه : اخليك وين ...
سحر : يمه صحيت ما لقيتك جنبي .. لا تخليني
امها : مادريت انك نايمة وبعدين ليش الخوف يمه..
تسأل نفسها هالسؤال بس ما فيه جواب واضح ... ليش الخوف يا سحر ؟؟.. من وشو خايفة هذا انتي بأحضان أحلى وأدفى مخلوق بالكون .. ليش خايفة وش اللي يخليك مو متطمنة...
حست في وليد واقف يناظرهم .. ضمت امها بقوة وهي تبكي كأنها تبي تحتمي فيها.. ليش تحس بالخطر ليش هالانسان البسيط يخليها تتذكر أشياء ما تبي تتذكرها..
تركي نفسه ارتبك هذي شفيها مو طبيعية... كانت هادية ونايمة صحت فجأة وانقلب حالها !!.. لا يكون عرفتني بس ؟؟
قبل لا يكمل أفكاره التفتت له أم خالد وهي تقول : خلاص روح يا وليد لا توقف
تنحنح واستدار عنهم .. ورجع للسيارة عشان يعطيهم حريتهم وطلع... وام خالد شالت الغطا عن وجهها ومسكت وجه بنتها الغريب
ام خالد : سحر روعيتني شفيك ؟؟
حاولت تمشيها وسحر تعرج .. شكلها لوت رجلها وهي تنزل من السيارة بذيك السرعة وناسية انها لابسه كعب عالي...
دخلوا داخل وسحر عيونها شاخصة على نقطة بالفراغ...
ام خالد بقلق خافت لا يكون جا لبنتها عين ولا شي :
سحر وش تحسين فيه ؟؟
سحر بهدوء وهي تمسح دمعتها بكف يدها : رجلي تعورني شوي
ام خالد : وش فيك ليش تصيحين
سحر والسؤال يجيب لها الدموع لأنها مو لاقيه جواب واضح : مدري يمه.. انا بطلع بنووم
وراحت وهي تعرج بخطوات بطيئة مو موزونة.. طلعت الدرجات وهي تتعنز على الدربزين، تناظر مكان خطواتها وهي تكشر من ألم كاحلها الخفيف ..
دخلت الغرفة وعلى طول نزلت فستانها عالأرض .. وخذت لها أي بيجامة عشان تلبسها ، ورمت عمرها عالسرير .. كانت أصلا مرهقة لأنها من جت من الجامعة ما نامت... والذكريات الغريبة اللي تذكرتها ما تدري وش هي..
وليش تذكرتها اليوم بالذات !!
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
في اليوم الثاني ............في بيت أبو محمد ..
شادن ومشاعل برا بالحديقة .. كل وحدة منهم جالسه على المرجيحة العتيقة ببيتهم واللي موجودة من كانوا صغااار .. ومن الجهة الثانية محمد وبندر جالسين عالطاولة يسولفون ..
مشاعل بطفووولة : بنداااار تعال دفني
التفت لها بندر بعد ما كان يسولف على محمد سالفة : أدفك ليش بزر ؟؟
مشاعل : بندااار تعال دفني محد كان يدفني وشادن كانت تلاقي اللي يدفها وش ذا القهر
محمد ابتسم : اذا صار عندك عمر زي عمر شادن بتلاقين اللي يدفك
مشاعل بقهر : وليش عمر كان يدلعها وانا لاااااا
ضحكت شادن وبصوت هامس ما يسمعه محمد وبندر اللي كانوا يطالعونهم : انتي اللي لسانك كان يلوط اذانك ..
تنهدت مشاعل بقهر : ان شالله بيجي اليوم اللي بخلي فيه خالد يدفني وهي يضحححك لي..
شادن : ههههههههههههههههه أحلامك على قدك يا مشاعل
مشاعل : وش حلوه من حلم تخيلي بس خالد واقف جنبي هنا ويدفني وهو يضحك لي .. أظني بدوخ وبيطيح مغمى علي
شادن : ههههههههههههههههههههههههه مدري وش اللي في خالد من سِحر اللي يخليك كذا تتعلقين فيه
مشاعل بنظرة لـ شادن : نفس السحر اللي يخليك تتعلقين بـ عمر
ابتسمت شادن ودفعت نفسها بالهوا برغبة بالطيراااان : الله يرجعه بالسلااااامة..
لفت مشاعل لـ بندر اللي رجع يسولف مع محمد شكلها سالفة عادية : بنداااااااار بتجي ولا شلوووون ؟؟؟؟
بندر لف لها ويديه متكتفه عالطاولة : ماني جاي يالبزر واقصري لسانك لا أقصه لك !
برطمت مشاعل : افففف ليش دايم كذا يناقرني
شادن : خليهم بحالهم شكلهم مندمجين بسالفة .. انا بروح داخل
مشاعل : وين بتروحين اجلسي معي مالي خلق أدخل ملل
شادن : انا تعبت بروح ألبس بلوفر المغرب قريب بيدخل والجو برد ..
مشاعل : جيبي بلوفري معك بتلقينه على سريري
راحت شادن داخل .. وبدخلتها كان التلفون يرن .. ما كان بالصالة احد راحت بترد وأول ما رفعت السماعة جاها صوت انثوي غريب : الووو..
شادن : هلا..
.... : هذا بيت أبو محمد ؟؟
شادن حست انه تعرف هالصوت أو مر عليها : ايه نعم.. هلا آمري؟؟
.... : ممكن شادن ؟؟
احتارت وقالت : معك شادن ..
.... : اهلين شادن كيفك؟
شادن بحيرة : الحمدلله مين معي ؟
.... : ما عرفتيني .. أنا نهى !
شادن : نهى ؟؟؟
نهى : ايه نسيتيني ؟؟
شادن : لا معقوول انسى بس ما جا على بالي..
نهى بنت عمة عمر!! .. اللي قابلتها بالشرقية يوم راحت تزوره..
واللي كانت غريبة يومها..
نهى : شخبارك؟؟
شادن : انا بخير انتي شخبارك؟؟
نهى : انا تمام..
صمت قصيـر.. وشادن تتحرى تسمع سبب اتصالها .. قطعته شادن أخيرا
شادن : شخبار عهد وعمتي ام سعد ؟
نهى بنبرة عادية ما حست فيها أي غرابة : كلهم بخير وعافية..
لكن الغرابة بدت يوم قالت نهى : ما شفتي عمر ؟؟
قبضها قلبها ما تدري ليه : لا ما شفته ليه؟.. ما جا من الشرقية للحين
قالت نهى بطريقة هااادية وترت شادن : غريبة !!
شادن بحيرة : وين الغرابة ؟؟
سكتت نهى بعدين قالت..
نهى : تدرين انه ما زارنا من أسبوعين؟؟
شادن :................
استجمعت شادن قوتها ونست مخاوفها وقالت : يمكن مشغول ..
وبدافع الفضول كملت : ليش هو دايما عندكم ؟؟؟
نهى بنبرة غرريبة ما ريحت شادن : دايم لدرجة صرنا نفقده اذا ما جا ..
شادن وكأنها تبي تعرف وش يصير له هناك ومع عايلته الثانية اللي هي بيت عمته : كل يوم يجيكم؟؟
نهى : كل يوم لدرجة احيانا مرتين باليوم... واحيانا يتغدى ويتعشى عندنا .. واذا أصرت عليه أمي ينام في بيتنا
ما تدري ليش هالكلام أزعج شادن بطريقة ما قد حست فيها ..
شادن : بس هو عنده شقة !!
نهى بنفس طريقتها الجريئة اللي الظاهر من عادتها : بس هو يحتاج عايلة ولا شرايك ..
ما درت شادن المغزى من هالمكالمة لأن نهى للحين ما قالت وش تبي منها ..
حبت تقفل موضوع عمر .. اللي الظاهر ان فيه أشياء كثير حصلت له مع بيت عمته وهي ولا هي داريه عنها .. نغزها قلبها ما تدري ليه جاها هاجس .. ان من الأسباب اللي غيرت عمر تجاهها تكون نهى ..
احتمال كبير ووارد خوّفها ولعب بقلبها ..
قالت شادن وهالأفكار تلعب فيها : ما قلتي نهى ليه متصله وتبيني ؟؟
نهى ببرودها الهادي : بس حبيت أسئلك عنه أمي صايره تسأل عنه وهو هالفترة ما زارنا مو من عادته.. وقالت لي أتصل فيكم يمكن عندكم خبر... لأن من أربع سنين هذي أول مرة يسويها .. مستحيل يمر أسبوع الا يجينا ثلاث او اربع مرات بالاسبوع
شادن بحيادية : أكيد عمته ولازم عليه يزورها
نهى بنبرة غريبة يمكن ثقة يمكن غرور ما تدري : .. يمكن ليش لا !
نبرتها خلت شادن تحس ان فيه سبب ثاني يخلي عمر يزورهم ...
تجاهلت شادن هالكلام وقالت : طيب نهى وش تامرين فيه ؟؟
نهى : شكلي أزعجتك وانتي مستغربة من اتصالي هذا وبهالوقت .. وليش قاعدة اقولك كل هالكلام..
شادن بصراحة : ما أزعجتيني بس انا مستغربة لأنك اكيد تدرين ان علاقتنا سطحية
نهى : انا داقه عشان أسأل عنه مثل ما قالت أمي ...والأهم عشان اقولك كلام يمكن ما تعرفينه.. من خوفي على ولد خالي
نبرة هالبنت ما تريح أبد ... ما زالت شادن تتذكر اللي صار بينها وبين نهى لما راحت الشرقية ووشلون كانت صريحة لحد مقلق !!.. هالنوع يخوف لأنه يكتسب قوته من صراحته وشاادن عكس هالشي تماما .. ما تقدر تجاريها ..
قالت نهى يوم شافت ان شادن صامته : ما تبين تعرفين ؟
خافت وش اللي نهى تعرفه وهي ما تعرفه : وش اللي تعرفينه ؟؟
سكتت نهى شوي .. لين حست شادن ان صوتها تغير بطريقة مقلقة ..
نهى بصوت مخنوق : عمر ولد خالي مو الانسان اللي انتي تعرفينه او كنتي تعرفينه !!
هالجملة ألجمت شادن وهزت السماعة بيدها .. مرت ثانية واربع وست .. لين قالت أخيرا : نهى لو سمحت موضوعي انا وعمر أكبر من انك تتخيلينه.. ما رح تقدرين تفهمين حتى لو شرحت لك من اليوم إلى بكرة
نهى : شادن انا متصله عليك اليوم لأن ضميري هو اللي يحركني..
شادن وهي منزعجه : وليش ضميرك يزعجك لا تخافين يا نهى عمر ان شالله اذا رجع بيتم زواجنا ما رح يوقف بطريقنا شي وعمر محد يعرفه كثري
ضحكت نهى ضحكة ساخرة استغربت منها شادن ..
نهى : انتي من جد نايمة بالعسل وما تدرين باللي يخطط له عمر عندنا !!
هزتها الكلمات وبلعت ريقها وتجاهلت الكلمة : لو سمحتي نهى ..عمر وأنا موضوعنا بينا وانا للحين مو فاهمه سبب اتصالك ومو فاهمة وين تبين توصلين من هذا كله.. ما فهمت شي يا نهى
نهى بصراحة : تبينها عالبلاطة يعني ؟؟
شادن : اللي أبيه انك تقولين سيدا وش السبب اللي يخليك تتصلين
نهى : اوكي خذيها على بلاطة وان شالله ما تنزعجين لأن كلنا بنات ونعرف ان قلوبنا مو بيدنا ..
قلقت شادن وكملت نهى .. الكلمة اللي دمرت حصون شادن عالأخير: أنا أعشق عمر يا شادن أعشق حتى حروف اسمه.. من أربع سنين من أول يوم دخل فيه بيتنا ... وقبل لا يتملك عليك حتى
وقف رمش شادن وعيونها تيبست ..ما كان فيه سلاح غير الصمت المطبق.. وعيونها بالفراغ من قو الصدمة ..
كملت نهى : شادن انا مو من النوع اللي يطعن بالظهر.. عشان كذا بغيتك تكونين فاهمه اللي يدور حولك وليش انا كلمتك بذاك الأسلوب يوم جيتي عندنا .. من مدة وانا أبيك تعرفين عمر وش بالنسبة لي عشان ما تنصدمين بعدين لو صار شي..
الكلام كله فوق طاقتها .. مرت عشر ثواني لين استجمعت صوتها وقالت : يصير شي؟.. مثل... أي..ايش؟
نهى بصراحتها المعهودة : عمر من فترة جا لنا وقال لأمي أنه يبي يفسخ خطوبته منك.
طاحت شادن عالكنبة والسماعة على إذنها : انتي وش.. قاعدة تقولين؟؟
نهى ببرودها اللا مبالي : ليه معقولة ما قالك؟؟
شادن : ل....لا..
نهى : أجل أكيد بيقولك قريب... آسفة شادن اذا كنت السبب بإنهاء علاقتكم مع بعض
شادن بصدمة مو مستوعبه : ان.... انتي؟
نهى : قلت لك يا شادن انا صريحة واللي بقلبي أقوله .. وأخلاقي ما تسمح لي أخدعك من وراك أبيك تكونين عارفه وتسامحيني .. القلوب من بيدنا صح؟
شادن ودمعتها برمشها مو مصدقه ولا كلمه : ممكن تقفلين ما بي أسمع تفاهات أكثر.
نهى بصوتها الثابت الواثق : ممكن تسامحيني؟
شادن بانهيار : اسامحك على ايش ها انا مو مصدقه ولا كلمة ويا ليت تبعدين عني وعنه .. مو عيب عليك تدقين كذا وتقولين هالكلااام ؟؟
نهى ببرود : لا تنفعلين اسمعيني قبل
شادن وهي تحاول تتمالك أعصابها وتقنع نفسها ان كل اللي يصير مو حقيقة
كملت نهى : شادن فكري فيها.. انتي ما تدرين وش في بال عمر الحين .. سمعته بالصدفة يقول لأمي انه ناوي يرجع للرياض عشان ينهي ارتباطه فيك.. قلت أكيد ما تدرين فدقيت عليك عشان يكون عندك خبر... علميني وش الأحسن لك ..انك تعرفين وش اللي صاير فيه وهو شلون عايش .. ولا تنصدمين فيه اذا رجع ... ترا عمر مو نفسه اللي تعرفينه تغير كثير بهالأربع سنين الأخيرة وانا ملاحظه هالشي... واكيد انتي عارفه وحاسه
تمالكت شادن وقالت بصوت مخنوق من القهر والعصبية اللي حاولت تحبسها وما تظهرها : نهى كلامك هذا ما يغير من الواقع شي... اذا انتي تحبينه ما اقدر امنعك لأن عمر رجال وينحب مهما كانت عيوبه.. وانا أفتخر فيه هو ما سافر وراح عني الا عشاني .. ( هدا صوتها بألم ) ومارح يرجع الا عشاني فأرجوك انا مو من النوع اللي يدخل بهالنوع من الصراعات.. انا كل اللي أبيه اعيش بسلام .. انا مو قدك أبد ومضطره احترمك وأحبك لأنك بنت عمة عمر.. هالكلام اللي انتي تقولينه مارح يغير من شعوري شي ناحيته واذا انتي تحاولين تدخلين الشك فيني مارح ألومك .. بس انا انسانه ما أعيش الا عشانه فـ الله يخليك هالكلام ما ودي أسمعه مرة ثانية..
صمت عميييييق جا من جهة نهى .. يمكن بسبب كلام شادن والحب العميق اللي تكنه لـ عمر
قالت نهى أخيرا بنفس نبرتها الباردة : أوكي شادن .. لا تصدقيني مارح أجبرك تصدقيني .. بس ان شالله تعرفين الحقيقة قريب.. وان شالله تكونين قوية لأني صدق مابيك تتعبين بحياتك..
شادن : اذا انتي جادة ما تبيني أتعب.. ابعدي عنه اذا انتي صدق كنتي جادة بكلامك اللي قلتيه
نهى : طلبك صعب يا شادن لأن قلبي بين يديه الحين
غمضت شادن عيونها بألم وش تبي هذي منها : نهى اذا صدق ما تبيني أتعب ممكن تخلين حبك بينك وبين نفسك..وعمر ما يدري عنه..
نهى بضحكة خفيفة شكلها مستانسة صدق بشي حصل لها معه : للأسف كان ودي.. لكن عمر درى وخلص !!
مو قادرة تستوعب اللي قاعدة تسمعه الحين .. السماعة ترتعش تحت اذنها .. وظلت تردد ان نهى مو جادة بكلامها وان كل هذا نابع من وحدة طاحت بحب واحد وجالسه تتصرف بطريقة لا منطقية..
شادن : نهى تامرين بشي انا بقفل ؟؟
نهى : لا شادن ... وآسفة عالكلام اللي قلته لك .. بس من مصلحتك صدقيني
شادن بنبرة متألمة : تتأسفين على ايش يا نهى كلامك يذبح اذا ما تدرين.. ان شالله ترجعين لعقلك لأن كلامك كله ما يدخل مخ عاقل..
قفلت وحطت السماعة مكانها وهي تنتفض من اللي سمعته .. حبست دموعها وهي تناظر بالسماعة مو قادرة تفهم ولا كلمة ..
نهى ؟؟
نهى تحب عمر ؟؟
وعمر ؟؟... يدري!!
معقول يكون هذا اللي غيّره ؟؟...مسحت على عيونها ووجهها وهي تطرد هالأفكار وتسترجع كل الحوار اللي صار... نهى وش تبي منها ظهورها فجأة اليوم يبعث عالقلق !!.. ليش تقول اللي قالته ؟؟
معقووول هالأربع سنين اللي غاب فيها صارت أشياء وأشياء بحياته وهي مو عارفه عنها... كانت تعيش على ذكراه وتحلم برجوعه .. وهو مو جهة كان يعيش حياة غامضة مع بيت عمته بالنسبة لها.
كانت تتخبط بمليووون فكرة وفكرة .. وتقنع نفسها ان كل اللي قالته نهى كذب بـ كذب ..
ما لاحظت دخول مشاعل اللي لاحظت تأخيرها ودخلت تدورها وتشوف وينها : شااااادن؟؟
شافت شادن حاطه راسها على مسند اليد حق الكنبة وشعرها المتموج طايح من ربطته .. قربت منها باستغراب وهي تقول : شادن شفيك؟
كانت شادن محتاجه لأحد تتكلم معه وان كانت تتمناه عمر بهاللحظة... عمر مستحيييييييييل يسوي فيها اللي قالت نهى عنه..
مشاعل : شادن؟
شادن وهي على وضعها ..راسها عالمسند ونظراتها تايهه بالأرض : نهى دقت !
مشاعل بحيرة : مين نهى؟
شادن : نهى بنت عمة عمر..
مشاعل : نهى اللي شفتيها بالشرقيية؟
شادن : ايه ..
مشاعل : وش تبي منك؟؟.. ووشلون عرفت رقم بيتنا انتي عطيتيها الرقم؟؟
شادن ودمعتها تنزل : لا.. بس أكيد عمر هو اللي عطاها اياه
مشاعل : وش تبي منك طيب؟
شادن بصوت مخذوول واطي : مدري يا مشاعل ما فهمت للحين هي وش تبي مني؟؟
مشاعل توقعت انها قالت شي عن عمر لأن شادن ما تصير بهالحالة من الضعف والحيوية المقتولة الا بسببه : قالت لك شي عن عمر؟.. عمر صاير له شي؟
شادن بألم : متتى يرجع يا مشاعل مليت..
مشاعل عصبت من ضعفها : شادن وبعدين معك ؟؟.. ترا بتخليني أكرهه ما صارت اللي تسوينه بنفسك.. كأنه بيكذب عليك يعني .. هو قالك بيرجع يعني بيرجع وتعرفينه مستحيل يكذب انتي لا تصيرين ضعيفة وتخلين الشيطان يوسوس فيك... هو بيرجع يوم بيكون مستعد وانتي وعدتيه تنتظرين .. انتظـرتي اربع سنين مارح تنتظرين شهر ولا سنة..
غمضت شادن عيونها من غير رد.. كلام مشاعل صدق ..
انا وعدته أنتظر وبنتظر..
لكن نهى .. اللي طلعت لي اليوم.. بكلامها وثقة صوتها خلاني أعيش في بدايـة شك !!
مشاعل : شادن قولي أعوذ بالله من الشيطان وقومي .. بندر ومحمد برا بيلعبون أونو وقالوا لي أناديك .. بروح أجيب الأونو من غرفتي
قامت واقفه وهي تقنع نفسها ان ولا شي انقال صدق... عمر حبه لها مافيه ذرة شك ومستحيل بهالطريقة يتلاعب فيها !!
كانت تحاول بشتى الطرق تنفي كل الكلام وتكذبه..

لا تبكي Where stories live. Discover now