البارت 23

308 3 0
                                    

لجــــــزء 23 ..
--------------------
شادن مفقووودة !!
لا زالت داخل !
مرت ربـع ساعة من خروج البنات .. وشادن مالها ظهور !!
نـزل الليل الحالك والدنيا أظلمت تماماً .. والنجوم التمعت بوضوح !
عند المكان اللي كانوا عمر ، ومحمد ، وبندر واقفين فيه قبال مدخل المغارة ..
أقبلوا مشاعل وسحر وهم يمشون جنب بعض .. وخالد اللي كان يرافقهم .. يمشي وراهم بفارق خطوتين ويديه داخل جيوب بلوفره..
جايين من الناحية الثانية!
التفت محمد لـ بندر وهو يحاول يتصل من جواله : بندر حاول
تتصل عليها جوالي مو راضي يلقط الاشارة!
فتح بندر جواله بسرعة وحاول يتصل على رقمها ..
لكن نفس المشكلة واجهته .. الشبكة مو راضية تمسك الخط معه
بندر وهو يسكر الجوال : صعبة يمسك جوالها الإشارة
وهي في مكان معزول !
وصل خالد وهو يسمعهم ..وقال يطمنهم بهدوء : لا تشيلون هم ترا المغارة ماهي بذيك الخطورة .. شادن كبيرة وبتلاقي طريقها
الوحيد الساكت فيهم .. اللي كان يفكر فيها بانغماس.. ومية صورة وصورة تمر بخياله .. باختصار ، لأنه كان يعرف طبيعة شادن الرقيقة لما تمر بمثل هالمواقف... يعرفها زين !.. وعاش تفاصيلها ولا زال يتذكرها ..
بمثل هالمواقف... دايما ما يكون هو حصنها العالي اللي يحميها..
ومهما تجاهل ..صعب عليه يتخلى عن هالدور !!
راحت مشاعل بسرعة للناحية البعيدة اللي كانوا رهف وأروى
واقفين فيها بروحهم.. ولحقتها سحر بسرعة وهي ملهوفة
مشاعل بسرعة : متى طلعتوا؟؟
أروى وهي تعدل لثمتها : من ربع ساعة .. المغااارة من جوا ترروووع !!.. داخلها مفترق طرق بالموت لاحظناه .. بس من حسن حظنا خذنا الطرق المستقيمة وقادتنا للمخرج الثاني هههه < ضحكة خوف !
رهف بقلق : كنت أتوقع ان شادن لحقتكم !
سحر وهي تفرك يدينها بتوتر : من الخوف تصاقعنا
ما دريت إلا أنا لاحقه مشاعل !
مشاعل التفتت ناحية الشباب اللي كانوا واقفين سوى وهم يتناقشون .. ومكونين دائرة صغيرة للنقاش..
رفعت حاجبها بدهشة يوم شافت عمر .. ينسلّ من تجمّعهم بسرعة ..
وبحركة سريعة فتح حقيبة الدربيل اللي كانت بيده وهو يمشي باتجاه مدخل المغارة بخطوات واسعة ..أخذ الدربيل بيد.. ورمى الحقيبة باهمال قوي
باليد الثانية.. وبملامح جريئة اختفى جوا الظلام !!!
مشاعل بخرعة : الخبل يبي يضيييع !!!
ناظروها البنات باستغراب ..
تلفت بندر حوله وهو يقطع نقاشهم.. ومعه خالد ومحمد ..
لقوا عمر مختفي ..لأنه انسلّ منهم بخفة وسرعة عجيبة !!
بندر وهو منصدم : لا تقولي إنه دخل !!!
ابتسم محمد ..بدون ما يعلّق بكلمة لأنه فهم الحالة العصبية
اللي دخلها عمر الحين.. وهالحالة ما يدخلها إلا نادراً ..
اليوم دخلها واُستفزّت أعصابه !!
بندر وهو يناظر حقيبة الدربيل الفارغة .. والمرمية على الأرض
بدهشة : أخذ الدربيل الليلي معاه !!
ضحك محمد : ههههههه ماخذ احتياطاته لا تخاف عليه !
كمل خالد عقب ما تفقد باقي أغراضهم : الكشاف الثاني مفقود برضو !
بندر انقهر : متى يبطل حركاته ذي ! .. ندخل سوى أفضل !
خالد بابتسامة : ما يحتاج عمر لحاله عن 20 رجال ولك مني
ما يمر 10 دقايق الا هو لاقيها
قربوا الشباب من فتحة المغارة يحتروون .. وبندر وقف قريب من المدخل وهو فاتح الكشاف الثاني بيده .. ومتكّي على صخرة جنب المدخل بيده الثانية !
مشاعل اللي كانت واقفة مع البنات على بعد أمتار .. عن الشباب : تهقون بيلقاها !! ، يا خوفي تكون انهبلت ولا جاها شي .. اختي رقيقة وأعرفها ..
ابتسمت سحر وما تدري ليش تطمنت.. يوم درت إن عمر دخل عشانها : بالعكس تراها اشجع منك.. بنت عمي وأثق فيها شادن مو ضعيفة !!
ناظرتها مشاعل بسخرية : المكان داخل يروووع
شكلك ما استوعبتي الموقف اللي مرينا فيه للحين !
ضحكت سحر لأنها بدت تستوعب ان الموقف بكبره يضحك وهم اللي تسببوا على نفسهم بهالموقف : يرووع لأننا تفاجئنا بسبتك ! ، لو مسكتي لسانك هالطويل كانوا ما صحوا الخفافيش وسببوا لنا قلق !..
شوفي الشباب دخلوا وطلعوا وما صار لهم شي !
ابتسمت رهف بعد ما جلست عالأرض جنب أروى ،
وقالت : شادن مو ضعيفة أثق فيها ..
اروى الجالسة عالأرض ..وهي حاطه يدها تحت خدها بحالة انتظار : صحيح تراها اشجع منك يا مشاعل .. يمكن لو انتي جوا بتنهبلين لأنك جبانة
مشاعل رفعت حاجب : تتريقين .. مع انها اختي يارب ما تكون منهارة !!!
سحر بابتسامة : مدري ليه جاني احساس فجأة إنها بخير !
مشاعل بقلق وهي تجلس معهم بحالة انتظار : ياااارب الله يسمع منك !
:::::::::::::::::::::::::
داخل المغـارة المظلمة ..
ظلام داامس .. ورطوووبة غريبة !
لبس عمر الدربيل بعد ما حطه على وضعية المنظار الليلي..
واللي يستخدم الأشعة (تحت الحمراء) .. وثبّتها على عيونه
وهو يعقد حواجبه بتركيز يحاول يلمح جسمها أو حركتها !
لكن السكون كان بالأنحاء .. كل اللي كان يشوفه
من خلال الأشعة تحت الحمراء هو الصخور ولا غيرها !
تقدم داخل .. وتعمق بالمشي وهو ما يدري المسافة اللي قطعها ..
كان يقدر يستخدم الكشاف لكن المنظار بالنسبة له أكثر فائدة
لأنه يسوي لي مسح وتقريب الصورة لخمسين متر قدام !
عكس الكشاف اللي ما يضيئ له أكثر من 10 أمتار !
مرت خمس دقايق وهو يمشي وينادي على اسمها بصوته الفخم..
كان يسمع صداه يرجع له ..من غير اجابة منها !
كمل مشي وهو يتفحص المكان حوله .. لكن صبره قليل ..طفش وفلتت أعصابه .. وبحركة سريعة سحب المنظار المثبت على راسه مثل الطوق بطريقة عفست شعره .. تأفف بضيق وهو يفتح الكشاف اللي أضاء نوره المكان اللي هو متواجد فيه .. حرّك الكشاف في جميع الاتجاهات
لعله يلمح أشارة تريّح أعصابه !
وقفت خطواته عند مكان مليان صخور بأحجام مختلفة..
الممر فيه واسع .. أوسع من الطريق اللي جا منه !
ضوء الكشاف الأبيض لفت نظره لشي صغير في الأرض..عند أقدامه ! ..عقد حواجبه..وضاقت عيونه يوم شاف ربطة شعرها اللي كانت تلم جديلتها الفرنسية..طايحة بالأرض... انحنى راكع ..
وقلبه يقرصه .. عشان ياخذه !
استقام واقف وهو يتأمل الربطة الزرقا بين اصبعه الابهام والسبابة..
لقا نفسه يلبسها مثل الاسوارة على معصمه ! ..بنفس اللحظة اللي لقطت إذنه ..ضحكة بغااااية النعومة ..جايه من وراه !
ما أمداه يصدر ردة فعل لأنه تجمّد مثل الصنم..
يوم التفّت يدينها حول خصره .. وحضنته بشووق من ظهره !
انصدم !!!! .. صدمة عمره !!
وكملت ضحكتها العفوية : نجحت بالاختبار !
طلعت عيونه من محاجرها .. لأنه فهم كلماتها !
كملت بابتسامة هيمانة وراسها على ظهره : كنت أختبرك يا عمر !
فجأة لقيتها فرصة .. سامحني !
سكت !!
انخرس !!
وهو واقف على نفس الوضعية .. مشاااعره متلخبطة ومو مستقرة ..
شدت يدينها على بطنه وقلبها يدق بعنف مو مصدقة انها سوّت هذا فيه ..
ما تدري شلون جتها الفكرة أصلاً !!!
شادن بنبرة شبه غايبة عن الوعي : كنت أعشّم نفسي انك أول واحد بتظهر لي هنا .. (ابتسمت ودموعها بعيونها من التأثر) ما كنت غلطانة يا عمر ..
انت تخاف علي..مهما مثّلت العكس إنت أكثر انسان تخاف علي صح ؟
مواجهتها ونبرتها اللي فضحت خوفه عليها.. خلته يفوووق من السكرة اللي هو عايش فيها .. بلع ريقه بسرعة .. وحط يده على يدها وفكها بقوة..وهو يلف لوجهها بسرعة وعصبية !
قال : مجنونة انتي !!
ناظرته وجه لوجه ..ويدها بيده ما فكها : تعلّمت الجنون ذا منك !
ناظرها مستغرب وأعصابه متفلته : مني ؟؟ قد علّمتك أنا
إنك تضيّعين نفسك بأماكن مثل ذي !!.. هبلة انتي ما تفكرين !؟
رفعت راسها هالمرة بقووة وحاربت دموعها لا تظهر : ايه ما افكر ..
انا مجنونة ما افكر .. وعشاني ما افكر سويت هالمقلب فيك حتى اشوف انت وش راح تسوي .. ممكن تشرح لي ليش انت اللي داخل جوا تدوّرني .. ليش إنت مو محمد أو بندر.. ممكن تشرح لي ولا للحين فيك شدة تصد؟؟؟؟
ناظرها وعيونه تتطاير منها الشرار .. منصدم.. منصفق ..
قال بنبرة عصبية وهو يضغط أسنانه : هالأمور ما ينلعب فيها
اخوانك برا قلقانين عليك وانتي هنا تلعبين مقالبك السخيفة !
ابتسمت ابتسامة مُستمتعة..لأقصى درجة !.. صدمته هالابتسامة .. وفاجئته .. كانت تقابل أعصابه الحارة والمفلوتة بأعصاب أبرد من الثلج .. وابتسامة .. أعذب من الورد !! .. وهي تقول : مصر يعني تجيب طاري اخواني وتنكر انك جيت لأنك أكثر واحد خايف علي !؟
نبرة الثقة بكلامها استفزت أعصابه وهو يطالعها بعيون متفاجئة ..
لأنها بشكل أو بآخر أصابت الحقيقة !! ، ويدري إنه ما يقدر ينكر ..
ما يقدر ينكر بينه وبين نفسه !
نفض راسه بسرعة كنه يبي يطيّر كلامها من مخه.. وهو يقطع حوارهم..
مشى بيترك المكان ويده تسحب يدها اللي ما فكتها أساساً من البداية ..
قاومت شادن ما تبي تمشي معاه..وفيها عناد ركب راسها فجأة ..
ناظرها وهي واقفه مكانها ما تبي تتزحزح .. وقال : اخوانك برا يحترون !
ناظرت وجهه الحلو ..بملامحه الحااادة..
والعصبية الشابة بنظرات الصقر بعيونه ..
وقالت بنظرة ثعلبية طفولية كان ستايلها معاه : ليه جيت تدورني ؟
ناظرها مستغرب وهو يرفع الكشاف بيده الثانية ويسلطه على وجهها العذب.. يبي يشوفها زين.. لقا وجه الثعلب بملامحها ..
رفع حاجب لأنه فهم أسلوبها والمشكلة ما يبي يرجع لـ عمر القديم معها .. له حساباته معاها .. واتخذ قراره من زمان !!
عمر وهو رافع حاجب وبنذالة سلّط النور على عيونها
لدرجة رفعت كفها ..تغطي عيونها من النور القوي وهي تكشر
وهو يقول : بتجين ؟ ولا بتخليني أمشي عنك ..
تعرفيني أسويها من غير ضمير
شادن وهي تناظر ملامحه الغاضبة .. ما ردت ..وهي تبلع ريقها من هالملامح اللي يتزايد الغضب فيها..كانت تمثل عليه الثبات والسيطرة على مشاعرها .. بينما هي في الحقيقة كانت ترتعش من هاللقا من البداية...من لحظة ضمته ! تنتفض وترتجف !.. كانت تحاول تمثل القوة والجرأة..وتحاول تكون شادن القديمة معاه .. لعلّ هالشي يستدرج عمر الحنون المحب معها .. وشكلها فشلت لأنه كان يناظرها بامتعاض وعيون صقرية حادة ممتلئة بالحنق !!
سكتت ما جاوبت عليه ...وبحركة مفاجئة تقدم عمر لها .. مسك يدها .. وحط الكشاف بين أصابعها بقوة .. وقال وهو قريب منها بنبرته اللي تنهي الموضوع : واضح عليك ما وقفتي هنا الا انتي عارفه الطريق زين ...
ارجعي بنفسك .. يا قوية !
مشى عنها وأعصابه مفلووته على غير العادة .. وحاجب نازل
وحاجب طاير فوق .. حمقان وغاضب من الموقف
اللي سوته فيه شادن.. وعلى عدم سيطرته على نفسه !!
ماهي شي غريب ان شادن تستفز أعصابه.. ويحس إن نقطة ضعفه مكشوفة.. شادن اكثر وحدة تفهم له من هو طفل ! ، وهالموقف بينهم ماهو شي جديد ! ، سوى إنه فصل جديد من مواقفهم القديمة !
نادته وهي ماسكه الكشاف بألم : عوووممممر !!
ما رد عليها .. مشت وراه بسرعة والكشاف يضيء لها طريقها ..
سبقها بمسافة وتبعته لين وصلت للمخرج ..
ولقت اخوانها ينتظرونها والبنات ركضوا لها أول ما شافوها ...
ما اهتمت لفرحتهم بشوفتها .. قد ما اهتمت تلتفت يمين ويسار تبحث عنه .. لأنه ما كان بينهم !!
كان قلبها يدق .. يدق .. يدق .. وهي مرتبكة من نتايج اللي سوته !!
يدينها اللي لمّته للحين ترتعش وأنفاسها ملخبطة ..
ما تدري شلون جتها القوة وسوّت هذا فيه !!
بس ما تنكر .. إن وجهه الخايف والغاضب منها..يدل على أهميتها له !!!
بندر وهو يقرب بسرعة أول ما شافها ظاهره من الظلمة :
وش صاااار لك سليمة ما فيك شي؟؟؟
شادن وهي تبلع غصة : ايه ما فيني شي ...(بلهفة).. وينه؟؟؟
فهم بندر على طول : عمر ؟؟... (همس بسرعة) .. طلع معصب
نادينـاه وما رد.. وش سويتي فيه؟؟؟
ابتسمت بألم يوم لمحت طيفه بوسط ظلمة الليل..
وهو يمشي بعيييد راجع باتجاه المخيم
طفرت دمعة من عينها ويدها ترتعش : ولا شيء ..
ناظر وجهها اللي كان فيه خدش تحت عينها : فيك جرح هنا ؟؟
حطت يدها على خدها وتحسست خدش صغير بخدها الصافي .. وسكتت
بندر : شلون جرحتي نفسك
شادن بصوت مخنوق : مدري جرحت نفسي وانا مو حاسه ..
قرب محمد وبوجهه علامات الاهتمام البالغ : شادن سليمة ما جاك شي؟
ابتسمت لاخوها الكبير وهي تحاول تبيّن طبيعية رغم إن ألم الصد والانكار من عمر .. على وشك يقتلها ! .. قالت بابتسامة مهزوزة : شفيكم تراني سليمة ما صار لي شي.. عمر لقاني وبعدين تراني مو خوافة وضعيفة لذيك الدرجة .. طايحه من عيونكم أنا ؟!
ضحك محمد .. وابتسم بندر رغم إن صورة وجه عمر الغاضب وهو طالع من المغارة..استقر في باله !
تحركوا الشباب راجعين مع خالد اللي كان واقف بعيد طول ما كانوا يكلمون شادن .. وتحركوا البنات وراهم وهم يسألون ويستفسرون بقلق من شادن اللي كانت ترد بكلمات مقتضبة وابتسامات مرحة توزعها على الكل.. تغطي فيها الوجع والارتعاش الساكن فيها من الموقف اللي نفذته بجرأة ما تدري شلون استجمعتها !!
××××××××××××××××××
قبـل عودة الشباب .. بفترة قصيرة !
استغل تركي .. عدم تواجد بقية الشباب ..
وطلع من الخيمة يدوّر فريسته !! ،، عدّل ملابسه وضبطها
عقب ما اخذ قيلولة سريعة داخل الخيمة.. وطلع بعد ما نزل الليل ..
كان يفكر بفريسته ..وفريسته هالمرة !!... أبـو راهي !!
أول ما وطت رجليه خارج الخيمة ..صادت عيونه راهي ،! ،،
واقف على مقربة وهو ماسك جواله.. عقدة بين حواجبه
وشكله كان يحاول يتصل.. باندماج !
ابتسم تركي واقترب منه : مرحبا ..! (بـ ود)
رفع راهي راسه عن شاشة الجوال.. وزادت عقدة حواجبه بهدوء
وكنه مستغرب من هالبشر ونبرته "الودية" المفاجئة
قال بصوت شبه واطي ، مو مركز وهو يرجع باهتمامه للجوال الفخم
بيده : هلا !
تركي وهو يقرب : وين الوالد ما اشوفه !
أول سالفة تنفتح بينهم .. أو ببساطة أول حوار يحدث ، وبداه تركي..
رفع راهي راسه ..وناظره.. من فوق لـ تحت بتأمل وهو معطيه جنبه والجوال للحين بيده ما نزله.. ولاحظ تركي هالنظرة المتفحصة والعميقة..
قال أخيرا وهو يرجع اهتمامه للجوال وعقدة بين حواجبه بنبرة هادية.. لكنها واضحة وواثقة وهالشي من طبعه : تلقاه هناك ! (وهو يأشر وراه )
بس تركي ما تزحزح .. ابتسم بوداعة وهو وده يعرف وش وراه : من جيت وأنا حاس انك مو مرتاح بالجلسة .. عسى ما شر !؟
رفع راهي راسه من جديد .. وناظر تركي بنفس النظرة المسيطرة
اللي يمتلكها أبوه .. لكنها تمتاز بالهدوء الغريب
ورفعة الحاجب الواحد : انت مين بالضبط ؟؟
تركي بابتسامة تزيد كان يظن إنها رح تجذب استلطاف راهي .. لكن راهي ببساطة ما استلطفه .. والدليل إن تعابير وجهه الهادية والمتفحصة لـ تركي ما تغيّرت ! : أنا وليد .. معجب بالوالد وأحبه كثير !
تغيّرت تعابير راهي لابتسامة شبه ساخرة وهو ينزل جواله بعد ما كان رافعه يناظره..ببساطة أدرك الموضوع وهو يقول : تبي تتقرب من الوالد ..
رح له سيدا ..ترا ما تحتاج تحط عينك علي لأني مارح أعطيك وجه !
ببساطة ..
راهي .. كان يمثل
نوع من الغرور ..الفريد من نوعه .. وبعض من اللامبالاة !!
أدرك تركي هالمزايا بهاللحظة وهو يطالعه ويطالع وقفته ، وعدم اهتمامه بالناس من حوله .. أو اهتمامه بالمكان اللي هو فيه !
وراهي .. من اللمحة الأولى ..فـهم نوايا تركي ، أو وليـد البسيط .. بالتقرب من ابوه !!
شي أعجب تركي بالبداية إن راهي .. فاهم طبيعة الناس اللي مثل وليد.. احـتك بأمثاله كثير كونه .. راهي.. ولد أبو راهي !!! وأبوه .. هدف الكثير من الناس !! معلومة ما تغيب عن باله !
تركي وهو يضحك من رده الصريـح : هههههههه لا تفهمني غلط .. بس الوالد لي زمن وأنا اتمنى ألتقي فيه .. وفوق كذا حظي حلو إني التقيت بولده الوحيد بعد .. تشرفت يخوي ( مد كف يده بيصافحه)
لف راهي عليه وهو يدخل الجوال بمخباه .. ومن جديد قال وهو يتأمل تركي من فوق لـ تحت.. ويتأمل كف يده الممدودة : اذا تبي مصلحة دوّرها عند الوالد.. سلام المصالح ذا مو من اهتمامامتي يخوي
ضحك تركي .. وحك راسه وهو ماد يده يقال منحرج
وقال : أفا عليك ترا مو كل الناس نيتهم مصالح .. أنا معجب لا أكثر ولا أقل والوالد قدوة..عالعموم بناديك راهي دامنا كلنا شباب وشكلنا قراب لبعض بالعمر .. تسمح لي؟
رد راهي إنه رفع حاجب واحد وهو يطالع فـ تركي بصمت.. وباين عليه للحين ما بلع هالمدعو .. "وليد".. راعي المصالح !
ابتسم تركي : عالعموم يا راهي .. شرفت المكان .. وباين عليك جد مو مرتاح .. اذا محتاج شي كلمني تراني هنا لخدمة الكل ( ما زال ماد يده ينتظره يصافحه)
تحرك راهي وهو يلتفت يمين وشمال للطبيعة من حوله.. ثم حوّل نظره لتركي بعد ما تنهد تنهيدة سريعة ..تنمّ عن عدم الارتياح اللي هو فيه ..وأخيرا طلع يده من مخباه وصافح يد تركي .. وهو يبتسم ابتسامة خفيفة للمجاملة !
تركي وهو يترك يده بعد ما لمح أبو راهي يمشي قريب من عندهم : اعذرني .. ودي أجلس معك دامك مو مرتاح لكن من ساعة وانا ودي أكلم الوالد .. اذا احتجت شي كلمني وابشر !
اهتمام راهي رجع للجوال ..مو مهتم أساساً بالموضوع ..
هالمشهد يتكرر بحياته كثير أبوه بالنسبة له أشهر من نار على علم ..
ومعجيبنه عمرهم ما شكلوا له أي اهتمام !!
راح تركي بسرعة وهو يرمي طرف شاله على كتفه يعدله..
ومشى بخطواته خلف ابو راهي اللي توه تارك الجلسة يمرّن رجوله شوي ..وواضح إنه لهى بتأمل الطبيعة من حوله !
تركي وهو يقرب قال بنبرة عالية : عممي أبو راهي !
وقف ابو راهي .. واستدار للخلف وبوجهه علامات الاستفسار ..
من الصوت الغريب اللي ناداه بـ "عمي" !
ابتسم يوم تذكر إنه وليد .. "المعجب" ..
ابو راهي : هلا وليد
وصل تركي ووقف قباله بابتسامة عذبة : كنت أدورك
تفاجئ ابو راهي من كلمته وأسلوبه المندفع اللي قاله فيها : تدوّرني؟.. عسى ما شر يا وليد محتاج شي؟
تركي بـ ود : ولا شي طال عمرك بس ودي أسولف وياك.. ما حصلت لي فرصة من قبل .. (ضيّق عيونه ) عسى ما أزعجتك؟
ناظره ابو راهي من فوق لـ تحت .. ثم ابتسم بملامحه القوية والمسيطرة : مافيه ازعاج... لكن وش الموضوع اللي واحد مثلك يبيني فيه؟
تركي فاجئــه يوم قااال من غير تردد : زواج الاستاذ محمد من بنتـك !

لا تبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن