البارت 52

495 6 0
                                    

الجـــــزء 52 ..
------------------

في بيت أبو محمد ..
نزلت شادن الدرج ناويه تعبر الصالة بصمـت بدون لا تثير الريبة رغم وجود أمها وأبوها جالسين يتبادلون أطراف الحديث.. ما حاولت تسمع أو تلتفت كان همها تطلع برا ..وتطمئــن على شـي...
شافها أبوها..
وناداها : على وين؟؟
وقفت..وبهدووء هيئتها : بتمشّى برا شوي..
تمعّن أبوها فيها بدقة واهتمام...كان واضح على شكلها قلق متخبي تحاول تبدّله ببرود أعصاب وروقان.. بس حس أعصابها مشدودة..
قال باستفسار لأنه يعرف الجو برا برد : وش يطلعك برا الحين.. ؟
شادن : بمشي شوي..وش الغريب؟؟
أبو محمد : وين تتمشين والجو هاليومين ما ينعرف له.. تعالي اجلسي بتكلم معــك..
وجعها قلبها من جديد يوم عرفت انه بيرجع لنفس الموضوع عقب ما طلب منها تفكر... ناظرت في أمها اللي كانت هادية وما تدري للحين إذا درت عن السالفة كلها ولا ما درت... وما يهمها تسأل لأنها تدري مارح يتغير بالموضوع شي..
حاولت تبحث عن أي مهرب او عذر : مافيني أتكلم الحين.. ما خذت وقت كفاية للتفكير..
لانت ملامحه يوم حسّ إنها تتجاوب : ولمتى ؟؟
شادن : ماعرف..بس لا تضغط علي..
وتحركت بسرعة ناحية الباب بحركة هروب واضحة قدامه.. فيه بنظرها حالياً الأهم..
أبوها راقب الباب اللي طلعت منه وهو عاقد حواجبه واهتمامه زايد.. وشعور الريبة يسيطر عليه.. يحس بشي صاير ما يدري عنه..تهرّب شادن الزايد عن حده هاليومين اللي فاتوا .. وفوقه .. بندر ومحمد اللي دخل عليهم الصبح اليوم وهم يحكون بجدية وبصوت منخفض..وقطعوا سالفتهم يوم شافوه.. سألهم عن مستجدات جديدة بخصوص عمر لكنهم أنكروا ومافي شي جديد..

طلعت برا وسط الليل عشان تتطمن على رجوع عمر كون إنها من أمس ما شافته.. ما شافته من اللحظة اللي تفارقت عنه بالشارع.. تأخر الليلة الفايتة وما رجع... وقالت لنفسها يمكن يرجع على وقت متأخر حيل ، لذلك حاولت تهدى ولحد الحين متلبسه ثوب الهدوء والتفاؤل ان كل الأمور ان شاء الله تمام..
هذي رابع مرة اليوم ..تطلع تشوف إن كان رجع أو لا..
بالأمس ..انتظرت رجوعه طول الليل وتأخر..وخذاها النوم على كرسي البلكون وهي بحالة الانتظار المملة والقلقة.. انتظرت..وانتظرت.. وانتظرت طول الأمس بعد ما قال كلمته إنه بـيتفاهم معه وراجع...
..ونامت بدون شعور بحالها وهي متوقعه إنه بيرجع بآخر الليل..تأخيره كان وارد لأن أكيد مارح يترك راهي بسهولة إلا لما يعلمه درس ، ودروس عمر ما تنتهي بساعة وساعتين حسب معرفتها فيه..،

بالأمــس ..أول ما دخلت غرفتها بعد الجامعة ، احتاجت ساعة كاملة على ما هدت أعصابها عقب تأثير الموقف كله مع راهي... استرخت بعض الشيء بعد الفجعة اللي فاجأها فيها واللي تضاعفت عقب ظهور عمر وازدياد الموقف سخونة وتوتر...
وبعد مرور ساعة استجمعت فيها هدوءها واستقرارها أرسلت له رسالة.. عالأقل تتطمن إن الوضع ما تطور لبعيد.. وان القصة اقتصرت على كم بكس وكم كف وكم عظم مكسور وشوية دم .. مع انها لذاك الوقت ما كانت قادره تتخيل وش بيصير أو وشلون بيتصرف عمر...فـ أرسلت سؤال قصير بس تبي تتطمن على جوابه وإنه بخير في مكان ما من هالأرض.... وكانت رسالتها .. ،
(وش صار؟ )
جوابه كان مختصر..وسريع.. لكن عالأقل ريّحها بذيك اللحظة ولو مؤقتاً إن السالفة لازالت بالحدود الطبيعية ..
(ما صار شي...لا تشغلين بالك )
تدري انه أكيد صار شي بينهم ولو صغير... لكن كلماته اللي كان ظاهرها الهدوء كان مفعولها يهدي الأعصاب ولو مبدئياً..
وأرسلت له تكرر نفس كلمتها...وزيادة في التذكير له..وزيادة في الحرص..
(عمر لا تتهور.. حتى لو استفزك لا تتهور)

لا تبكي Where stories live. Discover now