رد عليها بكلمة مختصرة كانت آخر ما بينهم لحد هاللحظة ..
(مارح أتهور)

تطمّنت من كلمته.. أو كانت تبي تتطمن بأي طريقة ..وما شغلت بالها بالبداية..
وانتظرت لما الليل وهي موقنة إنه بيرجع ولو بساعة متأخرة ..
لكنها نامت وهي تنتظر ..وصحت من الصبح بأعصاب هادية ولا زال في بالها إنه رجع بدون لا تحس فيه..
فـ نزلت بهدوء وطلعت لغرفته عشان تسأله بنفسها.. وعلى عكس ما توقعت...ما لقت له أثر.. ما رجع من أمس..،!
تمالكت هدوءها وحطت الأعذار.. ما حاولت تنجرف لوساوس الشيطان ونجحت وهي متأكدة إنه بيرجع بأي ساعة..
هو أكّد لها أمس إنه راجع بعد ما يخلص منه..ممكن راهي زاد العيار معه ونكايةً فيه مارح يتركه بسهولة..وهالشي اللي أخّره.. ما تستبعد أبداً..

وهذا هي الحين متوجهه للغرفة للمرة الرابعة بعد مرور أكثر من 24 ساعة تلقي نظرة..والهدوء لازال كاسيها..بدعـاء صادق إن تأخيره يكون لخير..
فتحت الباب والغرفة هي الغرفة من البارح... تنهّدت وهي تسكر الباب بدون لا تدخلها..مارح تدخلها وتطقها الهواجيس فاختارت الجلوس قريب حوض السباحة لأنه مكان يساعد على المحافظة على هدوء الأعصاب.. ومكان تقدر تدعي فيه بصدق إن الله يصلح حالها معه... يصلح حاله بأي طريقة.. ويطمّن قلبها عليه .. وعليهم مهما كانت الظروف الجايه..ويعينها على تقبل الأمر الواقع اللي هي تدري إنها لازم تختاره..
لازال نقاشه الأخير معها مستقر على مخها...، قررت إذا رجع اليوم تفتح الموضوع معه..
لازم ياخذون القرار..ومن ناحيتها هي عارفه وش هو قراره من البداية ! ،
ولازم تماشيه بغض النظر عن رغبتها..، .. تأخّرت بأخذ القرار لأنها احتاجت هالكم يوم عشان تستقر نفسيـاً عقب كل اللي خاضته معـه من صدمات وشد وجذب يهدّ جبال.. عقب كل اللي خاضته معه من أربع سنين طويلة وماهو مجرد غيابه الجارح الأخير..لأن غيابه الموجع الأخير ما كان غير شعرة قصمت ظهرها عالآخر..
اتخاذ قرار كبير مثل تسليم نفسه بعد كل هاللي صار ..قرار صعب عليها وما كان ممكن تاخذه بين يوم وليلة مثل ماهو خذاه..وخذاه بعد تفكير طوييل..!
زادت ظلمة المكان واقترب الوقت من العشاء وهي جالسه بمكانها..وعند هاللحظة وصل لأذنها صوت باب الشارع يتسكر.. قامت تشوف مين اللي وصل وببالها إنه هو.. رجع بعد ما خلص من مهمتـه !
لكن طاحت عينها على مشاعل داخله تسحب خطواتها والهدوء على حالها بس الارهاق الغريب على وجهها..
شادن اقتربت من بعيد : مشاعل؟
لفت مشاعل بانتباه : بسم الله ..
شادن ضاقت عيونها : متأخرة؟ ..دوامك طوّل اليوم !؟
مشاعل تبرر السبب مضطرة تكذب : ما تأخرت كثير.. مشوار الطريق كان شوي زحمة.. والشغل كثير اليوم يعني اجتمعت..
شادن لاحظت شي غريب بحالها ما كانت عفوية فيه شي : وش فيك؟؟
مشاعل : تعبانة أبي انام.. كرفت اليوم.. تصبحين على خير..

::

في قصر ابو خالد ..
دخل خالد للبيت ويده تتلمس مكان الجرح اللي غطاه ببلاستر أول ما راح لعيادته..الجرح اللي صاير مثل ختم التأكيد على كل شي عاناه خلال هاليوم بسببها .. كل شوي يلمس مكانه وكأنه ما يبي يصدق بوجوده فوق حاجبه..،
جمال أكثر من الأسئلة حول اللي صار لكنه ما كان مستعد يجاوب بجواب واحد وطلب منه يأجّل الأسئلة..
ما فكر وش ممكن يواجه بكرة.. أو الأسئلة اللي بيواجهها.. نسى بكرة ذيك اللحظة..وكل تركيزه كانت حول إنه يتحرر من أفكار اليوم اللي هاجمته بكل تناقضات المشاعر.. مابين غضب..وخوف..وقلق.. وتوتر..وكل شي متناقض..
أغلق الباب وعلامات التعب مبيّنه عليه وكأن هاليوم مر عليه بأكثر من اسبوع...
توجّه للصالة ولقى أمه جالسه هناك تتابع التلفزيون...وعندها بيان تكتب في وحدة من كتب الروضة الطفولية اللي انشغلت فيها طووول الفترة اللي راحت..
سلّم على أمه اللي كان واضح عليها انشغال البال الكبييير بسبب مكالمة صارت بينها وبين أبو خالد اليوم..
ام خالد لاحظت شكله : وعليكم السلام.. سلامات ؟؟
تحسس البلاستر اللي يغطي فوق حاجبه للمرة الألف : حادث بسيط..
أم خالد باهتمام : حادث بسيط؟..طايح على راسك ولّا وش القصة؟؟؟
خالد ابتسم بكسل يطمّنها ولا يدري وشلون يبرر : جرح صغير.. دعمت في حافة باب العيادة كنت مستعجل وما انتبهت ..
أم خالد باستغـراب : ومن متى إنت مربوش!!..ما تشوف ؟؟؟
جلس وهو يمسح على شعر بيان اللي كانت مدنقه..ما كان يبي يرد..
بس تهزيئة أمه له على تبريره الغريب.. ابتسم بسخرية على نفسه : إيه مربوش.. مدري وش صار لي اليوم.. دعمت فيه بدون تفكير !
كان بنظره مربوش يوم لحق مشاعل بذيك الطريقة المجنونة واللي تسببت عليه بكل اللي صار... يوم سوّى اللي سواه بلحظة فقد فيها التفكير المتوازن.. ، سحب نفس عميق وهو ساكت وهو يحاول يتجاوز تأثيره..
قاطعته باهتمام يزيد : إنت وينك اليوم؟؟..زميلك دق عالبيت يسأل عنك..انت ما كنت بالمستشفى؟؟
عرف إنها تقصد جمال..واللي كان عارف ومتيقن إنه بيكون الوحيد اللي بينتبه لغيابه وبيفقده خلال ساعات الحبسة المزرية... وما خاب توقعه.. ظهر له ولكن بشكل متأخر مرة...عقب ما عانى معها وتلفت أعصابه لآخر حد..
وبتبرير : لا موجود ، بس كنت مشغول لين شعر راسي اليوم.. وما صادفته وتوقّع اني ما داومت.. فاتصّل يتطمن..
أمــه : حاولت اتصل عليك اشوف وش السالفة ..لقيت جوالك مغلق..
ما شرح الحقيقة كونه ما يبي يرجع لنفس الدائرة..ويكفي جمال اللي ما تحمّل اسئلته : البطارية فضت.... (وبكسل واااضح أردف) : انا طالع أنام مارح اتعشى اليوم..
أم خالد : وش معجّلك؟.. ما يصير تنام بدون أكل وانت طول اليوم منضغط بالشغل على قولك..
ابتسم يطمنها : ماني مشتهي...اللي احتاجه الحين شاور ونومة طويلة ..
ما ضغطت عليه وتنهدت ..وقبل يقوم..أردفت : ما اتصل فيك ابوك ؟؟
خالد باهتمام : لا.. ليش صاير شي؟؟
أم خالد : مدري وانا امك... اتصل علي قبل ساعتين يشوف الأخبار ويتطمن على أحوالنا... وقال لي خبر عن اختك سحر..
خالد عقد حواجبه وعقب ما كان ناوي يقوم...تسمّر بالصوفا : خير صاير لها شي؟؟ توني مكلمها من كم يوم مافيها إلا العافية...تقول مبسوطة هناك..وهذا المهم .. استجدّ شي؟؟
ام خالد بقلق طبيعي : أبوك يقول متقدم لها واحد هناك.... وهي موافقة !
رفع حواجبه باستغراب ودهشة من الخبر : متقدم؟؟
أم خالد : ما عطاني تفاصيل كثيرة.. كلمني وهو رايح شغله مكالمة ما خذت خمس دقايق ..أخذ أخبارنا وقالي عن الموضوع بدون تفاصيل..ما امداني اطوّل معه...مدري وش اللي صاير هناك.. يقول انه موافق عليه وسحر موافقه.. والرجال ما عليه..
خالد : ومين يكون المتقدم..؟؟ وشلون عرف سحر..؟
أم خالد : مدري وانا امك وهذا اللي مشغلني... أبوك مدحه ويعرفه زين وهالشي خلاني أشك انه واحد من معارفنا يوم كنا عايشين هناك.. لكني عارفه راي اختك بموضوع الزواج قبل لا تسافر..
خالد باهتمام بالغ : رايها؟؟...هي حكت عن هالموضوع من قبل؟؟
ام خالد تنهّدت : ما تدري إنت؟.. تعرف ام محسن صديقتي؟
خالد : أيه اعرفها..
ام خالد بهدوء : خطبت إختك قبل سفرها بأيام..كانت تبيها لولدها محسن... هالكلام كان شفهي وبدأ من أيام البر ..كلمتني شفهي وعقبها مرضت اختك ودخلت المستشفى..وما فتحت الموضوع معها إلا عقب ما طلعت.. اختك كانت رافضه الفكرة وقفلت الموضوع... ابوك ما شجعني ذاك الوقت بسبب نفسية سحر ..واضطريت أقول لأم محسن ان سحر ماهي مستعدة بهالوقت...وتقفل الموضوع..
خالد : طيب؟... رفضها ذيك الفترة كان طبيعي بسبب نفسيتها...دامها موافقة على قولة ابوي معناها هالشي ايجابي.. وش اللي شاغلك ؟؟
أم خالد : أحس ان ابوك مخبي علي شي...
خالد : شي؟؟...شي مثل وشو؟؟
أم خالد : مدري المكالمة كانت سريعة ما امداني افهم واخذ الخبر زين.. ما عطاني كلمة غير ان فيه رجال يبيها وهي موافقة..
خالد بتساؤل : يعني هي شايفته؟؟
أم خالد : الظاهر كذا..
خالد ابتســم : الله يكتب اللي فيه الخبر..
أم خالد بامعتاض طبيعي..نتيجة قلق : الله يكتب اللي فيه الخير... بس الموضوع فاجأني وانا أمك..
خالد ضحـك : وليش يفاجئك دامها مو أول مرة تنخطب.. خطبتها صديقتك من قبل..وين الغريب..؟
أم خالد : فاجأني لأني ما توقعت تصير وهي مسافرة مع أبوك.. وانها موافقـة !!
خالد بابتسامة : عشانها موافقة؟؟...أكيد شافته وعجبها .. وتبين الصدق..هالتطور ريّحني الحين.. عالأقل يعطينا إشارة ان السفرة غيّرت من نفسيتها وصارت تفكر بنفسها.. قولي الحمدلله..
أم خالد هزّت راسها على موضوع ثاني قاله زوجها بسرعة : من ناحية نفسيتها الظاهر صدق تغيّرت وبدت تفكر بنفسها.. تدري أبوك وش يقول..
خالد باهتمام : وش يقول؟
أم خالد : يقول انها تبي تدرس بجامعة موسكو خلال الفترة الجاية .. وانه موافق..
ابتسم خالد مرة ثانية ابتسامة أكبر : حلو والله ... هذي أختي ..!
ناظرته وهي ما تدري ترتاح ولا تقلق : وش هالقرارات المفاجئة.. آخر مرة كلمتها قبل ثلاث أيام..ما قالت لي عن هالقرار..
خالد : يمكن توها مقرره؟.. دام ابوي توه يقولك الظاهر الموضوع جديد..كلميها وشوفي وارتاحي..
ام خالد : كلمت عالفيلا قبل شوي..وقالت لي صوفيا انها نايمه.. بكلمها بوقت ثاني وأشوف الموضوع..

لا تبكي Where stories live. Discover now