البارت 21 الجزء الثاني

348 3 0
                                    

عند البنات ..
بعد الغـدا بـ ساعة ..
طلعت شادن تاركه البنات بالخيمة .. تبي تخفف لأنها تحس نفسها مثقله أكل .. جلست جنب الحريم ( ام محمد + ام خالد + ام محسن + ام راهي ) اللي كانوا جايبين الشاهي والفصفص والمكسرات ..
يعني جلسة حلوووة بالهواء الطلق
شافتها أمها : وين البنات ؟؟
شادن : بالخيمة يبون يريحون شوي عشان بعد شوي بيطلعون
يشوفون لهم شي يسوونه..
أمها : ناديهم خلهم يشربون لهم شاهي .. صايرين ما نشوفكم.. انتم بوادي واحنا بوادي.. من تجتمعون كلكم بالبنيات تطيرون ما ندري وين تروحوون
ضحكت شادن وخلتهم يبتسمون كلهم لأنها .. "جذابة" بشكل مختلف لين قامت تضحك : ههههههه يمه نحب الحركة احنا ..
كملت ام محسن بابتسامة : صحيح في الحركة بركة .. انا توني اقول لازم احنا الحريم نمشي لنا شوي.. القعدة مو زينة لنا ..
شادن بابتسامة : يا ليت لأن المكان صراحة يجنن ويشجع على الحركة ..
قالت أمها من جديد : روحي نادي البنات قولي لهم يجوون يشربون شاهي معنا ..
قامت من جديد : ان شاء الله..
دخلت للخيمة اللي كانوا متبطحين فيها وأنواااع العفسة ..
شادن : تعالوا الجلسة برا حلوة مكسرات وفصفص وشاهي وروقان ..
قاموا أربعتهم ما عدا ..بسمة اللي ما كانت موجوودة ..
شادن باستغراب : وينها بسمة... ؟؟
قالت سحر باستغراب : مدري طلعت وراك على طول..
حاولت اناديها لكن شكلها ما سمعتني ماردت ..
شادن : برووح اشوووفها .. أمي تناديكم .. ينتظرونكم برا ..
طلعت مشاعل من باب الخيمة وهي تتمغط بكسل : اقول هالمفطح ما جاب لنا خير... طاقتي كلها راحت !
أروى : هههههههههههههه كاسة شاهي وبتكوونين أوووككي..
راحت شادن تبحث عن بسمة .. اللي حاولت شادن طول ساعتين تدمجها مع المجموعة من غير فايدة ..لأن البنات ماكانوا معطينها وجه .. أو بالأحرى ما عطوها اهتمام كافي من الانتباه والسواليف.. باختصار لأنها كانت اهدى من العادي.. ومنعزلة أكثر من اللازم !!
دارت في المخيم .. تحاول تلقاااها ..
طاحت عينها عليها تمشي بعيييد عن حدود المخييم ..
وواضح انها مع نفسها عايشة ..
ابتسمت ومشت لها عشان تناديها ..
بعد شوي وصلت لها ... وبنعوومة : بسوووم !
شهقت بسمة اللي كانت معطيتها قفاها والتفتت وهي تنزل الجوال من يدها بارتباك : ش..شادن !
انتبهت شادن للجوال اللي كانت ماسكته واللي كانت مندمجه فيه... سكرت بسمة الجوال بسرعة يوم لاحظت نظرات شادن المستفسرة !
شادن : ليش تمشين لحالك ؟؟
بسمة بارتباك .. استغربته شادن : ولا...ولاشي... حسيت نفسي ابغى امشي شوي... والبنات مكسلين... ع..عشان كذا
شادن : طيب قولي لي أمشي معك... انا نشيطة مثلك ههههههه !!
بسمة بقلق : خفت ..م...ما يكون ودك !
شادن بضحكة : وش دعووة .. ليش مين قالك اني مزاجية... تراني من النوع البسيط واذا على البنات الخبلان اللي هناك تراني أعقلهم ههههههههه (بغرور)
بسمة "بابتسامة قلقة" : ايه.. حسيت ..
وسكتت وهي ترجع الجوال بجيبها ..
شادن باهتمام بهالبنت... اللي لافه حولها هالة من الغموض من جت : بسمة !
رفعت عينها : نعم ؟
شادن : انتي عندك صديقات ؟؟
ارتبكت : ل..ليش تسألين؟؟
شادن بابتسامة : وليش مستغربة... حابه اعرف لأنك هاااااادية كثييييييير
ما علّقت .. مشت من قدامها .. وشادن لحقتها منحرجة خافت لا تكون جرحتها : بسمة مو قصدي شي ..
بسمة من غير لا تطالعها : عادي ..
شادن : بسمة ترا البنات مو قصدهم شي ..
وقفت وناظرتها ..بنبرة غريبة : محد شكى يا شادن..
ابتسمت شادن : طيب ما أحب اتركك لحالك انتي ضيفتنا اليوم ولا ابغى اشوفك جالسه لحالك
اخيرا ابتسمت بسمة بـ مجاملة : لا تشيلين همي تراني متعوده
شادن : مدامك معنا لازم تدخلين معنا..
ابتسمت بسمة باحراج وهي تسحب خصلة طارت مع الهوا ورا اذنها .. كانت مملوحة ناعمة .. شعرها يميل للشقار لكن الانطوائية والغموض مخرب هالطلة ... طبعا هالانطباع كان يدور في ذهن شادن اللي لقت فرصة انها تاخذ وتعطي اكثر من قبل .. لأنه قبل ساعتين ما قدرت تتواصل ..والبنات ما كانوا معطين بسمة فرصة ولا أعاروها اهتمام كافي .. ويمكن بسمة كانت مرتاحة بهالوضع !!
وهم راجعين .. تكلمت بسمة بصوتها الهااااااادي المبحوح : شادن..
ابتسمت شادن وهي تمشي جنبها : عنونهااااا ...!!!!!
بسمة وهي تلعب بيديها : ممكن ... تعرفيني.. على عايلتكم أكث..ر !
ناظرتها شادن باستغراااب : عرفتينا يا بسمة... عرفتي مشاعل اختي .. وامي.... وسحر بنت عمي ... والبنات اروى ورهف هذول ما يقربوون لنا بس .. تعرفنا عليهم قبل يومين يخيمون جنبنا .. بس مرة عمي تعرف ام أروى يعني معارف وصديقات...
انحرررجت بسمة واررتبكت.. وقالت بطريقة غريبة : امممم... سحر.. بنت عمك ... هي مخطوبة ؟؟؟
استغربت شادن هالسؤال .. بس جاوبتها : سحر ؟؟... لا هههههه... لا مو مخطوبة توه ما حصل نصيب..
ابتسمت بسمة هالمرة بطريقة غرريبة "غامضة" : مدري ليش حسيت انها مخطوبة... ( بارتباك ).. شادن... لا تستغربين اسئلتي...بس انا حبيتك (ابتسمت).. وبغيت اتعرف عليك اكثر.. واعرف اهلك مع اني مو كويسة مع الناس مثلك
ضحكت شادن وما خالفت : هههههههههههههههههههه طيب رح اقولك مدامك تبين تعرفين... مشاعل اختي الوحيدة.. بس عندي اخوان اثنين محمد ، وبندر (وهي تأشر على أصابعها كأنها تشرح لطفل) ... وعمر خطيبي الحين (ابتسمت) وقريب الزواج .. امي وابوي الحمدلله ربي منعم عليهم بالصحة والعافية..
بسمة وصلت للنقطة اللي كانت تبيها من كل هاللف : امممم.. اعذريني بس كأني سمعت ان سحر عندها اخو اسمه محمد..بعد ؟؟ صح علي؟؟ ولا انا سمعت غلط ؟؟
ضحكت شادن على ارتباكها : ههههههههههههههههه لا يمكن سمعتي غلط .. سحر ما عندها الا اخو واحد اللي هو خالد واخت صغيرة بيان اظنك شفتيها... ما عندنا الا محمد واحد نعرفه اللي هو اخووي الكبير ههههههههههههههههه !!
تغيرت نظرة بسمة وسكننننت بطريقة غريبة !!
ووضح الانزعاااج على وجهها خلا شادن تستغرب !!
قالت فجأة تبي تقفل الموضوع وهي تكمل طريقها : مو كأننا تأخرنا...
لحقتها شادن وهي تحس ان هالبنت مزيج من غرابة ! ، لحظة تبتسم .. لحظة تكشر .. لحظة ترتبك...
ابتسمت شادن وهي تحس انها اول مرة تشوف وحدة مثلها ..
مشت معها لوين جالسين الحريم مع البنات يحتسون الشاهي مع المكسرات...
استقبلتهم سحر بابتسامة وعينها تلتقي بعين بسمة وهي جاية : اهلن بسمة تعالي هنا ... ( وهي تأشر لـ مكان جنبها )
سوت نفسها ما سمعت .. راحت وجلست جنب مشاعل من الجهة الثانية ... جت شادن وراها وجلست بالمكان اللي جنب سحر ..
ما أثارت الحركة اي غرابة بنفس سحر باختصار البنت تختار وين بتجلس.. ابتسمت لـ شادن وهي تجلس بالمكان الخالي جنبها : تأخرتووا؟؟؟
شادن بمرح : خذتنا سوالف ..
سحر : هههههه دقيتي صداقة معها بهالسرعة..
همست شادن : البنت على نياتها ومن جت وهي مع نفسها ..
سحر بهمس : تبين الجد نفس شعوري.. حاولت اتكلم معها يومنا بالخيمة لكن حسيتها ما تبي تسولف مع احد
شادن : طبعا بتفتح قلبها لي وش تبي بوحدة فاشلة مثلتس هههههههههه
سحر : هههههههههههههههههههه تلايطي محد فاشل مثلتس
( تقلدها بنفس النبرة )
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بخيمة الشباب اللي كانت خالية .. إلا من بندر ..!
دخل خالد وهو ماسك جواله بيده والابتسامة على وجهه ...
لقا بندر منسدح ورامي بالشال على وجهه ..ما يظهر منه ولا شي !
قرب خالد وهو يدخل جواله بجيبه .. وبصوت واطي على باله بندر نايم : بندر ! ، فيك شي ؟
سمع زفرة من صدره من غير اي حركة : مصدع !
خالد باهتمام : من ايش؟؟
بندر والشال متجمع على وجهه : من ولا شي .. صداع يا خالد ابي أريح شووي
خالد بتقطيبة : أكلت أدويتك؟؟؟
بندر بطفشش ونعاس : مالي خلق أدوية طفشت منهااا
ضحك: ههههههههه أوم الدلع اللي انت فيه يا شيخ... كل فيتاميناتك ولا تبيني أوكلك اياها !!
حط بندر يده عالشال ورفعه شوي عن عينه.. لين صار قادر يناظر بـ خالد وبتكشيرة : كلت بنادول لأني ادويتي خلصت أمس ..
خالد : مشكلة المهملين اللي مثلك ! ، تبيني اروح اشوف شنطة الاسعافات اللي معي كان فيها مع اني ما اظن !
بندر بابتسامة تجنن : لا تروح ولا تتعب نفسك... عارف نفسي... بريّح جسمي شوي كله صداع ساعة ويرووح...
خالد : على راحتك ..
بندر بادره : الا اشوفك قبل شوي تكلم برا والضحكة شااااقه الحلق ... مين لا يكون حبيبة ولا شي ههههههههههه ؟؟؟
ضحك خالد من شطحات هالولد : حبيبة مين والناس نايمين ... هههههههههههههههه هذا الدكتور نايف يكلم يسأل عن الأحوال... اظنك شفته من قبل ؟؟
بندر وهو ينخمد : ايييه بس عرفته شفته مرة بالمستشفى ...
الحين قوم اقلب وجهك بنام لي نص ساعة
قام خالد... وتركه ينوم شوي... راح لشنطة ملابسه وبدل ملابسه لبدلة رياضية لأن الشباب برا كانوا ناوين يلعبون كوورة..
لبس بنطلون رياضي أزرق من نايك... وتي شيرت من نفس الخامة بس بلون أبيض عليها نفس العلامة .. خذاله كاااب أسوود وحطه على راسه بالمقلوووب .. ثبت الشنطة على فخذه ودخل ملابسه اللي خلعهم بعجله ... باختصار كان لوك مختلف !.. ما يظهر فيه عادةً !!.. يبدو فيه أصغر.. أكثر حيوية... أكثر خفة ... يعني يجسد معنى التناقض بشخصية الدكتور !! ،
حط النظارة الشمسية على جبينه وهروول بحيووية لـلخاررج ..
كان رح يصير حادث اصطدام بينه ...
وبين مشاعل اللي كانت جايه بالدسسس..
فحط مكانه وهي نقززت على ورا من الخرعه..قبل لا يصيير احتضااان لا ارادي.. ناظرها مرتاع من ظهورها اللي ما توقعه ،
وهي تطالعه من ورا لثمة الشال رايحه فيها ..
هالبنت غريبة عجيبة تظهر له دايما بأكثر الأوقات اللي يكون ناسيها فيها ولا داري عن هوا دارها.. وكنها مُصرة تذكره !!
ارررتبكت يا ربيييييييه .. وش ناوي عليه هالحماااار ليييش يلبس كذا !!
ناوي على انتحاري؟!!!
رجع خالد لحالته الطبيعية .. وقال وهو يثبت يده على الخيمة بنظرة تحقييق : ترا مخيمكم في مكانه ما تحرك ؟؟.. وش جااابك؟؟؟
بلعت ريقها ورغبة المشاكل تجددت داخلها .. استجمعت القوة المعروفة عنها : والله بتحرك على كيفي ..وتراني ما جيت عشان سواد عيوونك
رفع حاجب من جرأتها اللي ما تتركها .. وابتسم بجانبية... حركة خلت الغمازات تنرسم على وجهه : زين فيه تقدم !! ، دوم ان شاء الله ما تجين عشان سواد عيوني ..
انقهررت : جيت عشان ابغى بنندر .. حاولت اكلمه قبل شوي بس تلفونه مغلق !... وجيت عشان اشوفه يمكن القاه
نزل يده عن الخيمة ..وهو يأشر لـ داخل : بندر راسه مصدع وعشان كذا نايم شوي.. انتظري ساعة وارجعي دقي عليه..
رجعت تطالعه من فوق لتحت وهيئته الغير عادية ..وكنه يحب يلعب بأعصااابها بهاللوك.. انتبه لنظراتها وقال بهدوء : شلونه كتفك الحين؟؟؟
قالت من غير لا تطالع بعيونه : بخير !
خالد : طيب ارجعي الحين ما يصير يجي احد ويشوفك واقفه هنا ..
قالت وهي ناويه على مشاااكل : تراك انت اللي واقف معي .. وكيفي منيب متحركه الا اذا بغيت اتحرك انا
ناظرها بدهشة للحظة.. بس اختفت الدهشة ورجعت علامات الاستخفاف والضحك على وجهه .. طنقررت رجع يستخف فيها : انا منيب متحركه ومالك دخل فيني .. لو أعسكر هنا مالك علاقة ..
خالد بضحكة مكتومة : بالعدال لا تطيرين.. تراني منيب مهتم سوي اللي تبين .. اعصابك يا صغنون ( نبرة استخفاف)
كتمت غيضها من اللامبالاة اللي تشوفها بعيونه : خالد انت واحد سخييييف
ضحك من قلبه من قالتها .. ناظرته ما تدري وش تسوي قامت ترمي حكي ما تقيسه .. وقال بجدية تلبّسته بلحظة وحوّلته لانسان جدددي غير قبل ثواني : كم مرة قلت لك ثمني كلامك قبل لا ترمينه.. فكري بـ عقلك مررة ، الهبال ذا مارح يجي من وراه خير ..
عصصبت : وش قصدك انا مجنوووووووونة ؟!!!
رفع حاجب.. وقال بهدوء نبرته ..بطريقة تفوور دممها : ليش توك تدرين؟؟؟
ردّها الوحيد ان دموعها غرقت بعيونها... ولأول مرررة !!
بانت ردة الفعل على وجه خالد اللي ما توقع .. بس مشاعل مو من النوع اللي يسمح للدموع تنزل بهالسهولة.. ردتها مكانها ولا كأنها موجودة وغطت هيئتها بالعصبية : تراك بعدك ما تعرفني يا دكتور !! منيب سهلة سامعني منيب سهلة ان كانك ما تدري
هدأ خالد .. ورجع لرزانته وهدوءه اللي طلعته مشاعل منها قبل لحظات .. وقال بهدااوة وكأنه يحاكي طفلته : يا بنت العم ما بيني وبينك شي عشان تطلقين هالتهديدات والتحديات لأني برميها ورا ظهري كالعادة.. فريحي راسك لأني ابيك ترتاحين مثل ما انا أبي ارتاح... اوكي ماما ؟؟
واستدار ماشي .. للشباب بمثل الهدوء اللي انهى فيه كلماااته... راح عنها رامي كل اللي صار ورا ظهره !!
ناظرته لين انحرف يسار واختفى عن مداها ... استدااارت راجعه وهي منقهههههههههررررررره من أسلوبه اللي ما يستعمله الا معها !!! ،
استسلام مارح استسلم يا خاااالد وبتشووف ومو أنا اللي تعلن الهزيمة والراية البيضا .... عنادك ذا بيجي يوم واكسره !!
حست بضيييقه .. وحشرجه في صدرها .. حست انها ودها تبكي عشان ترتاح.. وفعلا ما عاقت معها لأنها مشاعل ... راحت لحالها خلف الشجرة العريضة... اخفت نفسها وراها وظهرها للمخيم.. ووجهها للأرض المنبسطة ... بكت وطلعت اللي بخاطرها ... ويوم انتهت خذت نفس عمييييييييق... ورجعت تبتسم وتركض للبنات بالخيييمة ..

لا تبكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن