9-'مسرحية، تحت المطر'

ابدأ من البداية
                                    

"أُسامحك"

قهقه عندما قرأها ومزق الورقة مِنَ الدفتر ووضعها في جيب قميصهُ وكلما تقلصت إبتسامته حتّى عاودت الظهور بِشكلٍ أكبر.

أحسستُ بِزاوية شفتاي ترتفع تلقائيًا كـخاصته وحدقتُ بِه يكتب بِـإبتسامته الساحِرة.

"هل ضايقكِ أحدهم؟ "

"لا، تحدثت مع لوثر قليلًا عندما رسم العشاء الأخير"

"حسنًا، هل ترغبين بِالذهاب؟ أعرف نهاية تلك المسرحية يمكنني إخباركِ بِها"

"سأبقى إحترامًا لِـجهد جايمس"

"لِما لا تناديه بِـسيدي وتنادي صديقكِ سيّدي؟ "

"لأنك سيدي الذي اصطحبني لرؤية العالم عبر كتبه، لكن جايمس لم يفعل"

"عندما أغير اسمي لِـمارسيل كريستيان رسميًا ناديني بِـسيدي، شارلوت"

"آمالك عالية...
سيدي"

"شارلوت أنتِ عنيدة لكنكِ رائعة، أنا معجب بكِ"

شعرتُ بِالدفء في قلبي مع قراءة أحرف رسالتِه وقد كتبها بِخط أجمل من الأخريات، عاودتُ قراءتها مئات المرّات وفي كل مرة شعرتُ بِالدفء ذاتِه حتّى إنتهى بي المطاف أمزق الورقة عن الدفتر وأضعها بِحرص في جيب ردائي الأبيض الذي يبلغ ركباتي مع جورب أسود طويل.

"وأنا معجبة بِـسيدي مارسيل والعدو من الجيش"

حرصتُ على النظر لوجهه لأرى تعبيراته فـقهقه حتى توردت وجنتاه وبدا خجولًا وسعيدًا بِجنون وبادلته الضحكة ثم خجلتُ وندمتُ على كتابة تلك الرسالة بِسبب ما وضعتني بِه من خجل، فـدفنتُ وجهي بين كفايّ.

بعد دقيقة شعرتُ بالدفتر والقلم فوق ساقاي فـحررتُ وجهي ونظرتُ لِلرسالة:
"ماذا عن هادوين؟ لا تنبذيه، شارلوت! "

فكرتُ قليلًا قبل أن أكتُب:
"كيف لي أن أعرف ما أشعر بهِ تجاه أحدهِم؟ "

كنتُ جدية في سؤالي، وكنتُ واثقة أن سيّدي يملك الجواب، فقد أجاب عن جميع اسألتي في كتبِه.

لكن لِـسوء الحظ وقف الجميع حولنا بعد إنغلاق الستائر وأخذ يصفق بِحرارة لنهاية المسرحية ولم أكن لألاحظ لولا تصفيقاتهم.

تتبعتهم أنا وهادوين بِالوقوف والتصفيق بينما شعرتُ بِالإحراج بِالتفكير في أني سأحظى بِمحادثة عاطفية مع سيدي وجهًا لوجه وهذا شيء لا يمكنني فعلهُ.

خرجنا جميعًا وقد كانت الأمطار تتساقط بِغزارة في الشوارع، إلا أن سيارة فورد الخاصة بِـهادوين كانت تملك سقفًت لِتلك الحالات وقبعتُ قربهُ في المجلس بينما أخذنا السائق الخاص نحو الديار في صمتٍ غريب طوال الطريق.

وقد كان طريقًا طويلًا في شوارع المدينة المنيرة والواسعة مع منازل مُرتفعة ومتفرقة وبعض عربات الطعام والمتاجر المتجولة التي راحت تركض هربًا من البلل.

آسـموديوس ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن