الحلقه التانيه

Start from the beginning
                                    

فهد من يوم حادثة مالك شهور عدّت عليه مش بينزل شغله نهائى و لا بيخرج من البيت غير لاقصى ضروره و يرجع بسرعه كإنه بيهرب ..
لحد يوم ما حلم ولدت اخر الليل و تانى يوم اخر اليوم روفيدا تعبت جدا و نقلوها المستشفى ..
اللوا مدحت رن عليه كتير بس مردش ف راحله ..
فهد اول ما فتح الباب لسه هيدخل بخمول اللوا مدحت مسك إيده رجّعه : إلبس هدومك و يلا
فهد بزهق : مش نازل
اللوا مدحت زعّق : يلاا
فهد نفخ : يلا فين ؟
اللوا مدحت : عازمك على دور طاوله .. قوم يلاا مراتك بتولد

فهد كإنه كان ناسى فعلا من دوامة توهانه اللى دخل فيها : بتولد ؟
اللوا مدحت إبتسم : مالك الصغير ياسيدى جننا .. شكله مش عايز يجى إلا اما انت تروحله .. يلا عشان مالك باشا جاى
فهد ببلاهه : جاى فين ؟
اللوا مدحت رفع حاجبه : لا معلش جاى إعاره يشوف الجو و راجع .. قوم يلااا
فهد دخل زى الأله اللى بتتحرك بريموت و مش عارف عشان كان وقعت من حساباته خطوه زى دى و لا عشان مبقاش فارق معاه حاجه نهائى !
دخل قعد على حرف السرير زى التايه او فاكر إنه كان ف حلم و لسه قايم ..
إتأخر كتير لحد ما اللوا مدحت قلق عليه او خمّن حالته ف دخل اوضته و شافه بيعيط بصوت مكتوم ..
لأول مره يصعب عليه من وقت اللى حصل ف قعد بهدوء قصاده على حرف السرير ..
فهد دخل ف نوبة عياط .. عياط لا شكله و لا صوته و لا هيئته بيقولوا إنه عياط راجل .. حتى سببه مبيقولش عياط راجل .. ده عياط عيل إتيّتم و هو لسه بيتعلم يمشى !!
اللوا مدحت بحزن : فهد شد حيلك شويه .. مينفعش كده .. اللى راح راح خلاص .. اللى راح ده قضاء ربنا
فهد بوجع : اللى راح ده أخويا .. اللى راح ده مش قضاء ربنا .. اللى راح ده أبويا و مفيش إبن مهما جاله بيجيله اعز من أبوه
اللوا مدحت سكت كتير : إستقوى بإبنك .. إستقوى بيه عشان هو كمان يعرف يستقدر ع اللى جاى بيك
فهد إتوجع من الكلمه اللى سمعها قبل كده على لسان اللى راح .. مالك قالهاله يوم ما بقا يتيم و أديه هو كمان إنهارده بيسمعها نفس الكلمه ف نفس الحال ..
اللوا مدحت ملقاش حاجه تانيه يقولها ف قام فتح الدولاب و طلّعله لبس : يلا غيّر هدومك و شويه و مالك الصغير هيجى ابقى خده ف حضنك يمكن قلبك يهدى
فهد غمض عينيه قوى و من كتر ما كان حاسس بأبوة مالك له شاف نفسه الإبن اللى موقفش جنب أبوه و هيتردله ف إبنه : هو إبنى ممكن يتخلى عنى ؟ ممكن يسيبنى ف محنه كده ؟ ميبقاش جنبى !
اللوا مدحت رد من غير ما يفكر : مش كل إبن ناكر للجميل يا فهد و لا كل إبن عاق .. و بعدين ربنا قال " و لا تزر وازرة وزر اخرى "
فهد رفع وشه و ملامحه تاهت اكتر و اللوا مدحت معرفش يصلّح الكلام اللى كان عمل خلاص مفعوله ..
فهد بيلبس و اللوا مدحت كإنه إفتكر : صحيح ولاد آخوك عاملين ايه ؟
فهد إتجمد مكانه و لف وشه له : اخويا مين ؟
اللوا مدحت حس ان فهد ميعرفش : ولاد مالك .. روفيدا اما تعبت من شويه و نقلناها المستشفى الدكتور اللى شافها ف الطوارئ قالها ان مرات مالك لسه والده قبل الفجر و يدوب خرجت من المستشفى اخر اليوم
فهد بصوت تايه : هى كانت حامل ؟
اللوا مدحت إستغرب : انت متعرفش ؟ دى مرات اخوك و انتوا عايشين ف بيت واحد !
فهد بجمود : اخويا اللى قتلته و البيت الواحد ده هى اللى خربته و انا اذا كنت سيبتها ف ده عشان كنت مش ف وعى بس و رحمة أخويا لا
اللوا مدحت قاطعه : فهههد .. كفايه بقا .. احنا معرفناش تفاصيل اللى حصل و لا انت و لا هى حد فيكوا إتكلم و زفت عادل ده قضيته خرجت من إيدينا للجهاز و منعرفش تفاصيلها ف ملحقتش اعرف قالك ايه .. و المقدم مراد رفض فتح موضوع مالك إلا اما قضية صفوت تخلص و نشوف كل التفاصيل
فهد زعّق : بس ده ميمنعش ابدا ان هى اللى قتلته ! مين ملى البيت غاز ؟ مين ضربه بتلات رصاصات ف رجله ؟ مين حبسه ف الشقه و إضطره يخرج بالشكل ده ؟ مش هى ؟
اللوا مدحت قعد بتفكير : و بردوا خلينا منسبقش الاحداث لحد ما القضيه كلها تخلص و بعدها
فهد كان خلّص لبس ف اخد حاجته و خرج بجمود : بعدها دى بقا عندى انا .. ده حق أخويا و انا اللى هخده زى ما هو ف يوم كان بياخد حق أبوه
اللوا مدحت خرج وراه و قفلوا و نزلوا .. بمجرد ما نزل ناحية باب شقة مالك قلبه وجعه زى كل مره بيعدى عليها .. و يمكن مكنش بينزل و لا يخرج عشان ميلمحش مكانه ..
حاول يسرّع خطوته زى اللى بيجرى او بيهرب بس من نفسه لحد ما وقف مكانه زى اللى إتربّط على صوت عياط بيبيهات ..
فهد وقف و قلبه بيدق بجنون كإنهم ولاده هو .. من صلبه .. جسمه إتهز حركه خفيفه على صوتهم .. حاول ينزل بس معرفش حتى يتحرك ..
لف وشه لباب الشقه و وقف و إبتدى ياخد نَفس ورا نَفس ورا نَفس بصوت عالى زى اللى بيجاهد يتنفس او بيخطف الهوا بالعافيه و كإنه محتاج طاقه عشان يشوفهم ..

ربع دستة ظباط بقلم / اسماء جمالWhere stories live. Discover now