الفَصل الأول | حَليب الفَراوِلة
" هَل عَلى مُلاحَقتُه ؟ "
إنتَحبَت بخُفوة بَينمَا تتَشبثُ فِي ذلك الحَائط بحَوافرها
كَانت تُراقبه مُنذ وُصوله , لَعابُها لَم يَكف عَن السَيلان كالعَادة
كَان يستَند عَلى تِلك الخَزانة , يَبدو جَميلا اليَوم
" حَمقاء جميل فِي كُل وقت "
غَمغمت بِبلاهَة
رَتبت شعرها المهتَاج لتَتجهَا نَحوه مُباشرة , رَمقها مِن بعيد ليقلب عيناه بمَلل
هُو لِلحظة قد تسائل أين إختفى ظِله لَكنها لَم تُخيب ظنه و لَن تُفوت لحظة لتُلتصق به كالغِراء
إقتربت مِنه بحَماس لتَدفَع ذلِك الفَتى ذُو الخُصلات السودَاء بعيدا
" إذهَب جينو أريد بَعض الخصوصية مع حَبيبي"
هَمست بإنتحَاب ليثبت تلك الحَقيبة السّودَاء أعلَى ظَهره ثم يخرج لسَانه سَاخرا مِن غَباءها المُفرط
" لقَد رَحل بالفِعل "
إلتفت بفَزع لتركُض خَلفه أمسكت ذَيل حَقيبته لتُديرَه بلُطف لكنه سحبه بعُنف ليرمُقها و الغضب قَد أفاض كيَانه
" لمَاذا لَم ترد عَلى رسَائل البَارحة نانا , هَل أنت مَريض ؟ يا إلاهي "
مَدت يَديهَا لتتفحَص حرارته لَكنّه إبتَعد سَامحا لتِلك المَساحة الشّاسعة أن تتَوسّطهما كانت يَدها لا تزَال مُعَلقة في الهَواء أحسّت بالحُمرة تكتَسي وَجنَتيها
الجوّ أصبح هوو شَديد الحَرارة , سَحبت يَدها بحَرجٍ لتَدسها في جَيب ذلك المِعطف الوَردي
" تَذكرت "
صَرخت بحماس لتَخرج حَليب الفَراولَة مِن حَقيبة ظَهرهَا ثُم تَحشره فِي جَيب مِعطَف ذلك الذي يَقف قُبالَها
" مَاهذا ؟ "
أَضاقَ أَعيُنه بِإستِنكار لترَمّشت ببلاهة ثُم تُطلق ضَحكة سَاخرة دَوت فِي ذَلك الرّواق