06

197 16 13
                                    


الفَصل السادس | وَراء السُور





" دَوام جُزئي! "

دَفعت تِلك الدّراجة الوَردية بَعيدا عَن الرَصيف لتَشتعل لَوزيتُها
أغمَضت أعيُنيها لتدفع بذَلك الهَواء المُثلج دَاخل رِئتيها لم يُجدي ذلك نَفعا لتصرخ في وَجهه

جاذبة تِلك الخُصلات السَوداء تكَاد على إقتلاعهم ليَفعل هُو المِثل و يُمسك بِقبعَة مِعطفها الرّمادي

"أيّها الوَغد لِما لَم تُخبرني مِن قبل "

شَدت عَلى قَبضتها

" لقَد وعدته "

زَمجر في وَجهها

" جِينو أيّها النَذل يا حبّة التُوت الفَاسدة"

أفلتَت شَعره ليُفلتها هو الأخر

"وَغد"

"خَرقاء"

غمغَمت تَحت أنفَاسها لتَرميه بنَظرات على شكل  أسهم مُشْتعلة  

 أدَارت ظَهرها لتندَفع إلى أمام لكن تلك الرّائحة أوقفتهَا ...رتبت تلك الخصلات المُهتاجة لتَلتفت بأعيُن لَامعة جَامعة يَديها مَعا إنّه نَانا فَراولتها ذَات الأجنحة الزّغبية 

رَفعت بِمقلتيها لتَرى ما لا يسُرها  لتَهمس بجَضر

"هذه العِلكة"

قلَبت بمُقلتيها لتلاَحظ ذلِك الإقتراب الغَريب بينهُما لايَفصل بينَهما إلّا إنش وَاحد

 تَجعدت مَلامحُها لتَعقد حَاجبيها 

تغَاضت عَن الأمر لتَرفع بيدهَا مُلوحة له لَكنه كالعادة تجاهلها أعادت الكَرة لتندفع نحوه ملامِسة كَتفه لَكنه إرتَد إلَى الخَلف مُتفَاديا أنَاملها 

نظَرت ببَلاهة لتتَجمد مَكانها ثم تطلق ضَحكة سَاخرة

" ناَنا لمَاذا لا تَرد عَلى رَسائلي ؟ لَقد إنتظرتك طويلا"

"لقد قمت بحظرتك"

أجاب بإبتسامة صغيرة 

لترمش مرتين قبل أن ترد له الإبتسامة بأخرى واسعة  

" حَقًا ؟ لَدي رَقم إضَافي "

عِلكَة الفَراوِلَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن