الثامنة والثلاثون

Start from the beginning
                                    

لكن اول مارجعت لاقيت مامتك بتتكلم مع ماما وبتقول انك مصاحبة المهندس الي كان بيصورك وضربتة واتطلقنا بسببة..زاد اصراري اني اتخطاكي..لكن معرفتش حقيقي معرفتش..جبت المهندس دا واتخانقنا..استفزني في البداية انكم فعلا متصاحبين..لكن لما ضمن ان محدش فينا هيطلع عايش..قرر انه يقول الحقيقة وانه ميعرفش عنك حاجة من ساعة مانشر الصور في المجلة

كانت تستمع له بذهول وعيون لامعة في عيناها ليكمل بخفوت حزين..
روحت بيتك..ودورت عليكي في كل مكان تتخيلية
لكن ملقتكيش..ملقتش الا دا

أخرج هاتفها من جيب بنطالة ليكمل بشجن..
-شوفت الڤيديوهات الي كنتي مصوراها لابننا
ساعتها بس عرفت ان خسارتنا كبيرة..كبيرة حجم سعادتنا لو كنا مع بعض وربينا الطفل دا بينا
الطفل الي اتمنيتة يعوض وحدتي الي عيشت عمري بتمني  اطفال يعوضوني عنها
انسحبت الدماء من وجهها لتهمس بإرتجاف..
-چوااد..انت..انتا بتقول اية

تنفس ببطئ وهو يتابع شحوبها بكرامة مجروحة
يكفي انه حارب ذاتة ليصرح لها بما يكظمة من سنوات
ليمسح علي وجهة قائلا بإبتسامة مهتزة..
-اممم كنت عارف ان دي هتكون ردة فعلك
ومقولتلكيش عشان تتأثري كدا..المهم اننا رجعنا مش كدا..مش احنا رجعنا يامريم

مرغت وجهها في صدرة بصمت والدموع تتوافد لعيناها بغزارة..وقلبها يئن بعجز عن اتخاء القرار لتهمس أختناق..
-جواد..مش عارفة..مش عارفة افكر
الي حصل كتير وكبير..وخسارتي كانت كبيرة

اغمض جواد عيناه بتعب حقيقي وكل ما مرا به معا بات بعيدا تماما..وكأنة حدث منذ سنوات طويلة..سنوات اهلكتة وأحرقت سفينتة واشرعتها..لم يتبقا غير التعب..والتعب فقط..ليقول بنبره جافة وعيناه تشخص بعيد..
-خسارتنا يامريم..ولو فضلنا علي الحال دا هنخسر أكتر
كل الي فات كان نتيجة لغلطنا..بلاش نكرر غلطنا بجفاء وكبرياء انا مبقاش عندي طاقة احارب واعافر
انا لو طلعت من هنا من غيرك مش هرجع تاني ولا هصغط عليكي تاني..هفضل اقضي الي باقي من عمري بهدوء بعيد عن الكل..صدقيني طاقتي خلصت يامريم

عضت علي شفتيها تكتب تأوة متألم كلما تتذكر فقدها للصغير..ومامرت به مع جواد..ليزداد ألمها وهي تسمع نبرة اليأس في صوتة..لتهمس..
-ولو خرجت من هنا معاك !

اطلق زفير طويل وهو يمسك يدها ويعد علي أصابعها..
-اول حاجة هاخدك افرجك علي شقتنا الجديدة
هاخد أجازة طويلة شوية نقرب فيها من بعض
هنقعد ونتعاتب وكل واحد يقول الي في قلبة

قم امسك اصبعها الرابع قائلا بهدوء عابث..
-هنبدأ نزود عددنا بأطفال كتير مناخيرهم كبيرة زيك

ابتسمت..بل انفلتت ضحكة صاخبة من شفتيها وهي تدري ان معني"مناخير كبيرة" كناية عن الكبرياء والغرور
ليتابع وهو يمسك اصبعها الخامس..
-هاخدك المكان البعيد الي عايز اروحه..عشان هقولك هناك حاجة مهمة ممكن تفرق معاكي

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now