السادسة والثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

شهقت بدهشة وهي تبتعد عنه...
-كنت حاطتلي كاميرات مراقبة..طب فين!

ابتسم بنعومة وهو يعبث بخصلاتها..
-في الأوض..والحمامات والمطبخ..والللوبي والبلكونة
وعند باب البيت وفي كل شبر في الشقة

حركت رأسها دون استيعاب قائلة..
-ايــة..وازاي ملاحظتش..يعني انتا كنت مراقبني !

ربت علي وجنتها قائلا برفق..
-قلبك ابيض بقا خلاص..ولا كأنك عرفتي حاجه

صمتت لثواني قبل ان تقهقه علي جنونة وتصرفاتة وتضرب علي كتفة قائلة..
-وانا الي بقول زمان الراجل اتغير ومبقاش يقتحم المكان عليا وممكن يقعد في الشغل بالساعات..اتاريك مراقبني
مفيش فايدة فيك

راقب انفجارها الضاحك بأبتسامة ليقول..
-سيبك من التغير والكلام الفاضي دا..الطبع بيغلب التطبع
المهم اني عملت كل دا من غير مااحسسك او اضايقك

استندت علي الوسادة وهي تحدق به مطولاً وابتسامتها الرقيقة لم تختفي من وجهها ليقول بضحكة خشنة..
-اية البصة دي بتخططي لأية !

-مفيش..كل شوية بسأل نفسي عملت اية عشان اتجوزك واجيب بنتين زي سيدرا وجودي..عملت ايه عشان تحبني كدا..الي الحلو الي عملتة عشان آخد واحد مُميز كدا !

ربت علي خصلاتها بكلمات كادت ان تختصر الماضي بكل مافيه من حُزن وبكاء وألم ومشاعر قاسية...
-صبرتي عليا في الوحش..فا أخدتي الكويس مني
هو الصبر مش كفاية ولا اية !

تمعنت في النظر له وعيناها تجري علي الشُعيرات البيضاء التي شقت طريقها في خصلاتة الناعمة..وعيناه التي ازدات هدوء ورضا كبيران..حتي في أوقات غضبه يبتعد عنها كل البُعد ويفرغها كي لا تري بهم القسوة من جديد

طرفت عيناها دمعات يتيمة جعلت نظرته الباسمة تلين وتصير حانية..ليرفعها علي صدرة رابتا..
-مش فاهمك..ابطل اقول كلام حلو طيب..قوليلي اعمل معاكي ايه عشان غلبتيني

مسحت دمعاتها وهي تربت علي صدرة..
-لا قول كلام حلو كتير عشان بيهون عليا وجع الحمل ولا انتا عايزني انكد عليك..!

ضحك علي كلماتها المُتذمرة ليدندن بكلمات أحد الأغاني التي جذبتة مؤخرا ليحفظ كلماتها ويغنيها لها مُتغزلا..
-فديتُكِ روحي ياروح الفؤاد..هواكِ ملاكِ برغم البعاد
فأنتِ ياشطري بكل المداد شريكة عمري في أسري وقهري
في خطوي وصبري في درب الجهاد

نظرت له باسمه ليكمل..
-يابسمة روحي في وجهة السجود يانسمة ليلي طويل السكون..يارسمة نوراً كابدراً تكون..ياخير العطايا في وجه الرثايا خُطاكِ خطايا يازوجي المصون

تنهدت بعاطفة مثقولة وهي تميل برأسها علي صدرة من جديد هامسه لنفسها انتي تستحقينة ياتقي..قد طال الصبر وكان عوض الله مُصور في رجل يجلسها بين يداه ويهدهدها بكلمات غزلية ناعمه..تستحقه ويستحقها ولا أحد غيرها يستحقة
تنهدت بتعب وهي تُمسك يدة وتُمسد عليه بعيون باكية
لا تُصدق نفسها ولا تصدقة هو..اليس هذا من رفع السوط عليها ليُبرحها ضرباً..اليس هذا من وضع الأصفاد بيدها ليُعذبها بدلا من تلك الفتاة التي نجت بحياتها منة !

رواية مشاعر قاسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن