الخامس والعشرون

Start from the beginning
                                    

تحدث الطبيب بعمليه بحته..
-لا هي مكانتش غيبوبه..هو بالفعل كان نايم نوم عميق جدا
في الواقع اعمق من اي حد عادي نومه تقيل..ودا بسبب الجلطه الي كانت في فص دماغه الأيمن..ورغم اننا دوبنا الجلطه لكن أثرها لسه موجود..فا يبعد عن الأنفعال والعصبيه وأذي النفس..ويتوفرله راحه كامله
انا هخليه انهارده عشان يكون تحت الملاحظه ومن بكره تقدرو تتابعو علاجه في البيت

كلماته لم تطمئنها ولو بشق تمره،بل زادت من لوعتها عليه
ورغم خوفها وانهيارها..ألا انها لم تلين له ألا الآن
تذكرت اصراره علي الذهاب معها شقة العجمي..ورفضه لوجود عائلته حوله دونها قائلا بحزم واهن..
-مراتي الي هتكون معايا..مابرتحش غير في وجودها

لتنكمش مُلبيه كلماته دون تقاعص عن خدمته ورعايته
ولكن فيما بعد ندمت علي تطوعها تحت لماسته وكلماته التي تجعل قلبها يرجف له بحنين

خصرها الذي لا يرحمه عندما تسانده للذهاب لدورة المياه
يدها التي يمسكها كلما حانت له الفرصه وكأنه مراهق
نظراته الحانيه التي تحتويها لتلين له
وغضبه حين تقاوم الوصال بينهم

تنهدت بحده وهي تُقرب سترتها الصوفيه الي صدرها تمنع نسمات البروده من اقتحام جسدها الوهن..استفاقت علي اهتزاز الهاتف بجيب سترتها..لتخرجه وتطالعه بصمت لتقرأ كلماته الذي يرسلها بعد كل عاصفه بينهم
"مش هنسي أول مره شوفتك فيها حسيت اني عايزك تكوني مراتي..من غير اسباب او كلام..ساعتها قولتلك اننا محتاجين بعض..لكن ساعتها انا مكنتش محتاج في الدنيا دي كلها قدك..ولسه محتاجك وهفضل احتاجك لحد مااموت"

دمعت عيناها وشق ثغرها عن ابتسامه نديه..لتضع الهاتف في سترتها من جديد ولازالت تهمس لقلبها بالصبر
لا تريد استرجاع غيث القديم..لا تريد غيث الخائن
تريد رجل يحبها ويعشقها ويقدسها ان لزم الأمر..لن تعيش علي سيرة امرأه رحلت..لن ترضي بالفُتات منه

اما ان تسترد نفسها وقوتها دونه..او ينسي مادونها ويعيش لها..اما هذا والا لن تكون له أبدا

بضع دقائق وسمعت صوته يناديها بضجر..لتتجه له والفضول يكاد يبتلعها لتعرف حجته الجديده لمناداتها..
دلفت غرفته لتجده يعبث في الخزانه وقد ارتدي كنزة شتويه..ولازال ببنطال المنزل..
-نعم

كلمة صغيره بارده جعلت براكين غضبه تكاد تنفجر ليقول بضيق مكتوم..
-فين لبسي الي بابا جابه

اتجهت اليه بصمت..تفتح احد ارفف الخزانه الجانبيه لتشير الي ملابسه المصفوفه بصمت..دون ان تسأله عن سبب رغبته في الخروج

زاد غيظه ليهتف..
-فين الشراب الكُحلي..مش لاقي شرباتي

بنفس الهدوء وضبط النفس..فتحت خزانه صغيره جوار الفراش وأخرجت بضع جوارب منها الصوفيه الثقيله والخفيفه..ووضعتهم علي الفراش

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now