الفصل السادس عشر

Start from the beginning
                                    

عاد الحزن الي قلبها..وانكسرت فرحتها علي صخرته
وهي تتذكر جيدا شروطه الثلاث التي طرحها عقب موافقتها علي الزواج منه

أولاً لن تكمل تعليمها الجامعي في الوقت الحالي علي الأقل
لأنه يريد مساندتها له في تربية الصغير علي الأقل لعامان لا أكثر..فاأمام الصغير رحلة علاج طويله بعض الشيئ

كانت سترفض شرطه..بل الزواج به لولا آمران
أحدهما انها تعشقه ولا تتخيل نفسها مع رجل آخر..ولن يعوضها تعليمها الجامعي او الطب..شعورها نحوه
والأمر الآخر أن الصغير يعاني من التوحد..ولابد من شعوره بحنان الأم ليتقدم في العلاج

اما شرطه الثاني
انها لن تنبذ صغيره مهما حدث..ولا تحاول التقصير في حنانها تجاهه،وأن بدر منها قسوه تجاهه سينفصل عنها بهدوء وكأن الأمر لم يكن

والشرط الثالث والأخير..
مهما حدث بينهم من خلاف ،او خير
لا دخل لأهليهما فيه أبدا..وأن منزله له اسراره
فلو كان من طبعها الثرثره عن شئون منزلهما..فلن ينفعا مع بعضهما بالتأكيد

كل تلك الشروط لم تؤثر بها بقدر صعوبة شرطه الأول
ان تترك جامعة الطب...أمرا قاسيا ان تجتهد وتجتهد ثم تصل لنجاح وتكاد تلمسه بيداك...يتبخر من يدك
تتذكر ردة فعل والدتها..كانت صراخ عنيف

ورفضها القاطع لطارق وشروطه هاتفه..
-المطلق الي معاه طفل هو الي بيتشرط علينا..وعايزك تسيبي مستقبلك..دا بعينه انا علي جثتي الجوازه دي تكمل

ولكنها كالعاده نجحت في أقناع والدتها معلله..انها لن تنقطع عن الجامعه بل ستؤجلها عامان فقط

استفاقت علي ربتت طارق علي يدها يفيقها من شرودها الطويل لتقول بأبتسامه لم تصل لعيناها...
-اه هروح اسحبه بكره

سحب طارق كفها وصار يمسح عليه باسما..
-هترجعي تدرسي تاني ياميوش..وتبقي أحسن دكتوره
لكن سليمان..

قاطعته بأيجاب قائله بنبرتها الرقيقه..
-مفيش مشكله ياطارق..سليمان هيكون في عينيا وقلبي

ارتاح قلبه لحديثها وتضحيتها المؤقته..وتمني ان تكون تلك طباعها بعد الزواج..وليس زيف كازوجته السابقه
...............................
حل الشتاء علي الاسكندريه منيرا رغم عتمته
وكاعادت شهد منذ سنوات طويله..كوب شوكلاته سوداء ساخنه..وشال كبير يدفئها من هواء الشتاء القارص

أعتادت في الماضي الجلوس علي الأريكه
تنتظر زوجها يعود من عمله..لتدفئه بعناق ومشاركته لمشروبها الدافئ..وتنطلق لتحتضر العشاء سريعا

ولكن كل هذا تبخر الآن..وهو يري العشاء مجهز وموضوع أعلي المائده ينتظره ليتناوله وحيد..والمنزل مظلم مما يعني أن شهد والأولاد قد غفو ولم ينتظروه كاعادتهم

شعر بالوحشه والوحده،والنبذ
شهد صارت تنبذه باقصي ذراعها..تلقيه بعيد عن حياتها تماما..الجفاء صار رفيقها كلما رأت وجهه
تطلب أي شيئ يخص الاولاد او المنزل بهدوء..ان لباه كان بها..وان لم يلبي..تقول له بصوت باسم
"أطبخي ياجاريه كلف ياسيدي"

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now