الفصل الأول

Start from the beginning
                                    

تجاهل كلماتها وهو يقف متجهاً نحو زجاج الشرفه المطل علي الحديقة الداخليه لقصر أل الصياد ..وجوم وجهه ينعكس لها بوضوع من الزجاج

وقفت بدلال لتتخلص من مأزرها الحريري الأزرق فوق غلالتها الناعمه الي لا تغطي من جسدها الا القليل..وخطت نحو الشرفه ،لتعانق خصره الرشيق..وتمرغ وجهها في ظهره،كاقطه مراوغه تستعطفه لمحبتها

فك جواد يدها وألتفت لها وأمارات التصميم علي وجهه ،أنه لن يمرر محادثتهم مُعلقه كما السابق..ولكن أستحوذته بنظراتها المتدلله وهي تهمس بأسمه مطولاً
-چوااااد..مبحبش أشوفك زعلان

ثم بادرته بعناق طويل..عناق مغوي ولكنه كالصقيع..جعل جواد يخضع من جديد لتلك الساحره كما يلقبها في عقله..وكالعاده مر النقاش مُعلق كما السابق
وقد أعلنت مريم أنتصارها في غلقه من جديد

أفاق من شروده وهو يلمح أنعكاس صورتها في المرآه وقد أنهت حمامها الصباحي ،مُلتفه بمنشفه كبيره..غطت صدرها الي أعلي ركبتيها..ومنشفه أخري ملتفه بخصلاتها القصيره..تابعت عيناه قطرات الماء التي تهبط من مقدمة رأسها ،مرورا بصدغها ثم تنساب بنعومه علي نحرها الابيض الطويل..لتتابع طريقها أسفل المنشفه..ببطئ وأثاره

هل تحالفت معها قطرات الماء هي الأخري..لتقوم بهذا العرض المثير..كما يتحالف معها كل من حوله!

رفع عيناه الي عيناها مره أخري،ليري تلك النظره التي يجدها عقب تأثره بها..نظره متفاخره لعوب
وكأنها تقول للمره المليار منذ زواجهم"أوتش وقعت ألي ياچواد"

تنفس بحده وهو يتحرك من أمام المرآه..ليخطف حقيبته الجلديه وهاتفه..ومن ثم يرحل من المنزل دون توجيه  كلمه  الي لتلك التي تقف خلفه..وقد أختفت أبتسامتها..وحل الشرود محلها مكتسحا ملامحها الجميله

أتجهت بخطوات بطيئه نحو المرآه العريضه التي تزين غرفتهم،حررت خصلاتها من المنشفه ليهبط شعرها القصير يلامس كتفيها..وعيناها مسمره عالي تلك المرآه الكبيره التي تعكس اثاث الغرفه..تلك الغرفة التي صممت ديكوراتها قبل زواجهم
وحرصت أن تكون غرفة الأحلام
فقد سمعت سابقاً من جدتها المتوفاه،أن فراش الزوجيه هو من يحدد كيفية علاقه المرأه..أن كان فراش جيد كانت العلاقه سليمه مستقره..وأن كان سيئ ستطابقه العلاقه

لا تعلم هل جدتها تقصد الفراش بعينه أم أمور أخري!
ألقت ممشط الشعر أمامها بعنف  وهي تطلع الي هيأتها الرقيقه
رقة وجمال لا يليق سوا ب مريم راشد الفقي..صاحبة الحسب والنسب والجاه..لتكمل تلك الصوره المشرفه بزواجها من جواد وليد الصياد

ذالك الرجل الجذاب الذي أنشئ أسمه في أنجلترا..ولم يعتمد علي صيت عائلته في الوطن العربي فقط،بل وأصر حازما علي بناء صيت مشرف في بلاد الغرب

ذاك الرجل الحنون المتزن، ولكت الآن تضيف صفه شاذه عن صفاته الرائعه، البارد..أصبح رجل من جليد..لا يبتسم ألا قليل،وتلك الأبتسامه النادره لا تكون من نصيبها أبدا
بل نصيبها تأخذه تجهم..عقدة جبين ملازمه لوجهه..وتجاهل فقط!
تنهدت بثُقل لتهمس بلكنه عربيه ذات رنه أروبيه..
-ايه الي بيحصل بينا ياچواد
.............................
في قاره أخري وتحديدا في أم الدنيا "مصر"
في أحد المعارض للكتاب..والأبداع الورقي..
أنهي حفل توقيعه لكتابه الجديد..والأبتسامه الرزينه تزين وجهه..أبتسامة نمت عقب نجاح كتابه الصادر حديثًا
نجاح يُضاف الي باقي نجاحاته السابقه

رواية مشاعر قاسيةWhere stories live. Discover now