مقدمة

349 20 2
                                    


كنت وحدي، جالسةً في الظلام لا افعل شيئاً انظر امامي ولا ارى شيئاً سوى الظلام، لم ارغب في التحرك او في ان افعل اي شيء احببت هذه العزلة انها تشغلني عن الجميع تسليني مع نفسي دون الحاجةِ لأحد.
لم احب الاجتماعات يوماً ولم احب ان اقضي وقتي خارج غرفتي لقد فضلت دوماً العزلة لا لسببٍ محدد لكنني احببتها، كنتُ اكره ان أُجر الى اجتماعات العائلة او الى تجمع مع القليل اللاتي يدعون بصديقاتي، لكنني في كل حال كنت اذهب وابتسم واضحك حتى يظنوا اني احببت ذلك وودت لو ابقى بالايام معهم لا بالساعات، اني اجيد التظاهر جيداً لا اعلم ان كان هذا في صالحي ام لا، قد يتساءل الجميع لمَ عسانا نهتم لكِ او لأفكاركِ لمَ نضيع وقتنا الثمين في محاولة لفهمِ فتاةٍ لا نعرف عنها شيئاً، حسناً في الحقيقة ليس هناك ادنى سببٍ لذلك ولكنكم رغم ذلك تكملون القراءة وتهتمون بالتفاصيل وتريدون معرفة كل شيء لا لسببٍ الا لتغذية فضولكم، ولذلك سأغذي فضولكم ولكن لا تطلقوا احكامكم الا بعد انتهائكم من قصتي.

حسناً قبل ان اخبركم قصتي يجب ان تعرفوا اني اكثر من فتاةٍ بائسة في الواقع لدي احلامي وطموحاتي وافكاري الخاصة قد ابدو سوداوية للوهلة الاولى لكنني لستُ كذلك ابداً، قد لا اكون الفتاة المثالية لكنني لست في الحضيض، انا معتدلةٌ في كل شيء وقد سبب لي اعتدالي هذا الكثير من المشكلات في حياتي فعندما افعل الخير يظنون انني فعلته لا لإجل شيءٍ الا استحواذ انتباههم وانتظاراً لعرفانهم وتقدريهم، لكن الامر ليس كذلك على الاطلاق، انما فعلت ما فعلته فقط لاني اردت ذلك وهذا ينطبق ايضاً على افعالي السيئة، ولذلك فإن الكثير من الناس يظنون اني منافقةٌ لعينة لكنني لا احفل بذلك فظنونهم لهم ولو امعنوا التفكير للحظة لأكتشفوا سخف ماكانوا يفكرون به، لكن اغلب البشر لا يفكرون وهذا في الحقيقة سلاحٌ ذو حدين، ان عدم التفكير احياناً راحة، لكم اود ان اطفئ عقلي واعيش بدون ان افكر في شيء، لكنني اخاف ايضاً ان لا افكر في شيء واصبح كالهائمة على وجهي لا اعرف اي شيء ولا استطيع فعل شيء.
قد تقولون مابها هذي الفتاة؟ هل تعاني من انفصام شخصية ام ماذا؟! ولماذا تناقض نفسها؟ ، في الحقيقة انا لا اعاني شيئاً ولكن الفرق بيننا اني اعبر عما اريد اشعر بينما انتم تتظاهرون انكم لا تشعرون به ما تفعلونه ليس خاطئاً وقد تكونون افضل مني حتى! اذ انني في حياتي لم اخبر احداً قط عن اي مشاعر او احاسيس انا فقط اكتبها وانتظر من الناس فهمي، ياللحمق!

وجهٌ مُبتَسم وفلسفةٌ حزينةWhere stories live. Discover now