الفصل الثالث و الأربعون

73.2K 3.1K 187
                                    

#الفصل_الثالث_والأربعون
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

القلب لـه أحكام في الحب...يتطلع للقرب دائمـًا ،ولكنّ سفينة الأقدار ما تأت دائمـّا بما نشتهيه !
يُقال أن للقلب دموع تنزف حين الفراق...حين الأشتياق...عند كل لحظة تمر بنا ولا نجد أحبابنـا...أو أن تفرقنا الأيـام ولا نجد بأحلامنا سوى الآلام !
كانت تظن...وتأكدت
كانت تأمل..وانقطع الأمل
كانت ساذجة...ونضجت
كانت حائرة في الأجابة....وشاء القدر أن يجيب عنها
والأجابة....فراق

وقفت السيارة الخاصة بـ "وجيه" عند مدخل الحي الشعبي ، خرجت منها بأقدام تجرها جراً ، بأحلام تركتها عندما سقطت قدميها وتاهت عن الوعي...حتى دلفت لسكنها بالغرفة العلوية على السطوح...

                          *********
**بقصر الزيان**

عندما عادت إلى القصر كانت كالزهرة التي للتو تفتحت ، قدميها على الأرض أصبحت خفيفة ، روحها تطوف بين حناياها مرحا....
الثقة والآمان...وجهان لعملة واحدة وهي الحب
أن تخاذل أحداهما سقطت العلاقة...وهي من ظنت أنها إمرأة الحظ العاثر بما أغدقتها به الأيام من آلام...من دموع وشحوب الابتسامة بعمرها..
ليأتِ هو إليـها بعد كثيراً من الحزن ، وكثيرا من اليأس والالم ، ليرسم على القلب بسمة ، وعلى الدموع طيف نسيم جففها ، ولعطره العشقي رحيق لا يُنسى....رجل عمرها الأربعيني...
من بين كل رجال الأرض هو وحده بعينيها حياة.
دلفت لغرفتها سريعا ، القت حقيبتها على مقعد المرآة ثم تطلعت على انعكاس وجهها...
كانت تعرف أنها جميلة...وربما تعتقد أنها مثيرة
ولكن للحجاب سحراً خاص ، وطلة آخاذة تجذب ، وشيء من الغموض المحبب للنفس...
وجهها به أصبح أكثر جاذبية وجمالًا ، والاجمل أن هناك في التستر والحشمة شيء من الخصوصية التي تترك كشفها لزوجها فقط...شعور جميل تحبه المرأة...أن تكن لرجلًا واحد فقط
ابتسمت بسعادة فائقة حتى باغتها هو برسالة نصية على هاتفها...انتبهت للهاتف واخرجته من الحقيبة لتقرأ الرسالة الذي كان محتواها كلمات حب جميلة وكلمات خاصة بينهما فقط...
كررت قرأت الرسالة بعينيها عدة مرات وفي كل مرة تتسع ابتسامتها أكثر ، وتذكرت جملة قالها سابقاً....إن أصبحت هي قدره فلابد أن تخاف على قلبها !! كان محقا في ذلك فقد أصبح هذا الاربعيني هوسها وجنونها ، وعشقها الذي ظنت للحظات كثيرة أن لم تأت قصة حب أجمل من الذي تعيشها معه....
كان ماكراً في ارسال تلك الرسالة وتفهم ذلك فلم تكن أقل مكرا وارسلت إليـه رسالة أكثر مكراً...
كتمت ضحكتها وهي تتخيل أنه ربما كان يجلس مع أحد العملاء الآن وقرأ الرسالة....
                         ********* 

**بمكتب وجيه**
دلف يوسف للمكتب بعدما تلقي أمر بذلك من وجيه بمكالمة سريعة....ظهر على وجهه بعض القلق وتساءل :-
_ خير يا عمي ؟ أنا عملت حاجة ضايقتك مني؟!
عاد وجيه لملامحه الجدية وتذكر أمر آسر وقال :-
_ بص يا يوسف...أنت اكتر واحد بتعرف تأثر على ولاد عمامك لذلك لنا بحب اجمعهم بكلمك ، ولما بحب أعرف حاجة بسألك
يوسف بغيظ :- يعني مش عشان أنا آخر العنقود وبتحبني وكده !
أخفى وجيه ابتسامته فهو الأحب لدى الجميع لطفوليته هذه الذي يبدو أنها لن تفارقه مهما مر من العمر.....قال :-
_ أنت عارف أنك انت بالذات ليك غلاوة خاصة عندي عشان زي ما بتقول آخر العنقود لكن مش ده موضوعنا....آسر في إيه بينه وبين سما ؟!
ارتبك يوسف من السؤال وشعر بالحيرة من الاجابة فأنتبه وجيه لعلامات الحيرة هذه وقال :- بيحبوا بعض ؟
قال يوسف بإعتراف :- بصراحة آه ، آسر كان غشيم شوية في معاملته معاها في الأول لحد ما طفشها من المكتب رغم أنه بيحبها
وجيه :- طب وهي بتحبه ؟
أجاب يوسف :- حاجات كتير اكدت أنها بتحبه ، كان باين عليها من أول يوم شغل كمان...
تعجب وجيه من الأمر ثم قال :- وبما أنها اشتغلت مع خالد فأكيد ده سبب المشاكل بينه وبين خالد !
تحدث يوسف بغيظ :- لا يا عمي مش بس كده ، أنت عارف أن خالد طول عمره بيغير مننا أنا وولاد عمامي وبيقلدنا من صغرنا ، بس بيكره آسر اكتر عشان آسر هو اللي قالك على موضوع شاهي والبنات اللي كانت بتجيله المكتب وبيحصل بينهم تجاوزات ، آسر لما عرف أن سما هتشتغل مع خالد بقى عامل زي المجنون...
تطلع وجيه اليه بنظرة عميقة وقال :- في حاجة مفقودة في الحكاية دي يا يوسف وحاسس أنك تعرفها ومش عايز تقولها
ابتلع يوسف ريقها بصعوبة بعمه وجيه الى الآن لا يعرف بعقدة آسر وماضي والديه وكل تلك السنوات لم يخبره شيء.....قال يوسف بلجلجة في صوته :- لأ ...ما أعرفش
نظر وجيه بعينيه نظرة ضيقة وتأكد بالفعل أن هناك شيء ولكنه لم يريد الضغط على يوسف لأنه لن يخبره طالما لا يريد ذلك فقال :-
_ خلاص ، ارجع شغلك وأنا هشوف حل للموضوع ده
اقترح يوسف أمر بخاطره :- إيه رأيك يا عمي نكلم عم سمعه على سما لآسر...
وجيه بحيرة وعصبية :- بعد اللي حصل صعب البنت توافق ، آسر طبعه جد أوي وهي بنت رقيقة وطيبه مش حمل عصبيته وهو مندفع في عصبيته..
اعلن هاتف وجيه عن رسالة فحمله بملامح عابسة وفتح محتوى الرسالة....تبدلت ملامحه رويدا لابتسامة ماكرة وعاد بظهره للخلف على المقعد.....
رمقه يوسف بتعجب وقال :- دي رسالة دي يا عمي ؟ عميل اللي باعتهالك؟!
تنهد وجيه بنظرة وابتسامة ماكرة وقال وهو ينظر لكلمات الرسالة:- آه عميل....عميل أوي...ده محتل
يوسف بدهشة وعصبية :- ومن امتى العملا بيبعتوا رسايل على الفون ؟ وريني كده
خرج وجيه من شروده وقال بجدية :- ارجع شغلك يا يوسف
تذمر يوسف بصبيانية وخرج من المكتب فاتسعت ابتسامة وجيه وقال :-
_ ده أنت غبي !
                          **********
**بمكتب جاسر**

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمWhere stories live. Discover now